فتعزيز التناغم السياسي والتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين سيؤدي إلى التغلب على تبعات التباطؤ الاقتصادي العالمي.
وقد قفز نمو التجارة الثنائية في 2012 إلى نسبة 11.2 في المئة على أساس سنوي لتبلغ 88 مليار دولار أمريكي، مقارنة بنمو نسبته 6,2% من التجارة الأجنبية الكاملة للصين بحسب الإدارة العامة للجمارك وتعد روسيا حالياً تاسع أكبر شريك تجاري بالنسبة للصين، في حين تحتل بكين المرتبة الأولى بالنسبة لموسكو.
مصالح حيوية
وقال الرئيس الصيني الجديد شي جين بينغ خلال زيارته الاولى لموسكو مؤخرا ان «العلاقات الصينية الروسية انتقلت خلال الأعوام الـ20 الماضية إلى مستوى التفاعل والشراكة الاستراتيجية الشاملة بفضل جهود الجانبين ولقد تمت تسوية القضية الحدودية الموروثة من التاريخ، وتم خلق أساس متين للعلاقات السياسية».
وأضاف إن «بلدينا يدعمان أحدهما الآخر في القضايا المتعلقة بمصالحهما الحيوية»، مشيرا إلى أن حجم التبادل التجاري ارتفع بمقدار 14 ضعفا، ليبلغ 88 مليارا و200 مليون دولار في العام الماضي، وهو رقم قياسي.
زيادة التبادل
ولدى حديثه عن الأهداف الرئيسية للعلاقات الثنائية في الفترة القادمة، أشار الرئيس الصيني إلى أهمية تعزيز الثقة الاستراتيجية والسياسية المتبادلة أولا، وثانيا دعا إلى زيادة التعاون العملي، بما في ذلك رفع حجم التبادل التجاري إلى 100 مليار دولار قبل عام 2015 وتنظيم علاقات التعاون الاستراتيجي في مجال الطاقة وتحقيق مشاريع مشتركة كبرى وتعميق التبادل والتعاون في المجال الإنساني. وثالثا، تنشيط التنسيق والتفاعل في الشؤون الدولية والإقليمية والدفاع الحازم عن أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
تسع اتفاقيات
ووقعت روسيا والصين على هامش القمة تسع اتفاقيات مشتركة في مجالات الطاقة والمال والتأمين، وتنص اتفاقية الطاقة على إنشاء مصنع مشترك لإنتاج الحفارات النفطية الثقيلة في روسيا، وعلى العمل المشترك في مجال إنتاج الفحم كما وقعت اتفاقية التعاون المالي بين شركة «معادن شرق سيبيريا» وبنك التنمية العام الصيني إضافة لتوقيع الشركة الحكومية للتأمين «روس غوس ستراخ» مع الشركة الصينية العالمية للاستثمارات اتفاقيات تعاون في مجال التأمين والاستثمار المشترك.
أكثر من نموذجية
ووصف سيرجي لوسيانين، نائب مدير معهد الشرق الأقصي بروسيا، العلاقات بين روسيا والصين أنها أكثر من نموذجية، فهي ليست كتلة أو اتحاداً أو تحالفاً ولكنها تتميز بذاتيتها عن اي علاقة أخرى تجمع قوى كبرى وعلاقاتهما من وجهة نظر سياسية واستراتيجية يمكن اعتبارها رائدة عالمياً لأن، موسكو وبكين حلتا جميع النزاعات الاقليمية الكبرى والخلافات الاخرى.