تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الأدب الإفريقـــــــي:التاريــــخ يشــــبه مســـرحية كوميديــــة

فضاءات ثقافية
الأحد 7-4-2013
ضمن فعاليات المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء في دورته التاسعة عشرة، أقيمت ندوة بعنوان «الأدب والذاكرة وتوظيفات الماضي»

من تنظيم مجلس الجالية المغربية بالخارج، حاضر فيها نخبة من الكتّاب على غرار «أوجين إيبودي» و«روكايا ديالو» و«روميالد فونكوا» وقد تمحورت حول موضوع الأدب الإفريقي ودوره في توثيق التاريخ والأحداث وخدمة الفكر لتكريس مبدأ الحرية والمساواة بين شعوب العالم.‏

ناقشت مجموعة من الكتاب، بمعرض الكتاب بالدار البيضاء، موضوع دور الأدب في حفظ الذاكرة الإفريقية، خلال ندوة نظمها مجلس الجالية المغربية بالخارج حول «الأدب والذاكرة وتوظيفات الماضي». وفي هذا الشأن، أكد الكاتب الكاميروني «أوجين إيبودي» فكرة الكاتب الغيني «تييرنو مونينيمبو» القائلة إن التاريخ يشبه مسرحية كوميدية نخفي داخلها أشياء لنبرز أخرى.‏

وتوقف إيبودي عند إعلان الاستقلال الأميركي الذي أكد أن «جميع البشر خلقوا متساوين، وأنهم وهبوا من خالقهم حقوقاً غير قابلة للتصرف، وأن من بين هذه الحقوق حق الحياة والحرية والسعي وراء السعادة». وأشار إلى أن السود في أميركا كانوا مهددين على الدوام بالقتل، وعاشوا تحت وطأة الاستعباد ولم يكن بإمكانهم بالتالي٬ في الوضع الذي كانوا عليه، «السعي وراء السعادة». وفي نظر الكاتب «أوجين إيبودي» فالأدب يسمح بفتح حوارات مع المستقبل تتطرق لقضايا مثل العدل والمساواة والحقوق٬ معتبراً أن الأرض الإفريقية التي تعاني من الانقسام وتخوض حرباً ضد نفسها، يمكنها أن تجدد عهدها مع حوارات مفيدة من هذا القبيل.‏

وانطلاقاً من هذا المعطى تظهر أهمية الكتاب الذي ألفه إيبودي بعنوان «الوردة في الحافلة الصفراء» والذي قدم خلال هذا اللقاء، ويحكي قصة روزا باركس، التي ثارت ضد التمييز العنصري عام 1955 عندما رفضت ترك مقعدها في الحافلة لمسافر أبيض. وأوجين ايبودي، أحد الأقلام الإفريقية الجديدة التي تكتب باللغة الفرنسية. صدر له «السيدة إفريقيا» و»حباك خلاسي». واعتبرت الكاتبة الفرنسية «روكايا ديالو» أن اعتقال روزا باركس لرفضها ترك مقعدها لمسافر أبيض كان وراء حركة المقاطعة التي قام بها السود لوسائل النقل، والتي كان لها أثر اقتصادي فادح على شركات النقل٬ ما دفع هذه الأخيرة إلى الضغط على حكام الولايات لتغيير سياستهم٬ وهو ما انتهى بحصول السود على حقوقهم.‏

ويعتبر الكاتب الغيني مونينيمبو أن «التاريخ هو أسطورة يختلقها الأشخاص الموجودون في السلطة» ويضيف، صاحب كتاب «الإرهابي الأسود»، أنه في السياق الاستعماري، «كان السادة البيض هم من يصنعون تاريخ المستعمرات، حتى صار المنتج الفكري الإفريقي بنفسه عبارة عن إعادة إنتاج للمسالك الفكرية والفلسفية والجغراسية للمستعمر»، معتبراً أن إفريقيا السوداء تجد صعوبة في تصفية استعمارها. من جهته، تأسف الكاتب «روميالد فونكوا» عن النقص الملاحظ في العمل الفكري، «ما يجعل الأدب الكولونيالي الحلقة المفقودة في الأدب الفرنسي المعاصر».‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية