تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مرحلة أولى للتعارف ..المجـــامــلات بين الدبلوماســــية والنــــفاق

مجتمع
الجمعة 6-3-2009م
هند دمر حمودي

هي لون من ألوان الحياة.. ولغة قد تكون للمراوغة يحبذها الكثير.. لكن كل فرد يتعايش معها ويحكم على ماهيتها بطريقته الخاصة.. إنها لغة المجاملات ..

ففي هذا العصر وبكل أسف أضحت حياتنا مبنية عليها لدرجة أننا في أحيان كثيرة ورغم عدم حبنا للنفاق والمراوغة نجد أنفسنا أمام موقف يفرض علينا مسايرة شخص لا نكن له التقدير، أو رسم ابتسامة لاتكون نابعة من القلب.. ونقبل بذلك على مضض مبررين لأنفسنا بأنه موقف وسيزول.. ولكن ماذا نفعل إذا كانت هذه المجاملات حالة نفسية نلمسها ونتعايش معها بشكل يومي؟ ..،متى تتحول المجاملة إلى حالة ضرورية في الحياة؟...‏

دبلوماسية‏

شادي العبد الله /موظف/ يقول: المجاملات نوع من أنواع البروتوكولات الاجتماعية وربما كلمة دبلوماسية هي الأنسب لوصفها.. حيث أن هناك الكثير من الأمور تحتاج إلى مجاملة لكي تستمر الحياة بشكل طبيعي وأحيانا يضطر الإنسان للمجاملة لتحقيق مصلحة أو حاجة لكن المهم أن لايكون ذلك على حساب الآخرين.. أما بالنسبة لي فأنا أجامل حسب الأشخاص والمواقف ولكن رغم ذلك أرى أن الصراحة أفضل من المجاملة وإن كانت جارحة أو قاسية علينا تلطيفها بالمجاملة قليلا حتى تكون مقبولة من الآخرين .....‏

تمسيح جوخ‏

بصراحة مجتمعنا الشرقي هو السبب هذا ما أكدته نجود الكامل /مهندسة/ لاسيما وأن مجتمعنا الشرقي لايحب الصراحة والعلاقات الاجتماعية المكونة في المجتمع مبنية على المجاملة وتمسيح الجوخ.. فعلاقاتنا مقنعة وليست واضحة.. وتؤكد نجود أنه من الممكن أن تكون المجاملات ضرورية بين الأشخاص الذين تجمعهم علاقة سطحية فقط بينما الإنسان لايستطيع أن يجامل في المواقف المصيرية...أما الأشخاص الذين يجاملون لتحقيق غايات ومصالح شخصية فهؤلاء خطيرون ولا أمان لهم.. وتضيف أما أنا فأفضل الصراحة حتى لوكانت جارحة فهي أفضل من الكذب‏

بعض الإيجابية‏

أماني عمران/موظفة/ تقول: المجاملات حالة سلبية لأنها تحوي بداخلها شيئا من المراوغة والضحك على الآخرين بالإضافة إلى أنها من الممكن أن تتحول إلى كذب ونفاق حين تتكرر في كل مواقف الإنسان...ولكن ربما يكون فيها شيء من الإيجابية عندما تكون عفوية وعن طيبة قلب ولاتحمل في طياتها إيذاء للآخرين وعندما يكون الطرف الآخر /بحاجتها كصديق بحالة نفسية متعبة فأنت تجامله لتخفف عنه/ أو تجامل لتهدئة شخص منزعج..‏

بلا مبالغة‏

سمير حبيب/محامي/يقول: في هذا العصر حياتنا أصبحت مبنية على المجاملات وجميل أن يكون الشخص لبقا مع الآخرين ولكن دون مبالغة كما يحدث الآن حيث أن الأشخاص الذين يجاملون كثيرا لديهم برأيي نقص في شخصيتهم يحاولون مداراته بالمجاملة وبالنسبة لي أكرهها إذا كانت من أجل المصلحة مهما كان الأمر هاما.. ولكن ربما أجامل من أجل إنقاذ موقف معين وأحاول دائما أن أكون صريحا مع الآخرين كما اتقبل صراحتهم حتى لو كانت قاسية ومجرحة‏

أهل الاختصاص‏

الدكتورة لينا العبد اختصاصية علم الاجتماع نوهت في البداية عن أسباب لجوء الإنسان للمجاملة فقالت: الإنسان في أحيان كثيرة يضطر للمجاملة تحاشيا للفهم الخاطىء أو من أجل تحقيق مصلحة أو حاجة معينة والمهم في هذا أن لايتعدى على حقوق الآخرين.. غير أننا نلمس المجاملات وبشكل ملحوظ في تعاملنا أكثر مع الغرباء الذين لانعرفهم معرفة عميقة وهذا رد فعل طبيعي لتعامل الشخص مع آخر مجهول بالنسبة له... وهنا بإمكاننا اعطاء تعريف تقريبي للمجاملة بأنها المرحلة الأولى للتعارف بين البشر.. وتضيف د.لينا للمجاملات أنواع عدة منها الصادق ومنها الكاذب ولكن بشكل عام قد تكون حالة إيجابية في المجتمع عندما تقرب بين القلوب وتلطف العلاقات الاجتماعية والإنسانية وتعبر عن الرقي إذا كانت صادقة لكنها تتحول إلى سلبية عندما تزيد عن حدها كثيرا فتنقلب حينها إلى مبالغة ونفاق ... ولكن للأسف مع تغير الكثير من المفاهيم في مجتمعنا اليوم فقدت العديد من فئات المجتمع ما أسميناه سابقا المجاملة الصادقة ليحل محلها دبلوماسية النفاق في العلاقات الاجتماعية ...‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية