كان له الأثر الكبير في ترسيخ الفكر القومي وصيانة الهوية الحضارية للأمة, فضلاً عن النجاحات التي حققها على المستوى الوطني في المجتمع السياسي والحزبي والاجتماعي والاقتصادي في سورية, ولاسيما لجهة التأسيس لحالة الاستقرار والإسهام في بناء دولة المؤسسات...
جاء الميلاد نتيجة معاناة طويلة لسنوات من التبعية والتخلف والاحتلال ليصوغ أهدافاً وآمالاً عريضة لأمة أعطت الحضارة الإنسانية مآثر في شتى المجالات, ووهبت العالم المحبة والتسامح والعلوم والآداب على السواء, وها هم جماهير شعبنا اليوم يواصلون احتفالاتهم بميلاد حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي وسط ظروف وتحديات وضغوط كبيرة تهدف النيل من صمود سورية وثنيها عن مواقفها القومية والوطنية, ولايزال البعث يقف شامخاً قوياً بأفكاره, مثبتاً قدرة على التطور والفعل, بالإضافة إلى القراءة الصحيحة والمنطقية التي يمثلها للعلاقات التي تجمع أبناء المجتمع العربي بمختلف مشاربه..
إن حزب البعث هو مرحلة هامة في إطار نضال الشعوب من اجل تحريرها واستقلالها, ولأجل إيجاد نظام عالمي جديد تنتفي فيه الهيمنة والاحتلال والعدوان والاستغلال والسيطرة, ويقوم على مبادئ المساواة والتكافؤ ووحدة المعايير واحترام حقوق الشعوب في تقرير مصيرها وفي اختيار طرق وصيغ تطورها.
اليوم وإذ يتعاظم المشروع الأمريكي - الصهيوني - التركي - الرجعي على سورية وفكرها القومي والعروبي, فإنّ الردّ الواقعي يقتضي المزيد من تلاحم قوى العمل القومي والوحدوي والتمسك القوي بالثوابت القومية والقيم العروبية, إضافة إلى ضرورة المراجعة الدائمة والعميقة لمجمل المراحل والتجارب السابقة, بكل تفصيلاتها وأبعادها ومنعكساتها ونتائجها, فحزب البعث واحد من أهم فصائل حركة النهضة العربية المعاصرة.
ammaralnameh@hotmial.com