تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


رسول حمزاتوف في ذكرى رحيله..شيئان في هذه الحياة يستحقان الصراع.. وطن حنون وامرأة رائعة

ثقافة
الأثنين11-11-2019
يمن سليمان عباس

ليست الأوطان ترابا وحجارة ورمالا بل أبعد من ذلك بكثير هي الطفولة وحكاياها وما تقدمه لنا وتغرسه في نبض القلب.. ولم يكن مستغربا أن يكون الفداء الأول للاوطان لها ومن اجلها ينشد الشعراء..

‏‏

وكم هو جميل أن يصبح مسقط رأس الشاعر اوسع من الكون كله.. يراه المبدع هكذا.. أليس هذا حال متسادا قرية الشاعر العالمي رسول حمزاتوف الذي جعل العالم كله يعيش مع أبناء وطنه وغدا كتابه داغستان بلدي ايقونة الكتب وانبلها لايمكن أن ترتوي من قراءته تعيده مرات ومرات وتشعر انك ترافقه.‏‏

هناك في ملاعبه كل شيء يتراءى امامك يرقص فرحا منذ بدايات الكتاب إلى نهايته التي لايمكن أن تتركها قبل أن تدون العديد من مقتطفاتها..‏‏

هذه الأيام تمر الذكرى السادسة عشرة لرحيله.. وهو الباقي إبداعا والمفعم بكل عطر داغستان والنبض الانساني.‏‏

رفيق الحرف المقدس أليس هو القائل: لم نخسر الحرب بالكتاب إنما بالسيف.. نعم الكتاب هو عتبة النصر والبناء والحضارة.‏‏

وحمزاتوف ولد ١٩٢٣ بقرية تسادا في مقاطعة خونزاخ في جمهورية داغستان بجمهورية روسيا السوفييتية الاتحادية الاشتراكية بالاتحاد السوفييتي السابق, وهو ابن الشاعر الداغستاني المشهور حمزة تساداسا، نسبة إلى تسادا قريته، وقد سماه والده باسم رسول، تيمنا بالنبي محمد وعمل مدرسا في شبابه، وفى عام ١٩٥٠ تخرج في معهد جوركي للآداب، وأصدر أول ديوان شعري له في عام ١٩٤٣، كما صدرت له: «حوار مع أبي ١٩٥٣ والبنت الجبلية ١٩٥٨ والنجوم العالية ١٩٦ وكتابات ١٩٦٣ ونجم يحدث نجماً ١٩٦٤ والسمراء ١٩٦٦ ومسبحة السنين ١٩٧٣»، كما كتب رواية بعنوان «داغستان بلدي»، ويتميز شعر حمزاتوف المكرس لحياة داغستان المعاصرة بالصبغة القومية الواضحة والنزعة الغنائية، وفي عام ١٩٥٩ منح حمزاتوف لقب شاعر الشعب في داغستان، كما منح جائزة لينين، وأصبح منذ ١٩٧٤ شاعر الاشتراكية وبطل العمال، وشغل منصب رئيس نقابة الكتاب في داغستان، منذ ٥٠ عاماً، إلى أن توفي في ٣ تشرين الثاني ٢٠٠٣ في موسكو، بعد أن قضى معظم حياته في العاصمة الداغستانية «محج قلعة».‏‏

من أقواله‏‏

(من خرج يبحثُ عن الحقيقة.. حكم على نفسه بأن يبقى دائماً في الطريق, شكرا للطير إذ راح ينقر النافذة معلنا بداية النهار، راح يدق إذ أقلقه كثيراً الأرق الذي يعذبني, أشياء كثيرة يطويها النسيان من مائة بيت لا يبقى إلا بيت واحد، لكنه يبقى إلى الأبد, نحن الشعراء مسؤولون بالطبع عن العالم كله, الأفكار والعواطف تأتي كالضيف في الجبال، دون دعوة ودون إنذار, لا مجال للإخفاء ولا للتهرب منها ومنه, قال أبو طالب: إذا أطلقت نيران مسدسك على الماضي أطلق المستقبل نيران مدافعه عليك, السلاح الذي تحتاجه مرة عليك أن تحمله العمر كله, ما أنا بوحيد في رقادي، على صدري ينحني القلق كامرأة ويزرع الفرح أو الحزن ليلتصق بي ويظل الخوف منطرحا على العتبة ككلب, القدر كان طيّياً معي.. لم أكُن مجنونا ولا أعمى، سوى أني مازلت أريد رؤية الرغيف بسعرٍ أقل وحياة؟ البشر بسعر أغلى, إذا لم تكن في العشرين من عمرك قوياً فلا تنتظر القوة بعد ذلك فهي لن تأتي، وإذا لم تكن في العشرين من عمرك ذكياً فلا تنتظر الذكاء بعد ذلك فهو لن يأتي, إن الإنسان في حاجة إلى عامين ليتعلم الكلام، وإلى ستين عاماً ليتعلم الصمت, الإبرة الواحدة تخيط ثوب العُرس والكفن, الشعب بدون كتاب كإنسان يسير مغمض العينين لا يرى العالم, الشعب بدون كتاب كإنسان دون مرآة لا يستطيع أن يرى وجهه, شيئان في هذه الحياة يستحقان الصراع وطن حنون وامرأة رائعة).‏‏

إنهم الشعراء يرون بالعين التي تربت على جمال الوطن, ومن مائه كان الدم والعطاء والحياة.. رسول حمزاتوف, واحد من هؤلاء وما أكثرهم, في كل زمان "ومكان.‏‏

Yomn.abbas@gmail.com‏‏

‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية