في توسيع وتعزيز اوصر التعاون الثنائي لخدمة مصالح البلدين والعمل معا من اجل ايجاد حلول لمشكلات الشرق الاوسط وتحقيق السلام العادل والشامل وفقا لقرارات الشرعية الدولية وتوفير متطلبات الامن والاستقرار في المنطقة.
وفتح تنامي العلاقات السياسية بين البلدين الآفاق المستقبلية امام كل جوانب العمل المشترك وخاصة في المجالين الاقتصادي والاستثماري.
واسهمت الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين في تعزيز التعاون القائم و كانت زيارة الدولة التي قام بها السيد الرئيس بشار الأسد الى تركيا في كانون الثاني عام 2004 نقطة تحول تاريخية في العلاقات الثنائية وأسست لبناء علاقات راسخة بين البلدين الصديقين كما فتحت زياراته اللاحقة الى تركيا وزيارات الرئيس التركي عبد الله غل ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان وباقي المسؤولين الى سورية الطريق امام تميز هذه العلاقات وتحقيقها نقلة نوعية في جميع المجالات.
واكد الرئيس الأسد ان العلاقات السورية التركية مبنية على الصدق والمصالح والتحديات المشتركة بينما اعتبرها الرئيس غل نموذجاً يحتذى للعلاقات بين الدول.
وينطلق التعاون والتنسيق السوري التركي من محددات واسس عديدة في مقدمتها التلاقي في المواقف ووجهات النظر حول قضايا المنطقة واحترام خيارات شعوبها في تحديد طرق تقدمها وتطورها وبناء مستقبلها اضافة الى اتفاق البلدين على ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومرجعية مؤتمر مدريد ومبدأ الارض مقابل السلام وانسحاب اسرائيل الكامل من الجولان السوري المحتل حتى خط الرابع من حزيران عام 1967 وجميع الاراضي العربية المحتلة وضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والتأكيد على وحدة العراق أرضا وشعبا وتحقيق أمنه واستقراره واستقلاله.
واثبتت تطورات الاحداث صحة الرؤية السورية التركية تجاه المتغيرات الاقليمية والدولية والفهم العميق لمشكلات المنطقة وحظي الموقف التركي تجاه العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة نهاية عام 2008 وادانته لهذا العدوان ومساندته للقضية الفلسطينية بالاحترام والتقدير في الشارع العربي كما برزت مصداقية تركيا في محادثات السلام غير المباشرة بين سورية واسرائيل بوساطة تركية.
وتكتسب علاقات البلدين أهميتها ليس في بعدها الثنائي فحسب وانما بالنسبة لقضايا المنطقة ولاوروبا من الموقع الاستراتيجي للبلدين فهما عضوان في منظمة المؤتمر الاسلامي وتربطهما وشائج تاريخية متميزة بدول آسيا.. وبما تشكله سورية كبوابة لتركيا الى المنطقة العربية وبالمقابل ما تشكله تركيا كبوابة لسورية والدول العربية الى أوروبا.
وأعطى توقيع البلدين في 22 كانون الاول 2004 على اتفاقية الشراكة المؤسسة لمنطقة تجارة حرة والتي نصت على اعفاء المنتجات السورية المصدرة الى تركيا من الرسوم الجمركية والى تفكيك الرسوم الجمركية على المنتجات التركية المصدرة الى سورية خلال مدة أقصاها 12 سنة بعدا اقتصاديا وتجاريا ومسارا جديدا للعلاقات الاقتصادية بين البلدين تعزز بعد دخول اتفاق الشراكة حيز التنفيذ اعتبارا من بداية العام 2007 وصدور المرسوم رقم 9 المتضمن اعفاء شهادات المنشأ والفواتير التجارية العائدة للبضائع وطنية المنشأ في تركيا والمصدرة الى سورية من رسوم التصديق القنصلي.
كما ادت اتفاقية منطقة التجارة الحرة بين سورية وتركيا الى رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين الجارين الى حوالي ملياري دولار عام 2008 ويقدر ان يصل الى ثلاثة مليارات دولار عام 2009.
ويعمل رجال الاعمال السوريون والاتراك لتطوير وتعزيز العلاقات الاقتصادية وتحقيق نمو مطرد في حجم التبادل التجاري واقامة المشاريع المشتركة وخاصة الكبرى وساهمت مشاركة الجانبين في المعارض التي أقيمت في كل منهما في التعريف والترويج لمنتجاتهما وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين.
وتوسع التعاون السوري التركي الى مجال الطاقة حيث وقعت سورية وتركيا في النصف الثاني من اب الماضي بالاحرف الاولى على مذكرة تفاهم للتعاون في مجال ربط أنظمة الغاز في كلا البلدين تقضي ببدء مفاوضات بين الطرفين حول مواضيع عدة منها اتفاقية قصيرة الاجل لبيع وشراء الغاز الطبيعي لتسليم ما بين نصف مليار ومليار متر مكعب من تركيا الى سورية سنويا لمدة خمس سنوات تبدأ من عام 2011 مع امكانية تمديدها باتفاق الطرفين.
كما تقضي المذكرة بتفاوض الجانبين على نقل الغاز الطبيعي بواسطة خط الانابيب الى تركيا من خلال سورية ونقل الغاز الطبيعي من تركيا بواسطة خط الانابيب الى دول عربية أخرى عبر سورية ونقل الغاز الطبيعي بواسطة خط الانابيب عبر تركيا الى سورية من بلدان أخرى ونقل الغاز السوري الى تركيا مستقبلاً.
وفي المجال الثقافي ونظرا لاشتراك البلدين بقيم ثقافية متشابهة فانهما يعملان على تحضير الارضية المشتركة من اجل الحفاظ على ترميم المعالم والاثار المعمارية الموجودة منذ العهد العثماني في سورية وتم في هذا الاطار تأسيس قسمين ثقافيين في السفارة التركية بدمشق والقنصلية التركية العامة بحلب لتطوير الثقافة واللغة التركية في سورية.
وفي سياق التأكيد على ما يربط الشعبين الصديقين من أواصر التآخي والمودة تأتي الزيارات المتبادلة لالاف العائلات السورية والتركية خلال عيدي الفطر السعيد والأضحى المبارك من كل عام والتي أصبحت تقليدا سنويا للقاء بين الاسر السورية وأقربائهم في تركيا واثبت الشعبان في البلدين انه بامكانهما من خلال تعاونهما ان يحددا المستقبل الذي يخدم مصالحهما وتحقيق الاستقرار والازدهار والامن لبلديهما.