تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بعيداً عن النتائج!

حدث وتعليق
الأحد 19/10/2008
حسن حسن

التقدم الذي يحرزه المرشح لانتخابات الرئاسة الاميركية المقبلة باراك اوباما على منافسه الجمهوري جون ماكين في كل موقعة انتخابية وعلى امتداد الولايات المتحدة,

يقلق بال المقيمين في البيت الابيض ويقض مضاجعهم وقد لا يترك للادارة الجمهورية الحالية برئاسة جورج بوش التي تعيش ايامها الاخيرة, فرصة للالتفات والانشغال بقضايا دولية ساخنة ام خامدة بينما يقترب منافس قوي من سدة الرئاسة والمكتب البيضاوي مما يعني عمليا الدخول في مرحلة بيات سياسي في الساحة الدولية وتدشين موسم اخر من مواسم الانتظار المتعاقبة على الطوابير الطويلة للمنتظرين وما أكثرهم على ابواب البيت الابيض, الذي مازال حتى اللحظة يمسك بمفاتيح السياسة الدولية من غير منافس يعتد به او يؤبه له.‏

القضايا العربية وفي مقدمتها قضية فلسطين ليست بمنأى عن ذلك البيات فقد وضعت بالفعل على رف الانتظار وترك زمامها وقيادة امرها لرئيسة الوزراء الاسرائيلية الجديدة تسيبي ليفني لتتوه بها عبر الدروب المظلمة والمرعبة الى مفازات مهلكة وخاصة بعد تملص وتنصل الادارة الاميركية الحالية من كل التزاماتها التي قطعتها على نفسها وبطيبة خاطر فوضعت بذلك القضية برمتها في يد غير مسؤولة قطعا وانما طامعة وملوثة بدماء الابرياء والعزل من ابناء الشعب الفلسطيني وهي بهذا لا تختلف عن سابقاتها من الادارات الاميركية المتعاقبة التي تمارس لعبة الانتظار المملة بالنسبة لقضية هي ام قضايا الشرق الاوسط, ومحور الحلول الكثيرة من القضايا ذات الصلة.‏

ولا شك في ان تعاقب مواسم الانتظار لحدث ما في عواصم الفعل الاقليمي والدولي او تحول ما في سياسة بلد ما او رحيل او بقاء رئيس ما, قد اصبح قاعدة رئيسية في السياسة العربية التي استعذبت السهل, واستوطأت موكب العجز, وتركت الامور تجري على عواهنها من دون تحرك او تدخل فاعل, حتى اضحى هذا النهج هو القاعدة في كل شيء وامسى خلافه هو الاستثناء وبالتأكيد فان ظل الحال على ما هو عليه فان طوابير المنتظرين لن تزيد الا طولا وقوائم الانتظار الا اتساعا ومراتب الاولويات الا تراجعا.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية