«داعش» والوهابية.. وجهان لعملة واحدة
وكالات - الثورة الصفحة الأولى الأربعاء 5-11-2014 من يعيد استقراء تاريخ بدايات انتشار الوهابية في بداية القرن التاسع عشر سيكتشف الكثير من أوجه الشبه ما بين النهج العنيف الذي كانت تتبعه هذه الحركة بعد تحالفها مع آل سعود لفرض وجودها، وما بين العنف الذي يتبناه تنظيم داعش لفرض أفكاره وبسط نفوذه.
فالدولة السعودية الثالثة التي نشأت في العقود الأولى من القرن العشرين بمساعدة جيش بدوي مارس أشد أنواع البربرية والبطش ضد خصومه يتم تقليده الآن من قبل متطرفي تنظيم داعش الإرهابي, ليشكل داعش والوهابية وجهان لعملة واحدة.
وتفيد العديد من الدراسات والتقارير بأن هناك قواسم مشتركة بين تنظيم داعش الإرهابي وبين تعاليم الحركة الوهابية التي تطبق في السعودية حيث أكد ميخال برتنيتسكي الباحث التشيكي في معهد العلاقات الدولية أنه من الأشياء المشتركة بينهما التفسير الجامد لتقاليد الإسلام القديمة ورفض الإرث التاريخي والإسلام الشعبي والاتصاف بعدم التسامح وزرع الخوف تجاه التيارات والأديان الاخرى، إضافة إلى الإعدامات العلنية والعقوبات الجسدية والتمييز بحق النساء وبحق الطوائف والتيارات الدينية والأديان الأخرى هي أحدى سمات النظام السعودي وهي تتشابه مع ما يمارسه داعش اليوم في سورية والعراق من إعدامات علنية وتخريب للمواقع الدينية والتمييز بحق النساء.
النظام السعودي اليوم حالة من التخبط بين مؤيد ومعارض الى تنظيم داعش الإرهابي بمشاعر منشطرة أو منقسمة وربما بنوع من الحنين، فالخطر الذي تتوجسه من هذا التنظيم دفعها للانضمام إلى التحالف الدولي في حين أنها تنظر لداعش كطفل يذكرها بجذور دولتها وبالإيديولوجية الوهابية الممزوجة مع السلطة العسكرية والسياسية السعودية.
|