فالأمطار التي شملت مختلف مناطق الاستقرار بالمحافظة بشرت بموسم وفير، وشجعت الفلاحين على استكمال زراعة أراضيهم بالمحاصيل الشتوية، وتنفيذ الخطة الزراعية المقررة، كما أدت كذلك إلى تغذية الآبار والينابيع ورفع حجم المخازين المائية في السدود ما عكس الغبطة والسرور في قلوب المواطنين كافة وحثهم على العمل واستثمار تلك المياه في إنجاح الخطة الزراعية لهذا العام.
ففي منتصف شهر كانون الثاني الماضي كان معدل الأمطار الهاطلة في المحافظة لايتجاوز الـ 75 مم. وكانت نسبة تنفيذ زراعة الأقماح لاتزيد على 60٪ من الخطة المقررة. أما بعد تساقط الأمطار في شهر شباط فقد اختلف الوضع كثيرا وارتفعت معدلات الأمطار في مختلف مناطق الاستقرار. ففي منطقة الاستقرار الأولى التي تشمل مدن نوى- جاسم- طفس- الشجرة وغيرها فقد بلغ متوسط الأمطار نحو 177 مم. وفي منطقة الاستقرار الثانية التي تضم مدن: الشيخ مسكين- الصنمين وغيرهما بلغ الهاطل المطري 149 مم. كما بلغ الهاطل المطري في منطقة بصرى الواقعة في منطقة الاستقرار الثالثة 94مم. وقد دفعت هذه الهطولات إلى مواصلة تنفيذ خطة زراعة جميع المحاصيل في المحافظة نتيجة انحباس الأمطار وانقطاعها في بداية الموسم الزراعي ، حيث بلغت المساحة المزروعة بالقمح المروي في 17 من شهر شباط الحالي 12945 هكتارا، والمساحة المزروعة بالقمح البعل 33814 هكتارا، وتعادل هذه المساحات نحو 78٪ من كامل خطة زراعة الأقماح المقررة للموسم الحالي.
وذكر المزارعون الذين التقيناهم في بعض مدن وقرى المحافظة أن الأمطار التي هطلت إلى الآن كافية لإنبات المحاصيل الشتوية ونموها وخاصة أن الفرصة مازالت متاحة لسقوط المزيد من الأمطار، وباستطاعتهم استكمال باقي أرقام الخطة الزراعية الشتوية من الأقماح والبقوليات والحبوب الأخرى التي وردت في خطة العام الحالي.
وفي الواقع فإن الأمطار التي هطلت بدرعا مؤخرا لم تعمل على تحسين أحوال المزارعين فحسب، بل رفعت من حجم المخازين في السدود السطحية بالمحافظة التي بلغت الآن نحو 12 مليون م3 من المياه، وغذت كذلك الينابيع والآبار وساعدت على نمو الأعشاب الخضراء في المراعي التي تشكل الوجبات الغذائية اللازمة لقطعان الماشية.