منذ ثلاثة أعوام ونيف توجهت إلى حلب لإجراء حوار موسع مع د. الدقاق وكان استقباله الجميل والاحتفاء الذي أحاطني به وساماً أعتز به أبد الحياة ويشعرني أن الشجرة الوارفة كلما كبرت وتسامقت يزداد فيئها وتنضج ثمارها وتنمو بالقرب منها شجيرات تأخذ من زادها ونسغها.. د. الدقاق عرفته على صفحات الكتب الجامعية والمجلات الثقافية قبل أن أعرفه بشكل مباشر، ولا أجد غضاضة أن أقول: إنه من المبدعين الذين نعتز بموقفهم ثقافة وسلوكاً بينما على المقلب الثاني ثمة مبدعو شخصيات سمة فكرية.. تمنيت لو أني لم أعرفها أو أحاورها واكتشف تلك الهالة الزائفة التي أحاطوا بها أنفسهم.. وهم في أحسن الأحوال لو كانوا في عصر الجاحظ لدخلوا كتابه (البخلاء) وربما يسعفني الزمن أن أروي بعضاً من حكايا البخلاء المعاصرين.
ولئلا يأخذني الحديث بعيداً.. نقول لأستاذنا د. الدقاق كل عام وأنت بخير.. لقد أعطيت وأحسنت العطاء ونعلم أن عملك بصمت يثمر ويثمر، لا تحيط نفسك بهالة من الادعاء تترك نتاجك يدل عليك.
حصاد فكرك لا يقدر بثمن وماقدمته للثقافة العربية ثمين وثمين.. وسيبقى زاداً لنا ولأجيالنا..
في عامك الجديد نتمنى لك موفور الصحة والعافية ومتابعة رسالتك الثقافية.
وربما أجد أنه من المناسب أن تتكرم وزارة الثقافة ممثلة بالدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة بالدعوة إلى تكريم د. الدقاق في العاصمة دمشق وهو من الذين يستحقون هذا التكريم، بقي أن أشير إلى أن أستاذنا الدقاق في كتابه (ذاكرة مدينة) توقف عند محطات في تكريم الأدباء منذ مطلع القرن العشرين وكيف تطور هذا التكريم، وأشار إلى ماقدمته وتقدمه سورية شعباً وقيادة من تكريم للمبدعين والاحتفاء بهم، وبالتأكيد د. الدقاق يستحق بل هو أهل لأن يضاف إلى قائمة المكرمين.