وكما أثبت تاريخ الشعوب أن لاسيادة ولا هيبة لأي حكومة تصنع في ظل الاحتلال، فالحكومة مهما زركشت بأثواب وطنية فهي صنيعة المحتل وأداته ولاتملك من السيادة شيئاً فهي أداة تنفيذ تطيع أوامر سيدها وتعمل من أجله فهي التي جاء بها المحتل وعينها لتكون ساعداً له ضد أبناء الشعب وخاصة الوطنيين المقاومين للاحتلال.
هذا هو حال كل الحكومات التي مرت على شعوب العالم في ظل الاحتلال.
إن السياسة الامبريالية الحالية التي تقودها واشنطن وبعض الدول الأوروبية تسعى لفرض الاستسلام العربي كما ترغب فيه إسرائيل بهدف القضاء على كل إمكانية للمقاومة والنهوض في وجه المشروع الامبريالي الصهيوني.
وهي تريد ترتيب المنطقة كي تصب في هذا الاتجاه وبالتالي ممنوع:
1- التعاون والتقارب بين أي قطرين مهما كان هذا التقارب سياسياً أو ثقافي أو اقتصادياً وأي تقارب بين الدول العربية والدول المحيطة بهم مثل إيران وتركيا وغيرهما.
2- نشر فكر وثقافة المقاومة وكل من يتعاطى في هذه الممنوعات فهو معرض للمساءلة ويصنف في قائمة الارهاب والمسموح به فقط هو:
نشر فكر التطبيع والتفريط والاعتراف بالعدو ومشاريع العولمة بجوانبها المختلفة وهذا يوضع في خانة التطور والحضارة والعمل من أجل السلام العالمي.
وما الحملة المنظمة اليوم تجاه سورية إلا في هذا الاطار، فلقد جربوا كل الطرق والخدع والأطماع لكي يوقفوا بها سورية ففشلوا فبالأمس راهنوا على مايجري في لبنان والمشاكل التي افتعلوها كي يصطادوا بها سورية نتيجة مواقفها الصامدة تجاه الصراع العربي الصهيوني لكنهم رغم ذلك فشلوا فشلاً ذريعاً.
ثم جاء اتهام سورية المقاومة لكل مشاريع التفريط بالحق العربي بتوجيه تهمة التفجيرات في العراق وتحميلها المسؤولية ودفع المالكي لرفع دعوة ضدها أمام المحاكم الدولية التي ليس لديها إلا قضايا تخص الدول المقاومة للسياسة الامبريالية الصهيونية حصراً مثل السودان وسورية وفنزويلا وكوريا الديمقراطية وكوبا/ وغيرها.
إن هذه اللعبة الجديدة ما هي إلا استمرار للمؤامرة التي بدأتها أمريكا واسرائيل في لبنان للضغط على سورية وقوى المقاومة في الساحة العربية للدخول إلى بيت الطاعة الامبريالي الأمريكي والقبول بطروحاته الجديدة لما فيه مصلحة عدونا الصهيوني.
إن سورية كما كانت سابقاً ستبقى تعمل من أجل التضامن العربي ودعم أبناء العرب الأحرار أينما كانوا وتحرص على وحدة العراق أرضاً وشعباً وعدم هدر دم أبنائه وهي يد العون والدعم لشعبنا العربي العراقي داخل العراق وخارجه.
وستبقى تحتضن كل أبناء العرب، وتدعمهم لعودة الحق لأصحابه، فهي مع المقاومة في لبنان والعراق وفلسطين وهي قلعة المقاومة ولن تستطيع كل القوى الامبريالية أن تنال منها لأنها إرادة أبناء الأمة الأحرار، إرادة الشعب العربي من محيطه إلى خليجه وستبقى مع أحرار العالم في العالمين العربي والإسلامي، ودول أمريكا اللاتينية وكل القوى المحبة للسلام والعدل تواجه كل من يمس حقوق الشعب والأمة تعمل من أجل السلام العادل والشامل وستقطع كل الحبال التي يلعب عليها أعداء الأمة، وكما انتصرت في الماضي فهي اليوم وغداً منتصرة لأنها صوت الحق.