الملك عبد الله الثاني قال في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الأردنية بترا إن (التنظيمات التي تحمل الفكر المتطرف لن تقف عند سورية والعراق إذا قويت شوكتها بل ستمتد إلى مختلف الدول العربية والإسلامية والعالم) وذلك استمرارا لظاهرة بدء استشعار الدول التي دعمت وانجرفت بدعم الإرهاب والتآمر على سورية تنفيذا لاملاءات الآخرين بخطر ارتداده عليها.
وفي بيان صدر عن الديوان الملكي الأردني قال إن الملك عبد الله (أكد خلال استقباله رؤساء الوزراء الأردنيين السابقين مساء أول أمس أهمية بناء تحالف عربي إسلامي ضد الارهاب لأن الحرب ضد التنظيمات الإرهابية هي شأن عربي وإسلامي).
وأشار عبد الله الثاني إلى ان (الحرب ضد الإرهاب هي حرب داخل الإسلام بالدرجة الأولى وعلى الدول العربية والإسلامية العمل بمنهج شمولي واستراتيجي وتشاركي للتصدي للإرهاب وتنظيماته).
دعوة الملك عبد الله هذه تثير الكثير من التساؤلات حول توقيتها والهدف منها وخصوصا أن النظام الأردني نفسه وبتنسيق مع مشيخات وممالك الخليج ونظام حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا أسهم بشكل مباشر في تمدد التنظيمات والمجموعات الإرهابية المسلحة في سورية من خلال الدعم والتمويل والتسليح الذي قدمه معهم لها على مدى السنوات الماضية بإيعاز وأوامر من الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين.
ويشير المراقبون إلى التقارير الإعلامية والاستخباراتية التي أكدت إقامة الأردن معسكرات على أراضيه بإشراف من المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) واستخبارات آل سعود لتدريب الإرهابيين وإعادتهم إلى سورية للمشاركة في الأعمال الإرهابية إضافة إلى شحنات الأسلحة التي يتم تمريرها عبر الأراضي الأردنية إلى هذه التنظيمات في سورية مع الإشارة إلى أن من أبرز التنظيمات الناشطة على الحدود الأردنية السورية تنظيم(جبهة النصرة) الذي وضعته الأمم المتحدة على لائحة المنظمات الإرهابية.
ويعتبر المراقبون أن هذه الدعوة أيضا تعبر عن التخوف والقلق الذي بات يحس به النظام الأردني من تمدد التنظيمات والمجموعات الإرهابية إلى الأردن والذي يمتلك بيئة قابلة لانتشار الأفكار المتطرفة وخصوصا أن المئات من الإرهابيين الأردنيين انضموا إلى تنظيمي (جبهة النصرة) و(داعش) في سورية والعراق خلال السنوات الماضية وهو الأمر الذي يشكل هاجسا في ظل احتمالات عودتهم وقيامهم بأعمال تحريضية وإرهابية على الأراضي الأردنية.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما كشف في السادس من الشهر الجاري أن القوات الأردنية تقدم مساعدات للتنظيمات الإرهابية المسلحة في سورية والتي تسميها واشنطن وحلفاؤها (المعارضة المعتدلة).