تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


دون ديليلـو: نعيـش عصــراً مفتوحـــاً على كل المخاطر.. والكاتب مهمته الرؤيا

عن مجلة اكسبريس
فضاءات ثقافية
الأحد 7-4-2013
 ترجمة: دلال إبراهيم

يشكل القلق الوجودي والفوضى في العالم الموضوع المحوري في روايات الكاتب الأميركي دون ديليلو, وهذا ما تؤكد عليه مجموعة القصص القصيرة الصادرة مؤخراً له والتي جمعها تحت عنوان (الملاك ازميرالدا).

ويعتبر النقاد روايات دون ديليلو مرآة دقيقة الصورة عن الولايات المتحدة حاضراً وماضياً. حيث يرسم فيها صورة المجتمع الأميركي الاستهلاكي, بما فيها وسائل الإعلام الضخمة, نظريات المؤامرة وعبادة الصورة، وفي روايته الصادرة حديثاً (الملاك ازميرالدا) والتي كتبها ما بين عامي 1979- 2011 يغوص الكاتب دون ديليلو في المواضيع الأثيرة لديه وهي: الكائن البشري أمام الكارثة والتعب والفزع, سواء أكان وصفاً لحادثة اختطاف طفل في وضح النهار أو رحلة طائرة يتأجل إقلاعها لتتحول العطلة إلى كابوس. إنها صور للعديد من الرموز التي يرسمها دون ديليلو عن هموم الإنسان المعاصرة, وبحثه المستمر عن المعنى والمغزى في هذا العالم المضطرب والفوضوي. ويؤكد الكاتب دون ديليلو أنه يمكن اختزال جميع أعماله دون استثناء وأيضاً تفكيره في جملة واحدة وهي تكريس حالة الخطر التي نعيشها في هذا العصر من وجهة نظره, التي عبر عنها خلال لقاء أجري معه وقال فيه إن اغتيال الرئيس الأميركي جون كينيدي عام 1963 كان بداية الانطلاق في مرحلة الانحدار والعنف في جميع أنحاء العالم, بدءاً من اشتعال الصراعات الطائفية واغتيال شخصيات وقادة وحرب فيتنام والمظاهرات المناهضة للحرب.‏

لقد شهدنا عنفاً بكافة الأشكال, وعلى نطاق واسع وضيق أيضاً, العنف السياسي والعنف العادي, إطلاق نار في الشوارع والسرقات والاعتداءات. لم يعد أحد في أي مكان يشعر بالأمان. ودخلت أمريكا مرحلة جنون العظمة. ونستخدم هذه الكلمة بكل سهولة حالياً, ولكن قبل ذلك كان هذا الجنون شيئاً ملموساً ومعاشاً حتى إننا كنا نستنشقه في هوائنا. ومن ثم بدأت الحرب الباردة والمرتبطة بالخوف من حرب نووية. والسؤال هو: عندما نبني ترسانة هائلة للسلاح, كيف يمكن الادعاء أننا لن نستخدمه؟ لقد أجرى الأميركيون تجارب نووية في صحراء نيفادا وجنوب المحيط الهادي كما وأجراها السوفييت في سيبيريا. ويقول إن رواياته تعتبر مرآة للواقع لا للوهم. وعلى الرغم من ذلك لا يعتبر نفسه كما يروج عنه بالكاتب المتنبئ أو المتبصر أو المريض بجنون الشك, ولاسيما أن الأحداث التي شهدها في مختلف أنحاء العالم لم تكن من النوع التي نخشى أن لا تقع, وهذه الأحداث هي التي دخلت في تركيبة رواياته, إن رواياته يقتبسها -شأنه شأن معظم الكتاب- مما يجري حوله, ولكنّ صفة التنبؤ التي أطلقوها على رواياته إنما تأتي بسبب سعيه الحثيث نحو الحقائق التي لم تجد طريقها كمادة إلى الروايات, وسعيه أيضاً إلى وصف ورسم ما هو غير ملحوظ أو غير ذي أهمية بالنسبة للآخرين, ولكنه موجود هنا وهناك. ولكن يعترف أن الخيال هو طريقته في النظر إلى العالم. ويعتبر, من وجهة نظره أن الكاتب هو رجل الظلام, حيث إن خياله هو طريقه للنضال ضد القوى المسيطرة والمهيمنة. وقد بدأ بالخروج من الهامش في العام 1970, عندما بدأ كتابة الروايات. وتبدلت الأمور خلال أعوام الثمانينات والتسعينيات. ولكن دون ديليلو يفضل البقاء في زاوية من الغرفة ومراقبة الأحداث. ولديه شعور يدفعه إلى الكتابة ضد السلطة وضد من يمثلونها وإملاءات الشركات والتكتلات العملاقة وكذلك جداول أعمال السياسيين والتنظيمات. يقول دون ديليلو إنه لا يتكلم من قبيل الالتزام واتخاذ المواقف أو برمجة مسبقة, وإنما من قبيل المقاومة «نكتب في المعارضة وهذا هو واجبنا».‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية