لا نغالي إذا قلنا :إن عمر الدقاق هو أستاذ الأجيال إذ يتذكره الجيل القديم جيل الخمسينيات جيدا فاسمه كان موجودا في الكتب المدرسية، وقدم المادة الدرسية بأسلوب جميل سلس جذاب، وتخرجت على يديه أجيال في الجامعات السورية والعربية .
ولد د.عمر الدقاق في حلب في 17 أيلول 1927،وتلقى علومه الأولية بها ثم تابع دراسته في جامعة دمشق لدى تأسيسها وكان في عداد الخريجين الأوائل للعام الدراسي 1946 - 1947 ، وحمل شهادة الإجازة في الآداب،وتابع دراساته في جامعة دمشق ونال دبلوم التربية والتعليم عام 1950.
كان عمر الدقاق في شبابه يعمل على جبهتين، فبدا حياته العملية في ميدان التربية والتعليم وعمل مدرسا للأدب العربي في المدارس الثانوية ابتداء من عام 1950 ،ثم مفتشاً اختصاصياً للعربية وآدابها بوزارة التربية ابتداء من عام 1960.
وخلال هذه الفترة كان يجتهد للاستزادة من العلم ولم يكتف بالشهادة العلمية التي حصل عليها من سورية، وبسبب عدم وجود دراسات عليا في جامعة دمشق يمم وجهه شطر القاهرة لمتابعة الدراسات العليا، وأوفد إلى معهد الدراسات العربية العالية التابع لجامعة الدول العربية ونال منه شهادة الماجستير عام 1960 وكان عنوان أطروحته الاتجاه القومي في الشعر المعاصر، وتابع دراسة الدكتوراه في جامعة عين شمس ونالها عام 1966 وكان عنوان أطروحته ( شعراء العصبة الأندلسية في المهجر) .
وبعد عودته إلى بلده عين مدرسا للأدب العربي الحديث في قسم اللغة العربية بجامعة حلب عام 1966، وخلال وجوده في جامعة حلب كان يعمل على جبهتين أيضا هما التدريس والإدارة، فأصبح وكيلا لكلية اللغات عام 1967 ثم أصبح عميداً لكلية الآداب عام 1970 وبقي في هذا المنصب العلمي حتى عام 1980.
وإلى جانب العمل الإداري دأب على التدريس، ونظرا لما تمتع به من عمق في العمل والبحث قام بأعمال لدى طلاب الدراسات العليا فأشرف على 27 رسالة ماجستير ودكتوراه وشارك في عضوية لجان أطروحات الدراسات العليا وبلغ عددها نحو أربعين أطروحة .
وإلى جانب ذلك كله حاضر في عدد كبير من الجامعات العربية ومنها جامعات قسنطينة في الجزائر والمستنصرية والموصل والسليمانية في العراق والدوحة في قطر والسوربون في باريس واللغات الشرقية في الصين.
وكان له باع في تأسيس المنظمات التي ينتظم فيها أصحاب القلم فكان من الأعضاء المؤسسين لاتحاد الكتاب العرب عام 1969، وانتخب عضواً في مجلس اتحاد الكتاب العرب المركزي، ورأس فرع اتحاد الكتاب العرب بحلب من عام 1976 وحتى عام 1980، ثم انتخب مرة ثانية من عام 1983 وبقي حتى عام 1993.
ومع هذا العطاء الثر في ميادين العلم والأدب أعطى الدقاق للكتابة والتأليف جانبا من وقته ،وكانت حصيلة ما خطه بيده نحو ثلاثين كتابا وثمانين بحثا وستين مقالة أدبية وأكثر من مئة مقالة نشرها في الصحف والمجلات .
ومع تقدمه في العمر لا يزال يعمل في البحث والتأليف ونقل موقع حلب عنه أن بين يديه مسودات بحوث ودراسات عديدة لم يتح له من قبل استكمالها وصوغها برغم توافر مادتها الفنية لديه ،وفي طليعتها (صورة الأم في الشعر العربي) وموضوع (العدد 7 وسحر الأعداد في العقائد والأساطير والآداب )، وموضوع (الألوان ودلالاتها في التراث الفكري والحضاري).
وماذا نتحدث عن عمر الدقاق أيضا ؟ بل ماذا يمكن ان نضيف من تعليق؟
إن ما قدمناه حول جوانب حياته العلمية والأدبية تتحدث عن نفسها ويكفيه فخراً أنه واصل العطاء دون كلل أو ملل على مدى ستين عاما.
ويبقى السؤال ذو الغصة وماذا قدمنا نحن لعمر لدقاق لقاء هذا الجهد الذي استفادت منه أجيال وأجيال أسهموا في بناء الوطن وإنسانه .
لا أتذكر من حفلات تكريم هذا العالم الجليل سوى حفل تكريم أقامته جامعة حلب، وتكريمه في احتفال اتحاد الكتاب العرب بالذكرى الثامنة والثلاثين لتأسيسه، ولم يكن هذا التكريم خاصا به بل شمل مؤسسي الاتحاد من الأحياء والمتقاعدين.
وكانت له كلمة في الاحتفال تحدث فيها كيف انبثقت فكرة تأسيس الاتحاد في دمشق وحلب من جماعات أدبية نشطة ومنتديات ثقافية كان لها فضل الريادة والتأثير في تحريك الحياة الثقافية الحديثة، وذكر ان الاتحاد منذ بدئه اتسم بالطابع القومي متجاوزاً أي طابع محلي.
وإذ نؤكد أهمية تكريم عمر الدقاق بعد ستين عاماً من العطاء نشير إلى أن العالم والباحث لا يريد أكثر من كلمة طيبة تزين صدره لقاء ما قدمه للوطن والعلم والأدب .
من مؤلفاته:
- منهل البلاغة 1954.
- الاتجاه القومي في الشعر المعاصر 1961.
- مصادر التراث العربي 1968.
- القروي الشاعر الثائر 1970.
- فنون الأدب المعاصر في سورية 1971.
- عنادل مهاجرة 1972.
- ملامح الشعر الأندلسي 1973.
- شعراء العصبة الأندلسية في المهجر 1973.
- أبوعلي القالي ومنهجه في البحث 1976.
- نقد الشعر القومي 1978.
- ايبلا منعطف التاريخ 1979.
- معركة الزلاقة 1982.
- معركة ميسلون 1982.
- صناع الأدب 1983.
- أصداء حطين في الشعر العربي 1992.
- تطور الشعر العربي الحديث 1996.
- اعلام النثر الفني 2004.
- موسوعة الأعداد 2006.