تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ســــــــــورية ...ونامـــــوس الحيــــــاة !!!!

مجتمع
الثلاثاء 23-12-2014
رويدة عفوف

هل مازلنا نحيا ...ما الذي جرى لنا.. ما الذي أصابنا.. بل ماذا دهانا.. هل وصلت بنا اللا مبالاة إلى هذه الدرجة التي تدعو للرثاء؟ هل هو انكسار ينعي إنسانيتنا أم خنوع دخل في قاموس حياتنا.

لم يعد ممكناً أن نصدق كل ما قيل عن ضعف العنف وقوة الضحية وانتصارها قهراً وقتلاً.‏

إنه التاريخ الذي ينضح دماً. يعجز الكلام امام مشهد التفجيرات والقذائف الغادرة التي تحصد الناس والأحياء والأطفال. نبدو عاجزين حيال منظر الرؤوس التي تقطفها سيوف «داعش» بلارحمة، هذا عنف يحتقر الانسان والانسانية، يذلهما. عنف «مدنس»‏

إن قلبي يسقط من الأعماق ومن بين الضلوع وعند سقوط قلبي من الأعماق ..ومن بين الضلوع ..يكون ما أسقطه أمراً فظيعاً ..أدى إلى انكساره .. وتحوله إلى أشلاء ..‏

ومن ثم يسقط مهملاً كل ما حوله ..ويؤدي ذلك إلى تخلخل الأعصاب ..وسوء الحالة النفسية وبالتالي تزداد شدة الأعصاب ..‏

تحت الضغوط النفسية المحيطة بجهاز القلب ..وعندها لا يعود القلب إلى حالته الطبيعية إلا بوجود عوامل مساعدة .. تقوم على دمل الجرح الذي سببته مشاهدة الموت اليومي وهو يحصد الأطفال والشيوخ والنساء.ونقص فيتامين الحب .. ومعدن الإخلاص ..لم يبق أحد لم يذق طعم دمائنا !‏

الهذا الحد تبدو سورية شهية للجميع؟كنا نحسب أننا في مأمن من فخاخ الأحبة والأصدقاء والعرب الأشقاء ،غير أننا أصبحنا كوليمة يتراكض الجميع للظفر ببعض من طعامها ...وبيوتنا التي تعرف الطريق إلى الدموع كل يوم تعاطفا مع كل مفردات الكون الحزينة، أشعر بالدهشة من هؤلاء المحرومين من الدموع الذين يصفقون للقتلة دون أدنى إحساس بوخز الحزن الذي يحرق قلوب الثكالى اللاتي فقدن الأحبة بل والأعجب أنهم يناصرون مجانين الإرهاب البلهاء الذين يتراقصون فوق أشلاء الضحايا ويقتلعون قلوب الطاهرين الأنقياء ،ويبدو أن الإنسانية لم تخدش يوما زجاج مشاعرهم المجوفة.لكننا هنا صامدون نعطي للعالم درسا في الشجاعة ساعة يتهاوى العالم جبنا وخسة .درسا بالشموخ كالجبال حين يصير العالم محنيا بمواجهة رياح تعد نسيما مقابل تلك الاعاصير التي اجتاحت وطننا الغالي سورية اننا شعب لا يركع ، واذا مات يموت واقفا ، ورغم صوت القصف لا احد يحرك ساكنا ولا يرف له جفن هل لأننا ببساطة تعودنا ان نعيش وهذا الصوت القوي يرافق حياتنا لا...بل لأننا لا نستسلم رغم قساوة الواقع ،فصوت الحياة اقوى من صوت الحتوف في بلادي ، والموسيقا ترفض ان تترك مقاهينا ومطاعمنا، وصوت الأذان ورنين أجراس الكنائس لا زال شاهداً على ان الله معنا ويمدنا بعونه ، فـ"الشام الله حاميها" ليس شعارا رنَانا بل ناموس للعيش بسلام، رغم هول المؤامرة وضخامتها ، ورغم محاولات الماكرين لضرب وحدة سورية وقوتها ....نحن السوريين شعب بطعم الهيل والنارنج ..شعب برائحة الياسمين.شعب الصمود والتصدي كما أرادنا القائد الخالد حافظ الأسد..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية