ولكن الذهب الذي عاود ارتفاعه سعريا يوم امس لم يتأثر بسعر الذهب في تداولات البورصات العالمية منذ ما يزيد على ست اسابيع الى ثماني حيث ينخفض سعر الذهب عالميا ويرتفع نحليا، وهي نتيجة طبيعية تبعاً لاهتزاز سعر صرف الدولار في السوق السوداء المحلية.
غرام الذهب من عيار 21 قيراطا سجل يوم امس السبت سعر 4400 ليرة بزيادة مقدارها 150 ليرة عن يوم السبت من الاسبوع الماضي في حين سجل غرام الذهب من عيار 18 قيراطا يوم امس سعر 3771 ليرة، وبالرغم من ذلك فقد حافظت اونصة الذهب في البورصات العالمية على سعرها في تداولات نهاية سنة 2012 ، حيث استقرت على 1656 دولارا للاونصة الواحدة وهو استقرار كان يعزز استقرارا مشابها في سعر غرام الذهب محليا، مع انخفاض سعر غرامه عالمياً، ولكن اهتزاز سعر صرف الدولار غير الرسمي في سورية جعل الذهب المحلي يتأثر به ويتبعه في ارتفاعه وانخفاضه بشكل حاد او هادئ بحسب وضع الدولار وحدة انخفاضه او ارتفاعه، مع الاخذ بعين الاعتبار قلة الاقبال على الذهب في الفترة الحالية بعكس الفترة الماضية.
وفي نفس السياق فقد سجلت الاونصة الذهبية في السوق المحلية السورية سعر 15700 ليرة في حين سجلت الليرة الذهبية الرشادية سعر 33400 ليرة، اما الليرة الذهبية الانكليزية من عيار 22 قيراطا فقد سجلت سعر 37200 ليرة، والليرة الانكليزية من عيار 21 قيراطا سجلت سعر 35600 ليرة.
وفي تصريح للثورة قال رئيس جمعية الصاغة في دمشق وريفها جورج صارجي ان سعر غرام الذهب في سورية سيظل متأثرا بسعر صرف الدولار في السوق السوداء المحلية طالما ان هذا الاخير متأرجحاً وغير ثابت السعر، فإن ارتفع تبعه غرام الذهب وان انخفض لحقه غرام الذهب، في وقت تستقر فيه اونصة الذهب عالميا ولا تسجل تذبذبات في سعرها بالرغم من المداولات الحاصلة عليها نظرا لتعادل قوى العرض والطلب في بورصتي لندن ونيويورك.
ويضيف صارجي ان حركة بيع وشراء الذهب في الفترة الحالية ضعيفة جدا ولا تسجل هذه الحركة اقبالا من المواطنون على ذهب الصاغة وفي نفس الوقت لا يوفر المواطنين عرضا يذكر بالنسبة لمكتنزاتهم ومدخراتهم من الذهب نتيجة بيع كميات مهمة منها قبل اعياد الميلاد ورأس السنة لتوفير المال اللازم للإنفاق وإشباع الاحتياجات الاستهلاكية قبل هذه الاعياد استعدادا لها، وفي نفس الوقت ارتفاع سعر الذهب الى 4400 ليرة بالرغم من ان ارتفاع سعر الذهب يجلب الزبائن عادة تحسبا لارتفاعات جديدة، ولكن إنفاق المواطنين لسيولتهم قبل اعياد رأس السنة حال دون توفر المال اللازم معهم لشراء الذهب واكتنازه، متوقعا في الوقت نفسه الا يستقر الذهب خلال الفترة المقبلة كنتيجة طبيعية لعدم استقرار صرف الدولار والذي اصبح يعبر وبوضوح من خلال سعره عن حالة التذبذب والاهتزاز التي يعانيها بالرغم من التدخل الايجابي الذي مارسه مصرف سورية المركزي قبل فترة قليلة والذي افرز انخفاضه بمقدار ست ليرات ونصف الليرة من 98.5 للشراء الى 92 ليرة لنفس الغرض ولكن ما إن دخلت السنة الجديدة حتى ارتفع سعر صرف الدولار في السوق السوداء الى 95 ليرة للشراء فكان هذا الارتفاع سببا اضافيا في ارتفاع سعر غرام الذهب.
وعن التوقعات السابقة لجمعية الصاغة بوصول سعر غرام الذهب في الاسواق المحلية السورية الى 5000 ليرة بالنسبة للغرام عيار 21 قيراطا وانقضاء السنة من دون ان يسجل غرام الذهب هذا السعر قال صارجي ان التوقعات تبقى توقعات تبنى على اساس المعطيات المتوفرة وليس الصاغة بمكشوف عنهم الحجاب حتى يعرفوا تماما ماذا يسجل الذهب من اسعار، متسائلا في الوقت نفسه: هل سعر 4600 ليرة الذي سجله غرام الذهب قبل رأس السنة بقليل وهل لاحظ من يعلق على هذه التوقعات ان هذا السعر مرتفع بمقدار مثل ونصف عما كانت عليه الاسعار من قبل!! مضيفا ان سعر 4600 ليرة للغرام الواحد مختلف بمقدار 400 ليرة فقط عن سعر ا لآلاف الخمسة ولكن ما إن يتجاوز غرام الذهب عتبة 4200 ليرة حتى تصبح التوقعات ممكنة وقابلة للتحقق ولكن تدخل مصرف سورية المركزي ايجابيا في اسواق صرف العملات الاجنبية خفض سعر الدولار وبالتالي انخفض سعر غرام الذهب ولكن ان ارتفع الدولار مرة اخرى متجاوزا حاجز 100 ليرة فسيرتفع سعر الذهب ومن الممكن ان يتجاوز حاجز 5000 ليرة للغرام الواحد من عيار 21 قيراطا وهي معطيات يبني عليها اي شخص توقعات مشابهة لما توقعه الصاغة عن ارتفاع الاسعار في غرامات الذهب بالرغم من استقرار سعره في البورصات العالمية.