ولا ندري إذا كان الملك الأردني قد استفاق فعلا من أحلام يقظته التي يرى من خلالها بأن مملكته بمنأى عن خطر تمدد «داعش» ومستنسخاته الإرهابية، أم أنه يحاول التنصل من مسؤولية نظامه من هذا الداء.
الملك «النشمي» وبحاسته السابعة وربما الثامنة أو العاشرة، تنبأ وقال: إن التنظيمات الإرهابية تحمل فكرا متطرفا، ولن تقف عند سورية والعراق، بل ستمتد إلى الدول العربية والاسلامية والعالم، ودعا بفطنته المعهودة إلى وجوب بناء ما سماه بتحالف عربي إسلامي ضد الإرهاب، ولو كان الملك يتحدث وهو فعلا بكامل يقظته، لطالب الدول المستعربة المشاركة «بالتحالف الأميركي» بالكف عن دعم وتفريخ وتصدير الإرهاب، بدءا من نظامه الذي يقيم معسكرات تدريب للإرهابيين على أراضيه، وتسهيل عبورهم إلى الأراضي السورية، وليس انتهاء بنظام آل سعود الذي نذر حكمه وعرشه في خدمة الإرهاب والقائمين عليه في الغرب وبلاد العم
سام.
ما ينطبق على الملك في الشرق، ينطق به حال الرئيس الفرنسي في الغرب، الذي دعا أجهزته الأمنية إلى توخي «أقصى درجات التيقظ» بعد وقوع هجومين استهدفا مارة وشرطيين في مدينة ديجون الفرنسية، ونبه وزراءه أيضا كي لا«يصابوا بالخوف والهلع»، ما يشير الى ان الإرهابي هولاند يدرك تماماً بأن الهجومين الأخيرين في بلاده مجرد عمليات تكتيكية فقط لإبعاد الشبهات عن حكومته الداعمة للارهاب.
وفي كل منطقة في العالم تشهد أزمة مفتعلة يتنطح «قبضاي» أميركا السيناتور الجمهوري جون ماكين، إما مهددا لطرف، أو ضاغطا لآخر، فيكشف باسم إدارته المخبأ والمستور، فقدم هذه المرة الشكر لأل سعود لتواطئهم مع إدارة بلاده بخفض سعر النفط لمحاولة هدم الاقتصاد الروسي، وباعتبار أن ماكين هو الغراب الأميركي الناعق فهو يحاول بذلك ابتزاز الجانب الروسي في قضايا وملفات مختلفة من جهة، ومن جهة أخرى الضغط على أجرائه آل سعود بأن في جعبته الكثير من أسرار وخفايا تورطهم المباشر بما يجري في سورية والعراق والمنطقة، إذا ما خطر على بالهم العمل خارج منظومة بلاده الإرهابية.