في كل مكان في العالم ثمة احتفاء بالكتاب إلا عندنا نحن العرب «أمة اقرأ» فقد أهملنا الكتاب وتركناه خارج دائرة الاهتمام، واليوم نحصد نتاج ما زرعناه من آمال، هذا يدعونا إلى العودة السريعة إلى الكتاب - وليس أي كتاب - إنما الكتاب الذي يقدم المعرفة والمعلومة والذوق والادب، وهذا بدوره يضعنا أمام حاجة وضرورة للعودة إلى الكتاب الشعبي الذي يجب أن تتضافر جميع الجهود لاطلاقه وجعله من أساسيات الحياة وحاجاتها الملحة كما ضرورات الحياة الأخرى.
فلماذا تقبع هذه الكتب على الرصيف، الا تستحق أن يكون لها سوق يحتويها أسوة بالسلع الاخرى؟؟ وهي ما أبدع الشعراء والكتاب وكانت خير جليس ووعاء ضم بين جنباته عصارة الفكر والادب والعلوم مذ خلقت البشرية.
فهل فكرة إقامة سوق شعبي للكتاب المستعمل ممكنة ليكون مرجعاً لمن تاه في المكتبات ولم يجد ضالته، سؤال نتوجه به إلى أصحاب الشأن والمهتمين لنحفظ الارث الفكري ولنجعل الكتاب على اختلاف مضامينه في متناول يد الدارسين والباحثين بسعر منافس ويكون حاضنا للكتب التي تخلى أصحابها عن صداقتها، بدل أن تلقى إلى التهلكة.
فهل تلقى هذه الدعوات آذانا صاغية لدى المهتمين بالشأن الثقافي والحضاري ؟!