وقد أظهرت الدراسات النفسية في هذا المجال إلى أن الاطفال بين عمر السنتين إلى الثلاث قادرون على التقاط انفعالات الشخصية التي تظهر في برامج الاطفال، بينما الاطفال بين الثالثة و الخامسة يدركون مفهوم الزمان والمكان بما يمكنهم من تحليل المشاهد التي يرونها في حين يتمكن الاطفال بين الخامسة والسادسة من التقاط عدوى العنف من الشاشة ، أما الاولاد من سن السابعة وحتى الثانية عشرة فيعاني بعضهم من مشكلات عائلية أو مدرسية نتيجة مشاهدة أفلام العنف وذلك لتنفيس احتقانهم الناتج عن الانفعالات المكبوتة ، أما الاولاد في عمر ما قبل المراهقة فيعشقون مشاهد الافلام المثيرة لانهم في سن التغيرات الهرمونية وهنا تثير لديهم مشاهد العنف الجنسي شعوراً بالخوف والقرف
التقط عدوى العنف من الشاشة
وقد أكد هذا الكلام السيد محمد الذي ذكر بأن ابنه الذي لم يتجاوز السنوات الثلاث بعد يقف أمام شاشة التلفاز عندما يشاهد مشهد عنف أو صراخ ويتوجه لوالده ليقول له« ضربو» ويذكر أن ولده العنيف قد يكون التقط عدوى العنف من الشاشة لان خيال الطفل يبقى حتى سن السادسة متمازجاً مع الواقع فيشبه بالشخصيات العنيفة.
تتابع البرامج مع أبنائها
في حين تؤكد السيدة رغدة عيد أنه من الخطأ والخطر الاعتقاد بأنه يمكن أن ندع الاطفال يشاهدون كل ما يظهر على التلفاز بحجة أنهم لا يدركون معنى الصور التي تظهر أمام أعينهم ولذلك فهي تراقب البرامج مع أبنائها وتتابعها معهم تمنعهم من متابعة كل مشهد تظهر فيه استخدام العنف بصلة وهو سيستوعب الصور كما هي دون مبالغة.
مصدر للقلق
أما عبير زينب- اختصاص تربية معلم صف- تؤكد أن الصغار يتأثرون بالرسوم المتحركة لدرجة كبيرة لأنهم يتشبهون بشخصياتها وتذكر أن الصور تؤذي المشاعر أكثر من الكلمات و تعتبر أن المشاهد العنيفة مصدراً للقلق لأنها تؤثر في الاولاد حتى لو بقيت لبضع ثوان فقط حيث يتخيل الاطفال نفسهم في المشهد وتكثر هواجسهم عندما يأوون للفراش وتعمل مخيلتهم في الوعي واللاوعي في حين ترى حنان علي- طالبة تربيةس2 - أن المشاهد العنيفة تثير مشاعر الغضب والعدوانية عند الاولاد والمراهقين وتخل في توازنهم النفسي والاجتماعي.
وتشيرإلى أن الشعور بالخوف والقلق يكثر عند الاولاد عند مشاهدة أفلام الرعب أو سماع المشاحنات المتكررة بين الوالدين وحتى عندما يقع نظرهم على الصور العنيفة في الصحف والمجلات.
إحياء الذكريات
يؤكد علماء النفس أن العنف على الشاشة يمكن أن يحيي ذكريات تجربة أليمة قد يكون مر بها الشخص فتعود إليه مجدداً مشاعر الخوف والقلق من الصدمة ويكون الاطفال الذين يتميزون بإحساس مرهف أو يعانون خوفاً مرضياً أكثر تأثراً بمشاهد العنف لان الولد ومهما كان متزناً فهو يبقى عرضة للاضطرابات النفسية عند مواجهةأحداث أليمة كالفشل الدراسي أو انفصال الوالدين أو الوفاة العائلية.