وتعمد هذه السلطات إلى استخدام أساليب متنوعة من الاغراءات والميزات والتخفيضات للاسرائيليين للانتقال إلى المستوطنات الجديدة وتحويلها إلى مراكز مأهولة في القدس المحتلة أو الضفة الغربية.
ووفقا لمعلومات اسرائيلية تداولها موقع دوتشه فيله الالماني أمس فان عمليات التوسع الاستيطاني ليست حديثة العهد بل تندرج ضمن خطط قديمة منذ وقت طويل ولكن سلطات الاحتلال الاسرائيلي تستغل بعض المستجدات وتقوم بالاعلان عن هذه الخطط على أنها جديدة كما حدث مؤخرا عندما أعلنت اسرائيل عن بناء مستوطنات جديدة في القدس الشرقية والضفة الغربية إثر الاعتراف بفلسطين كدولة مراقب غير عضو من قبل الامم المتحدة أواخر تشرين الثاني المنصرم.
وبعد أن أعلنت السلطات الاسرائيلية عن بناء 2600 وحدة في مستوطنة خربة طبالية و1200 في مستوطنة غيلو و1500 في مستوطنة رامات شلومو قام وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك خلال عطلة عيد الميلاد برفع مستوى المعهد العالي في مستوطنة ارييل إلى جامعة وذلك بهدف استقطاب الطلاب الاسرائيليين إلى هذه المستوطنة من مختلف المدن واعطائها صفة شرعية طبيعية للاسرائيليين.
وفي هذا الصدد تقول ساريت ميخائيلي المتحدثة باسم منظمة بتسيلم لحقوق الانسان في اسرائيل ان بناء المستوطنات في القدس المحتلة أو الضفة الغربية يمثل خطوة أخرى في مساعي الحكومة الاسرائيلية إلى تغيير حدود عام 1967 وضمن محاولات اقناع الاسرائيليين أنه ليس هناك فرق في العيش داخل الاراضي المحتلة عام 1948 وتلك التي احتلتها اسرائيل عام 1967.
وتؤكد ميخائيلي ان السلطات الاسرائيلية استثمرت أموالا ضخمة في السنوات الاخيرة في مجال توسيع المستوطنات كما انها تقوم بتقديم حوافز مالية للاسرائيليين ومغريات كبيرة جدا لا يستطيع الكثيرون مقاومتها ولان تكلفة المعيشة في اسرائيل ترتفع.
وتعبر ميخائيلي عن استغرابها من قيام السلطات الاسرائيلية بتقديم منزل أكبر ومبني بشكل أفضل وتدفع مصروفات أقل مما يدفع داخل أراضي 1948.
وكمثال اخر تقول ميخائيلي ان مستوطنة رامات شلومو في الاراضي المحتلة تقدم للشباب مستوى معيشة لا يتوفر في غيرها حيث أزمة السكن وارتفاع الطلب على الايجارات ما يجعل تلبية متطلبات الحياة أمرا غير ممكن.
وتؤكد ميخائيلي ان السلطات الاسرائيلية مستمرة في توسيع المستوطنات بشكل مقصود منذ الايام الاولى لحركة الاستيطان وسياسة تأسيس مستوطنات جديدة وتوسيعها عبر الاستثمارات كما تعلن السلطات المستوطنات كمناطق ذات أولوية وطنية وهذا ما يكشف عن استراتيجية قديمة.
ولا ترى المتحدثة باسم منظمة بتسيلم أن هناك تغييرا سيطرأ على سياسة الاستيطان في اسرائيل حتى لو تغيرت الحكومات الاسرائيلية وتعاقبت وحتى ان جاءت حكومة جديدة بعد الانتخابات القادمة لن تغير سياستها بشأن الاراضي المحتلة.
ميدانياً اصيب عشرات الفلسطينيين جراء اعتداء مستوطنين اسرائيليين مدعومين بقوات الاحتلال الاسرائيلي عليهم في قرية قصرة جنوب نابلس أمس.
ونقلت وكالة معا الاخبارية عن غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية قوله:ان عشرات المستوطنين المتطرفين من البؤرة الاستيطانية ايش كودش هاجموا المنطقة الجنوبية في قصرة لليوم الثالث على التوالي وقاموا باطلاق الاعيرة النارية لارهاب الفلسطينيين.
واشار دغلس إلى ان مئات الفلسطينيين تجمعوا للدفاع عن قريتهم واجبروا المستوطنين على الفرار رغم ان قوة كبيرة من جيش الاحتلال وصلت إلى المكان وحاولت تفريق الفلسطينيين عبر اطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع والصوتية ما ادى إلى اصابة عدد منهم بحالات اختناق.
في سياق متصل استشهد طفل فلسطيني وأصيب اخرون بجروح بعضها خطرة جراء انفجار جسم مشبوه أمس بجوار مسجد الاسلام بمنطقة جورة اللوت شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
من جهة ثانية اصيب شاب فلسطيني بجروح نتيجة استهدافه بنيران جنود الاحتلال الاسرائيلي المتمركزين في مواقعهم العسكرية المحاذية لبلدة بيت حانون شمال قطاع غزة وذلك في خرق جديد لاتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه في 21 تشرين الثاني الماضي بعد ثمانية ايام من عدوان اسرائيلي مكثف على قطاع غزة.