تمتعت برواج شعبي منقطع النظير، لأنها كشفت اللثام بجرأة نادرة عن الفاسدين والمتاجرين بقوت الشعب، فكان صاحبها عرضة للملاحقة القضائية في كثير من الأيام، فضلاً عن إصداره مجلة أسبوعية قصصية مصوّرة، سماها (ألف ليلة وليلة) تيمناً بكتاب (ألف ليلة وليلة) الشهير.
ومن الطريف أنه زاد على أعداد مجلته عدداً واحداً، فتصير ألف ليلة وليلتين، ثم توقفت المجلة عن الصدور بتاريخ 6 آذار عام 1954، بعد أن خط قلمه المبدع /1002/ قصة قصيرة، تموج بالصخب والحياة، ورشاقة اللغة، وسحر البيان.
وهنا نستطيع أن نجمل تراثه المنشور بمايلي: 1002 قصة، و 25 رواية يتراوح عدد صفحات كل منها بين 200و 400 صفحة. ومن أشهر رواياته: صرخة الألم، وصقر قريش، وأشباح القرية.
ويروي الأديب عبد الله يوركي حلاق، هذه الحادثة التي كان أحد شهودها بما معناه:
كان كرم يكره حرف الراء ويتحاشى نطقه، شأنه في ذلك شأن واصل بن عطاء، لأنه كان يلثغ به فيقلبه غيناً..
وعندما مثلت حلب، في حفل إزاحة الستار عن تمثال الشاعر فوزي المعلوف، وكان ذلك في عام 1937، في مدينة زحلة، دعتنا اللجنة المنظمة إلى وليمة عشاء أقامتها في وادي العرائش بزحلة، وكنت جالساً بجانب كرم وأمامنا الشاعر الياس أبو شبكة الذي طلب منه أن يلقي كلمة في حفل تدشين مشفى «تل شيحا» ولكن كرم لم يلب الدعوة، وألحّ أبو شبكة في طلبه إلى حد التخجيل، لأنه يريد أن يكشف للجمهور رداءة نطق كرم بحرف الراء.
ونتيجة هذا الإلحاح، وافق كرم على التحدي، وقال لي: إن اللئيم يريد امتحاني وامتهاني، إذاً فلينتظر مني خطاباً يستمر نصف ساعة وليس فيه حرف راء واحد. وهذا ماأدهش سامعيه، وجعلهم يعدون خطابه من المعجزات وروائع البيان.