فضرورة حضور الاب خلال مرحلة تربية الطفل هامة وضرورية في إنشاء طفل سوي وقويم من الناحية النفسية والسلوكية، والعكس صحيح، فغياب الاب سواء عن قصد أو غير قصد عن تربية أبنائه له نتائج سلبية خطيرة على الطفل بشكل خاص وعلى الاسرة والمجتمع بشكل عام، ذلك أن إحساس الطفل بالنقص لجهة عدم وجود الاب في حياته من شأنه أن يترك الكثير من الاثار السلبية على سلوكه ونفسيته التي قد لا تظهر بشكل مباشر بل مع مرور الزمن.
إن التفاعل الوجداني بين الاب وطفله ومواكبته له في كل حالاته وانفعالاته وتقلباته النفسية لا يخلق حالة من الحب والطمأنينة داخل الاسرة فحسب، بل من شأن ذلك أن يساعد على النمو العقلي والنفسي السليم للطفل، فكلما زاد تفاعل الآباء مع أطفالهم، تلاشت فرص ظهور المشاكل السلوكية والنفسية لدى الطفل في المراحل اللاحقة من العمر، والعكس صحيح.
إن حضور الاب لا يكون بكثرة الأوامر والنواهي ولا يكون بالشدة والفظاظة والضرب والقساوة استناداً الى الصورة النمطية الخاطئة التي يتوارثها البعض عن دور وصفة الاب، بل تكون بالرفق والكلمة الطيبة واحتضان الطفل أكثر مرة باليوم وإسباغه بمشاعر الحب والحنان والابوة، والاهم من ذلك ان تكون بالقدوة الجيدة والحسنة ، لأن من شأن ذلك أن يربي طفلا متوازناً ومتكاملاً وسوياً ومنتجاً ومفيدا للأسرة والمجتمع.