وبالطبع أكثر أهمية من أرواح السوريين ودمائهم التي تسفك على الطرقات، بعد أن ادعى هؤلاء الشركاء الدفاع عن الشعب السوري وتحصيل حقوقه « الضائعة».
المصلحة الأولى التي يحققها أولئك حماية الأمن الإسرائيلي المزعوم طبعاً، لأنه لا أمن ولا أمان لأي دولة في العالم تجاور الكيان الصهيوني، ولن تنعم حتى كائنات الطبيعة بأي استقرار، ما دام حكام هذا الكيان يواصلون ظلمهم وعنجهيتهم والاعتداء على حقوق الآخرين، ولاسيما أنهم يستغلون انشغال العالم بالأزمات التي صدرتها أميركا وأوروبا ومعهما أذيال من حديثي النعمة والسلطة سواء في السعودية وقطر أم في تركيا، لمعرفتهم أن تلك الأزمات والحروب تتصدر نشرات الأخبار والتقارير السياسية.
500 وحدة استيطانية جديدة في محيط القدس المحتلة أخيراً، وقبلها بثلاثة أيام 400، والأسبوع الفائت 660 ليصبح عدد المستوطنات التي صادق كيان الاحتلال على بنائها 1560 وحدة خلال أيام، ما يحقق لإسرائيل المزيد من الاستيطان والتوسع على حساب الفلسطينيين، وقضم المزيد من الأراضي التي يأملون العودة إليها، هذا فضلاً عن الانتهاكات المستمرة للمسجد الأقصى واستباحة حرمته، وتهديد المصلين وتنفيذ الممارسات اللاأخلاقية والاعتقالات بحقهم، وذلك بمساعدة أعضاء من الكنيست، ما يؤكد أن «إسرائيل» ماضية في إرهاب الفلسطينيين المنظم وتهجيرهم، ودفعهم لترك منازلهم، بهدف إسقاط حق العودة عنهم، وطمس المعالم العربية في المناطق التي يقيمون فيها وتهويدها.
والفلسطينيون لم يسلموا من الإرهاب الإسرائيلي في سورية، خاصة وأن عصاباتهم المتطرفة التي تشن حربها على السوريين، استهدفت الأحياء والمخيمات التي يقطنونها، وبعثت لهم برسالة مفادها أن سلطات الكيان المعادي لن تتركهم حتى لو ذهبوا لآخر الدنيا، ومستمرة بالعمل على تنغيص عيشهم وحياتهم، لكن لا إسرائيل ولا أعراب الخليج ولا حزب العدالة والتنمية التركي قادرون على إتمام مشروعهم، أو تحقيق أي من أمنياتهم، لأن فلسطين وقضيتها ستبقى بالنسبة لسورية، الأهم رغم الجراح.