لأن الخلفاء والأمراء في عصر هؤلاء كانوا يدفعون وزن كتبهم وإبداعاتهم ذهباً وتفننوا في ابتكار أساليب التحفيز التي تساعدهم على اجتذاب أكبر عدد من المفكرين والعلماء والفقهاء، فعرف وقتذاك أعلام لم يشهد التاريخ لهم مثيلاً لكثرتهم وطول باعهم.
وإن كنا لا نستطيع بأي حال من الأحوال تشبيه اليوم بالبارحة إلا أننا نبقى متفائلين لأنه وبعد أن كانت الجوائز الإبداعية لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة والحصول عليها صعب المنال، تعددت وتنوعت وتوسعت، فلا يكاد بلد عربي يخلو من جوائز أدبية ذات قيمة عالية وأخرى تشجيعية، وهو ما أكده الكاتب التونسي محمد حرشاني في مؤلفه الجديد الذي يهتم بالجوائز الأدبية في العالم العربي ويرصدها، ويرى أنها فتحت آفاقاً واسعة أمام عدد كبير من الكتّاب والمبدعين وخصوصاً الشباب.
وما يجعلنا أكثر تفاؤلاً أن تتعاون مؤسسات خاصة وعامة تهتم بالشأن الثقافي لتخصيص جائزة سورية للإبداع الشعري على مستوى الوطن العربي وتتوج دورتها الثانية باسم الشاعر الدمشقي الكبير نزار قباني.
بادرة طيبة والأمل أن تتبعها خطوات من مؤسسات أخرى لتشمل الجوائز جميع حقول الثقافة.