التي تعود إلى ألفي عام منذ إنشاء طريق الحرير الذي كان يربط بين الصين وتدمر بعلاقات تجارية مميزة في حينها وتوجت هذه العلاقات بزيارة تاريخية للسيد الرئيس بشار الأسد إلى جمهورية الصين الشعبية في 21/6 عام 2004 حيث اكتسبت تلك الزيارة أهمية كبيرة لما لها من دور هام في اطار تدعيم العلاقات السياسية والاقتصادية والحضارية بين البلدين الصديقين والقيادة السورية والصينية وشكلت زيارة السيد الرئيس بشار الأسد للصين نقلة نوعية في العلاقات بعد توقيع العديد من الاتفاقيات وبروتوكولات التعاون الاقتصادي والاستثماري وعلى طريق تنسيق المواقف حيال القضايا الدولية والاقليمية وخاصة قضية الشرق الأوسط حيث جددت القيادة الصينية موقفها المؤيد للحقوق العربية والداعمة لعملية السلام في المنطقة على أساس الشرعية الدولية ذات الصلة ومبدأ الارض مقابل السلام وحق سورية المشروع في استعادة الجولان السوري المحتل.
وتعتبر الصين أن استعادة الاراضي العربية المحتلة إلى أصحابها الشرعيين أساس لحل الصراع العربي حيث إن مبدأ الارض مقابل السلام أساس تحريك عملية السلام في المنطقة وإذا كان تاريخ العلاقات السورية الصينية عريقاً ومتميزاً على مر العصور فإن التاريخ المعاصر ولاسيما في النصف الثاني من القرن العشرين يؤكد العلاقة الوثيقة التي ربطت سورية وجمهورية الصين الشعبية.
فقد كانت سورية من أوائل الدول التي بادرت إلى الاعتراف بجمهورية الصين الشعبية منذ انتصار الثورة الاشتراكية عام 1949 أعقبها انشاء علاقات دبلوماسية بين البلدين في عام 1956 ليتم بعد ذلك بعام واحد تبادل السفراء بين البلدين وليأخذ منحى العلاقات منذ ذلك الوقت منحى متصاعداً.
لقد تنامت العلاقات السورية الصينية طيلة العقود الماضية مستندة إلى ارادة سياسية قوية وبرهنت الاعوام الماضية أن تلك العلاقات مؤهلة لاستمرار نموها واتساع آفاقها في المجالات جميعها بفضل الرغبة المشتركة في دفعها إلى الامام وزيادة مجالات التعاون المتاحة بما يخدم الرغبة المشتركة لشعبي البلدين الصديقين.
مسيرة انجازات بين البلدين الصديقين جديرة بالتقدير والاعجاب.
ففي المجال السياسي وقفت سورية إلى جانب الصين في مساعيها للحصول على مقعد دائم لها في الامم المتحدة عام 1971، كما ان سورية لم تتوان عن تأييد الصين في دفاعها عما هو حق لها وعن احترام وحدة الاراضي الصينية،حيث أيدت سورية ومازالت النضال المشروع لجمهورية الصين الشعبية من أجل إعادة ماتبقى من المناطق الصينية إلى الوطن الأم.
وبدورها سجلت جمهورية الصين الشعبية مواقف حازمة مؤيدة لنضال سورية من أجل تحرير الأراضي العربية المحتلة واستعادة الحقوق العربية المغتصبة ومن أجل إقامة السلام العادل والشامل في المنطقة العربية على أساس قرارات الشرعية الدولية القاضية بانسحاب اسرائيل من الجولان العربي السوري واستكمال انسحابها من الاراضي اللبنانية والاعتراف الكامل بحق الشعب العربي الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف والتأكيد على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم.
كما أكدت الصين وعلى لسان مسؤوليها وكان آخرهم السيد لي مينغ نائب رئيس المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني الذي زار دمشق بتاريخ 8-6-2004 أكدت رفضها للاجراءات الامريكية الخاصة بفرض عقوبات على سورية، كما أعلنت رفضها الحرب على العراق مؤكدة على حق الشعب العراقي في استعادة حريته واستقلاله وسيادته. وفي المجال الاقتصادي وقعت سورية والصين بتاريخ 30-11-1988 على اتفاق للتجارة والمدفوعات يتم بموجبه استيراد سورية من الصين المنتجات الحديدية والفولاذية وأجهزة الاتصال الهاتفية ومواد البناء والمنتجات الكيماوية والصيدلانية والورق والشاي والادوات والاجهزة الطبية.
كما تصدر سورية إلى الصين المنتجات النباتية والحيوانية والمصنوعات الخشبية والنحاسية والمنسوجات الحريرية.
وللصين مساهمات كبيرة في مشاريع هامة في سورية، كإقامة معمل للغزل والنسيج في حماه، وآخر في دير الزور، وثالث في ادلب، كما ساهمت في بناء السدود وقدمت قرضاً بقيمة 50 مليون يوان صيني لإصلاح مدينة الفيحاء الرياضية، كما ساهمت في العديد من مشاريع الصناعات الخفيفة.
كما شهد المجال العلمي التكنولوجي في الصين تطوراً ملحوظاً وثابتاً حيث ازداد عدد المتخصصين في المجالات العلمية والتكنولوجية مع ازدياد نفقات الدولة على مجمل النشاطات والبحوث العلمية والتكنولوجية وحققت الصين منذ عام 1979 اكثر من ألف انجاز تقني وعلمي هام وفي أيار 1999 أطلقت في مركز اطلاق الاقمار الصناعية قمرها الصناعي الخاص بالارصاد الجوية وكذلك القمر الخاص بالتجارب العلمية ونجحت في اطلاق أول سفينة فضاء وكذلك المركبة المأهولة عام 2003.
الصين وهي تحتفل هذه الايام بعيدها الوطني تفتخر بكونها عملاقاً اقتصادياً وبسياستها الخارجية المعتدلة تجاه قضايا الشعوب العادلة وبعلاقاتها مع الاحزاب التقدمية ومنها حزب البعث العربي الاشتراكي في سورية حيث كان عام 1986 من شهر اذار تاريخاً لاقامة علاقات حزبية ودية مع الحزب الشيوعي الصيني كما تأسست في أيار من عام 1999 جمعية الصداقة السورية الصينية بين البرلمان السورية والمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني كما تم توقيع اتفاق تعاون بين اتحاد الكتاب العرب واتحاد الكتاب الصينيين كما تقوم الصين بتدريب العديد من الكوادر السورية ضمن اتفاقيات التعاون في مجال التعليم العالي.
كما تربط سورية والصين بالعديد من اتفاقيات التعاون الاقتصادية والتجارية منها اتفاقية التجارة والدفع عام 1955 واتفاقية منع الازدواج الضريبي.
كما تبذل سورية جهوداً لجذب الاستثمارات الصينية لاقامة المشاريع الاستثمارية سواء منها المشتركة أو عبر المشروعات التي يقوم بها الصينيون بأنفسهم في سورية وذلك من أجل تفعيل الدور الاستثماري للصين في سورية.
يذكر أن الصين ساهمت بالعديد من مشروعات التنمية في سورية خلال التعاون المشترك حيث ان الصين إحدى الدول الاقتصادية الكبرى ذات القوة التنموية الكافية في العالم.
وتشكل الاتفاقيات التجارية بين الصين وسورية مؤشراً على زيادة التعاون حيث ترتبط سورية لمجموعة من الاتفاقيات يعود أولها إلى عام 1963 والتي نصت على معاملة الدولة الاكثر رعاية في جميع القضايا المرتبطة بالعلاقات التجارية وشهد التبادل التجاري تنامياً مستمراً حيث وصل حجم التبادل التجاري مايعادل 37872،5 مليون ل.س في عام 2006 والصادرات السورية بلغت في نفس العام 3305،4 مليون ل.س بينما بلغت المستوردات السورية من الصين ماقيمته 34567.1 مليون ل. س مايعادل 6.51٪ من اجمالي المستوردات السورية لنفس العام.
أما عدد مستخدمي الانترنت في الصين فهو يتجاوز عدد سكان أمريكا حيث بلغ 338 مليوناً .. وهو رقم يفوق سكان الولايات المتحدة وبالتالي يشعل الحرب بين بكين وواشنطن في مجال استخدام المعلومات والاستفادة من الشبكة العنكبوتية وزيادة مستخدميها على الرغم من التحذيرات المتكررة التي تطلق من ان لاخر للتحذير من تصفح العديد من المواقع غير المرغوب فيها.
والمعروف ان شبكة المعلومات الدولية « الانترنت» ساهمت في حصول الاشخاص على المعلومات المهمة لحياتهم وبناء انواع جديدة ومستحدثة من العلاقات الاجتماعية واعلاء قيم الديمقراطية والشفافية ودفع الاقتصاد الدولي كما ساهمت ايضاً في ربط البشر عبر اجهزة الكمبيوتر ليصبح العالم قرية صغيرة تتناقل فيها المعلومات بحرية وسرعة وهو مااسهم في تحسين حياة البشر بشكل مباشر حيث وصل عدد مستخدمي الانترنت في العالم الى مليار شخص منهم 163 مليون في الولايات المتحدة و60 مليون في اليابان و37 مليون في المانيا وبريطانيا و 34 مليون في فرنسا وجاءت الهند رغم عدد سكانها الكبير ب 32 مليون مستخدم فقط بينما بلغ العدد 38 مليون في العالم العربي كله.
اما في الصين فقد ارتفع عدد مستخدمي الشبكة العنكبوتية بقرابة 42 في المئة خلال العام الماضي، ليصل الى 298 مليون مستخدم، وفق تقرير «مركز معلومات شبكة انترنت الصين»، الصادر في يناير الماضي.
وقد اعلن مسؤول عسكري ان الصين ستعرض اسلحة جديدة من بينها صواريخ نووية وعابرة بمناسبة مرور ستين عاما على تولي الحزب الشيوعي الصيني الحكم في البلاد في اول تشرين الاول المقبل.
وقد تعهدت الصين وسورية بتعزيز التعاون في مجال الصحافة وصرح بذلك ليو يون شان، رئيس دائرة الدعاية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني خلال اجتماع مع وزير الإعلام محسن بلال الذي يزور الصين حالياً.
وقال ليو، وهو ايضا عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ان هذا العام يوافق الذكرى الستين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، وان الصين ستقيم احتفالات كبرى وبهيجة بهذه المناسبة.
واوضح ليو ان بإمكان معالي الوزير ان يلمس عن قرب مدى ازدهار التنمية الإجتماعية والإقتصادية في الصين أثناء زيارته.
وقال ان الصداقة الصينية - السورية لها تاريخ طويل، وأن العلاقات الودية والتعاونية الثنائية شهدت نموا مطردا.
وأشار الى انه في السنوات الأخيرة، شهدت التبادلات الثنائية في مجالات الصحافة، والثقافة، والتعليم نشاطا متزايدا، مضيفا ان هذه التبادلات لعبت دورا متزايدا في تعزيز التفاهم المتبادل بين الشعبين.
وقال ليو "اننا نأمل في الإرتقاء بالتعاون العملي في مجال الصحافة بين الدولتين الى مستوى جديد من خلال زيارة معالي الوزير، وأن نجعله جسرا لتعميق التفاهم المتبادل، وتعزيز الصداقة بين الشعبين.
من جانبه قال بلال إن حملة الإصلاح والإنفتاح في الصين حققت انجازات رائعة، وأصبحت محور اهتمام الإعلام العالمي.
وأعرب عن أمله في رؤية صين مزدهرة ونابضة بالحيوية، وان يتم تكثيف التعاون في مجال الصحافة بين البلدين.