ترهاتهم وادعاءاتهم الباطلة عن حماية حقوق الإنسان، والدليل الإرهاب المنظم الذي يدعمانه عبر وسطاء إقليميين ومستعربين رجعيين في الخليج، ومن خلال إرسال المئات بل الآلاف من العصابات الإرهابية من أوروبا وأميركا والدول العربية لقتل السوريين، بعد أن فعلوا ما فعلوه في أفغانستان وبعد ذلك بالعراق، ثم في ليبيا وبعدها في سورية، ولا أحد يعلم أن ينتهي بهما الأمر.
صحيفة برافو التشيكية حذرت من خطورة تدفق الأوروبيين إلى سورية للقتال إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة مشيرة إلى أن العديد من الدول الأوروبية التي ينتمون إليها بدأت تدق ناقوس الخطر، وكشفت أن المئات من المتطرفين من مواطني 14 دولة أوروبية قد توجهوا إلى سورية للقتال إلى جانب المجموعات المسلحة وهم من أنصار القاعدة من حملة الجنسيات الألمانية والبريطانية والفرنسية والهولندية ودول الشمال الأوروبي.
الصحيفة قالت إن الغرب يؤيد المسلحين في سورية بسبب مصالحه الاستراتيجية غير أنه يخشى الآن من أن تخرج الأمور من نطاق السيطرة في هذا المجال بشكل مشابه لما جرى في أفغانستان، و بينت الصحيفة أن الحكومة الهولندية رفعت مؤخراً درجة التحذيرإلى المرتبة الثانية من أصل سلم يتضمن أربع درجات ورفعت أيضاً حالة التحذير من تحذير محدود إلى تحذير جدي لأنها تخشى من عودة المتطرفين الهولنديين من أنصار القاعدة من سورية وممارسة العنف في هولندا.
إذاً النار التي أوقدتها أوروبا في سورية باتت تخيف الأوروبيين أنفسهم من أن يرتد وهجها على وجوههم فيحرقها، وعند ذلك لا ينفعهم ندم، فحذروا من هذا الأمر، ولاسيما أن الحديث عن حقوق الإنسان السوري لم يكن سوى كذبة مشتركة بين أميركا وأوروبا ومن لف لفيفهم، في ظل المعاناة اليومية التي يعانيها المواطن السوري نتيجة الحصار الاقتصادي والسياسي والإعلامي والإرهاب الذي يمارس ضده، وهاهو موقع غلوبال ريسيرتش الكندي يقول إن موضوع حقوق المرأة مثلاً، يستخدم وعلى نحو متزايد كأداة مفيدة وفعالة لتبرير المزيد من الحروب وتنفيذ المخططات الامبريالية حول العالم وبعد أن عملت الولايات المتحدة من خلال غزوها لأفغانستان عام 2001 على تدمير وإزالة حقوق المرأة الأفغانية تواجه المرأة السورية بدورها تهديداً مماثلا وسط الحرب الأطلسية الأمريكية التي تشن على سورية حالياً.
الموقع أضاف أن تاريخ المرأة في أفغانستان يتصل على نحو وثيق بحقوق المرأة في سورية في ظل الحرب التي تشنها الولايات المتحدة بمساعدة حلفاء دوليين وإقليميين بشكل غير معلن على سورية مشيراً إلى أن واشنطن تتبع النهج ذاته الذي اتبعته في أفغانستان والمتمثل بتمكين الجماعات الأصولية والمتطرفة المعادية للديمقراطية وللمرأة، وخاصة بعد قامت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية التي أسستها الولايات المتحدة في أفغانستان والتي ساعدت على زوال حقوق المرأة الأفغانية تعمل الآن على تعزيز ما تعتبره حقوق المرأة لقلب الأوضاع في سورية وهنا تكمن المفارقة الكبرى حيث تعمل واشنطن وحلفاؤها الإقليميون بما فيهم السعودية وقطر على دعم المجموعات المتطرفة في سورية، في خطوة لانتهاك حقوق وحريات المرأة السورية الذي تواجه المسار ذاته الذي واجهته المرأة الأفغانية في ظل حكم طالبان المدعومة من قبل الولايات المتحدة واستمرار الاحتلال الأمريكي الأطلسي لأفغانستان.
الموقع أوضح أيضاً أن منطق البعد الإنساني للحروب التي تشنها أميركا دائماً مشكوك بأمرها إذ ليس بإمكان أحد التغاضي عن حقيقة أن الولايات المتحدة التي سارعت إلى شن غزوها على أفغانستان وغيرها قدمت الدعم منذ البداية لحركة طالبان وتنظيم القاعدة كجزء من عملية سرية بقيادة وكالة الاستخبارات الأمريكية سي أي أيه.
إذاً الولايات المتحدة وحلفاؤها يحاولون إضفاء الشرعية على احتلالهم العسكري لأفغانستان أو غيرها تحت شعار جلب الحرية والديمقراطية للشعوب، لكن وكما شهد العالم في العقود الثلاثة الماضية فان الإدارة الأمريكية تنظر أولاً إلى مصالحها السياسية والاقتصادية وقد عملوا على تمكين أقوى العصابات الأصولية والمعادية للديمقراطية والمرأة في المنطقة.