تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الآباء .. لماذا هم أفضل هذه الأيام؟

عن صحيفة التايمز البريطانية
مجتمع
الخميس 17-9-2009م
ترجمة: جواد ديوب

يمكن لهذه المادة المترجمة أن تكون موضوعا مناسبا للمقارنة بين أنماط تربيتنا لأولادنا المراهقين وبين أشكال العلاقة بين الأهل والأولاد ضمن عينة من أسر المجتمع البريطاني المذكور في المادة وليس بالضرورة أن تتطابق التغيرات المجتمعية

في العقدين الأخيرين في بلدنا مع مثيلتها في بريطانيا بل يبدو من قراءة أولى أنه على العكس تماما وعلى الرغم من ذلك فإن الآراء الواردة في الدراسات الأكاديمية التي اعتمدت على نسب الدراسات الاحصائية التي أجراها الباحثون من جامعات مختصة في بريطانيا تنطوي على أهمية بالغة كدراسة حديثة نفتقر لمثلها في تحليل وفهم بنية المجتمع الأساسية هي الأسرة.‏

هل الراشدون الضعفاء مسؤولون عن المراهقين الجانحين؟‏

في الواقع تقول دراسة حديثة: إن الآباء والأمهات في الزمن الحاضر يؤدون عملا أكثر جودة مما فعله الآباء في الأجيال السابقة.‏

قلة هم الآباء الذين لا يبالون فيما إذا كانت طريقتهم في تربية أولادهم جيدة أم لا ولكن العناوين الصحفية البارزة حول المراهقين المجانين تقودنا إلى السؤال: فيما إذا كنا نربي الجيل الجديد بشكل أفضل مما فعل آباؤنا.‏

إن سلوك المراهقين الموصوف بضد اجتماعي آخذ في الازدياد ولكن إلى أي مدى يمكن أن نلوم الأهل على ذلك؟‏

يقول بحث حديث أن الأهل هذه الأيام بدل كونهم غير مهتمين وغير مسؤولين هم أكثر وعيا مما كانوا عليه قبل 20 سنة، حيث باتوا يقضون وقتا أطول مع أقربائهم وأصبحوا ينتبهون لأماكن تواجدهم خارج البيت، إنهم في الحقيقة مصممون على أن يكونوا معطائين أكثر مما كان آباؤهم.‏

باحثون من جامعة أوكسفورد كانون قد أجروا دراسة على «عائلات مؤسسة نافيلد» وهي هيئة خيرية قالوا: إنه لا يوجد دليل على تراجع الأبوة في العقدين الأخيرين ويقترحون أنه لنفهم جيدا ارتفاع نسبة سلوك المراهقين غير الاجتماعي يجب علينا أن نبحث خارج البيت.‏

على أي حال هم استخلصوا أن الآباء هذه الأيام يتعرضون للضغط أكثر بـ 50٪ وهي نسبة ارتفاع الكآبة بين الأسر الفقيرة بين عامي 1986-2006.‏

كبداية إذا كيف تغير مفهوم الأبوة، يجب أن نعرف أن البيت هو «وجود» مختلف عما كان عليه زمن السبعينيات، فالأسر الآن تميل لأن تكون أصغر النساء ينجبن متأخرات معظم الآباء اختاروا أن يتساكنوا بدل أن يتزوجوا ونسبة الأطفال الذين يعيشون مع أحد الوالدين بلغت ثلاثة أضعافها عن سنوات السبعينيات لتصل إلى 24٪ كما أن مشكلة السلوك تحدث بين أنماط مختلفة من العائلات لذلك فالسؤال هو: كيف تغيرت العلاقة بيننا وبين أبنائنا؟‏

البروفسور (فرانسيس غاردنر) المتخصص في علم الأسرة والطفل في جامعة أوكسفورد يقود فريقا يجري مقارنة مع معلومات وبيانات جمعت خلال العشرين سنة الماضية وقد وجد زيادة ملحوظة في الكثير من العوامل التي تؤكد مشاركة الوالدين في حياة أولادهم أكثر مما جرت العادة سابقا.‏

فهم على سبيل المثال يقضون وقتا نوعيا جيدا مع بعضهم البعض ففي عام 2006 أكثر من 70٪ من الشباب قضوا وقتا أطول مع أمهاتهم مقارنة مع 62٪ في عام 1986.‏

وكذلك الأمر مع الآباء فقد ازدادت نسبة مشاركة الشباب مع آبائهم في قضاء الوقت سوية من 27٪ إلى 52٪ وبدل قلة معرفة أماكن تواجد الأبناء في الليل بدا الأهل الحديثون أكثر مراقبة لنشاطات أولادهم ففي عام 1986 كان 97٪ من الأهل يعرفون أين يذهب أولادهم ولكن بحلول عام 2006 ارتفعت النسبة لتصل إلى 85٪ كذلك الأمر في نسبة الأولاد الذين يخبرون أهلهم بانتظام عن أماكن تواجدهم فقد ارتفعت من 78٪ إلى 86٪.‏

البروفسور غاردنر استخلص أنه لا صلة مباشرة بين نماذج الأبوة وبين ارتفاع نسبة المشكلات في سلوك المراهقين يقول:«إن ذلك (أي مقاييس نماذج الأبوة) لا يشرح بشكل عام الارتفاع في مشكلات السلوك».‏

لكن الآخرين أقل اقتناعاً‏

ترود بتلر، مدربة طرائق التربية، وهي تدير وكالة «المرشد الأبوي» في مدينة ادنبرا/ اسكوتلندا تقول: إن التقرير السابق يثير أسئلة أكثر مما يعطي أجوبة.‏

ترود تقول:«أعتقد حاليا أن الأهل يقضون وقتا أطول مع أولادهم أكثر مما كانوا يفعلون وأنهم واعون بشكل جيد كيف يربون أبناءهم ولكن حين يتعلق الأمر بالسلوك السيىء أظن أن على الأهل حينها أن يلعبوا دورا أكبر في معاقبة أولادهم من الواضح أنني لا أريد العودة إلى نموذج الخمسينيات في التربية- تتابع ترود- ولكن من الواجب أن يكون هناك نوع من عقاب خفيف».‏

كذلك الدكتورة (بات سبنجينغ) والتي أسست الموقع الالكتروني Raisingkids.co.uk قالت: إنها تعتقد أن الأهل يحتاجون إلى أكثر جعل أولادهم جيدين للمستقبل «إن ذلك يعتمد على مفهومك للأبوة /للرعاية ولكنني أود مناقشة أن هناك عناصر مفتاحية تسهم في التنشئة الاجتماعية للأطفال ليكونوا بذلك مستعدين لمواجهة العالم الخارجي».‏

تتابع: « إن ذلك أكثر من مجرد جعلهم يشعرون أنهم جيدون مع أنفسهم وأنهم يقضون وقتا معهم إنه يتعلق بالتأكيد بتعليم الأطفال وتنشئتهم اجتماعيا ولكن أيضا بجعلهم يحترمون السلطة وأن يكونوا مؤنبين كفاية إلى الوقت الذي سيكونون فيه هم أنفسهم آباء».‏

آراء‏

< أماندا مورغان 49 سنة تعيش هي وزوجها في (ليشتر شاير) مع ابنهما تشارلي 18 سنة الذي يريد أن يقضي سنة استراحة قبل دخوله الجامعة أماندا تقول:‏

كان والداي مهتمين بقسوة عندما يتعلق الأمر بالوظائف المدرسية والسلوك ولكنني بالمقابل مع ثلاثة من أشقائي حصلنا على فسحة رائعة من الحرية للقيام بنشاطات خارج المنزل كنا نعتمد على بعضنا البعض كصحبة أكثر من كوننا عصابة أصدقاء رغم وجود شيء من المنع الصارم.‏

أعمل بجهد واع لأربي أولادي بشكل مختلف، فأنا أكثر قبولا لأن يقوم أولادي المراهقين بالتواصل مع العالم الخارجي وتشكيل حلقات من التواصل الاجتماعي الذي يختارونه كما أنني أصر دوما على التواصل المنتظم معهم على «الموبايل» لمعرفة أماكن تواجدهم.‏

كذلك يقضي زوجي وقتا أطول مع الأولاد أكثر مما كان يقضيه والدي معي ومع إخوتي فزوجي لم يسمح أبداً لعمله أن يعترض طريق تربيته للأولاد.‏

< تشارلي 18 سنة يقول: أنا الولد الأصغر وأعتقد أن والدتي بعد ولادتي أصبحت أكثر رضا عما كانت فهي تسمح لي بمشاهدة برامج تلفزيونية لم تكن مسموحة لأخي الأكبر ومنع الخروج من المنزل أصبح أقل صرامة، في الحقيقة إنها تشجعني على الخروج من البيت رغم أنها على أي حال تريد دوما أن تعرف إلى أين ومع من.‏

أعتقد أن الفرق المهم بين الأبناء والآباء اليوم هو التكنولوجيا فقد كان جداي يصابان بقلق مرضي بشأن ما تفعله أمي خارج المنزل لأنهما لم يمتلكا التقنية التي تمكنهما من تعقب وجودها لكن «الموبايل» هذه الأيام غير كل ذلك.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية