و موسم افتتاح المدارس و المونة ومن ثم العيد و هذا التزامن يشكل عبئاً مادياً إضافياً في ظل ما تعانيه الأسر من تردٍ في الأوضاع المعيشية و الشكوى من الارتفاعات المتتالية التي طالت الأسعار..
- كيف تعامل الناس مع هذا الشهر.. و كيف احتالوا على أعبائه المادية الكثيرة.. مقارنة مع دخلهم المحدود؟!..
ناقوس الخطر يدق..
شريف حسن موظف ولديه أربعة أولاد في مراحل مختلفة من المدرسة.. دق ناقوس الخطر في بيته معلناً حالة الطوارىء التي تتضمن الاقتصاد في كل شيء بشكل أكبر مما هي عليه في الأيام العادية و ذلك بسبب اقتراب شهر أيلول الذي تزدحم فيه المناسبات التي يعتبرها شريف و أمثاله من أصحاب الدخل المحدود مناسبات غير سعيدة لا تبعث البهجة في قلوبهم.. والسبب أنها تثقل كاهلهم بالديون واستنزاف مدخراتهم لأشهر عدة..
التقنين غير مجد..
يشير عماد عبد الله إلى أن غلاء الأسعار لا يتناسب مع ضعف دخل المواطن، ويقول عماد لدي ثلاثة أولاد في المدرسة وأفاد إلى أن تكلفة الطالب الواحد بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف حسب صفه.. فسعر البدلة يتراوح بين 1500-2000 ليرة سورية، إضافة إلى الأحذية و الحقائب و القرطاسية والألبسة الرياضية ويضيف عماد إن شراء المستلزمات المدرسية بدد ميزانية الأسرة على حساب المستلزمات الأخرى وأصبحنا في أزمة مالية حتى نهاية الشهر المبارك..
الغلاء جعلنا نستلف..
تقول سامية نوفل و هي أم لخمسة أولاد وجميعهم في المدرسة: إن غلاء الأسعار وكثرة الأعباء المادية في أيلول ومتطلبات الأولاد جعلني أستدين من البائعين الذين هم في حينا، وذلك لتلبية حاجة أولادي في عامهم الدراسي الجديد.. و لتأمين المأكل و المشرب في الأيام العادية. فزوجي عامل بناء وكلما توفر لديه المال يعطيني كي أدفع إلى البائعين في كل شهر مبلغاً من الأقساط المترتبة عليه.
سيدة مدبرة..
أما بثينة علي و هي موظفة وزوجها كذلك فتشير إلى أنها تدخر خلال أيام السنة بعض المال من أجل أن تنفقه في شراء حاجيات أولادها عند قدوم المدارس و العيد وتقول: إن أولادي يركزون في شراء الحقائب و القرطاسية والألبسة على الماركات و الموديل، وبرأيي مرد هذا الأمر يعود إلى الدعاية و أنا أشتري لهم كل ما يرغبونه حتى لا يشعرون بالدونية تجاه أصدقائهم في المدرسة. وهكذا فأنا بذلك أخفف من عبء المصروف عن زوجي ولا أشعر أنني في ضيق مادي. بل أشتري لزوجي ولي ولأولادي ملابس العيد و غيره..
رأي التجار..
يقول جورج ناصر.. تاجر ملابس- إن وجود بضائع متفاوتة في الجودة و السعر يضع المواطن أمام عدة خيارات للشراء حسب القدرة الشرائية و عدم تقييده بسلع مرتفعة الثمن.
ويضيف محمد طعمة- تاجر قرطاسية- إن التنافس الشديد بين محلات القرطاسية مختلفة الجودة دفعت التجار إلى توفير جميع الأصناف من الجيدة إلى الرديئة.. و من الأسعار المنخفضة والمرتفعة.أما فراس دعبول تاجر- فيضيف: إن الأسواق أصبحت تغرق بالسلع المقلدة ما يوقع المواطن ضحية لبعض التجار الذين يبيعونها على أساس أنها أصلية و تلقى رواجاً كبيراً بين الأسر لانخفاض أسعارها.
- مما سبق نستطيع القول إن المواطن أصبحت له تجارب في مجال التعامل مع الضغوط المادية التي تفرض عليه مع انتظار تحسن دخله.
كلنا يعرف المثل القائل (خبي قرشك الأبيض ليومك الأسود) ولكن جيوبنا ابيضت وفرغت من القروش حتى لم يبق مع الكثيرين ما يكفي لشراء حلويات العيد أو ألبسة الأطفال الذين يزينون العيد بألوان ألبستهم الزاهية و الجميلة ولكن ليس باليد حيلة.. لكن نعد أولادنا أن نشتري لهم في العيد القادم كل ما يرغبون به من ألبسة وغيرها..