تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


علينا العمل على حشر الفلسطينيين بالزاوية!

هآرتس
ترجمـــــــــــة
الإثنين 1-4-2013
ترجمة: دلال ابراهيم

لا شك أن القضية الفلسطينية ستعود إلى جدول الأعمال الدبلوماسي عقب الانتخابات الإسرائيلية وزيارة باراك اوباما إلى المنطقة , صحيح أن تلك القضية لن تحتل قلب المسرح , نظراً لأن الرئيس اوباما أوحى بأن مشاكله الداخلية والاقتصادية داخل البيت الأميركي لها الأولوية ,

بالإضافة إلى إدراكه تضاؤل فرص حل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني , وبالتالي فهو ينأى بنفسه عن الاصطدام بحائط الفشل الذي كان مآل أسلافه , إلا أنها , وفي مطلق الأحوال ستكون تلك القضية هي الموجه المباشر للعلاقات الإسرائيلية - الأميركية في غضون السنوات الأربع المقبلة .‏

ومن المعروف أن جميع الخيارات المطروحة من أجل حل الصراع بين إسرائيل وفلسطين لا يلقى أي منها الإجماع المطلوب , بل تتأرجح جميعها بين ( غير المرغوبة ) وبين ( غير الممكنة ) . ومن تلك الخيارات ( الترانسفير) - تبادل السكان - بين الإسرائيليين والفلسطينيين , وهي غير واضحة . وخيار اليسار المتطرف القائم على أساس الدولة ذات المواطنة الموحدة. أو خيار وحدة البلاد , مطلب اليمين المتطرف .‏

علماً أن دولة ثنائية القومية معناه شطب الاهداف التي قامت إسرائيل من أجلها . وهناك الحكم الذاتي والضم الانتقائي للمنطقة ج , التي اقترحها حزب البيت اليهودي , وهذا معناه زيادة أعداد المواطنين العرب من خمسين إلى مائة ألف مواطن , وحتى أن هذا الخيار مرفوض من قبل العالم ومن قبل الفلسطينيين أنفسهم . ومطروح خيار الكتل الاستيطانية وتبادل الأراضي . وحتى الانسحاب الكامل إلى الخط الأخضر . والذي يعتبر غير ممكن , ولو كان من الناحية الأمنية . هناك من يرفض خيار تقسيم البلاد لأنه يرى فيه أسوأ من قيام دولة ثنائية القومية . ويفضل أولئك قيام دولة واحدة ذات أغلبية يهودية وتضم الضفة الغربية . ولكنهم لا يعرفون كيف سيتم ضمان الأغلبية لليهود , بل إن الأغلبية ممن يؤيد هذا الخيار يعتمد على مبدأ (الحائط الحديدي) لجيبوتنسكي .‏

وهو الافتراض الذي يدعي أن العرب سيسلمون بوجود الدولة اليهودية, عندما يتبين لهم عجزهم عن إلحاق الهزيمة بإسرائيل . ولكن هؤلاء ينسون أن تلك الافتراضات قد عف عنها الزمن . ويحظى خيار إقامة دولتين لشعبين بالقبول لدى الغالبية العظمى من دول العالم ومن معظم الإسرائيليين والفلسطينيين . وتعتقد الغالبية العظمى أن تفاصيل هذه التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين , حسب صيغة كلينتون واضحة المعالم . ولكن ومن خلال التدقيق فيها أكثر نكتشف أن معظم ما جاء فيها لا يحظى بموافقة أحد الطرفين أو كليهما . حيث لا توافق هناك على مسألة اللاجئين , ولا توافق ولو بحدوده الدنيا على مسألة القدس والحرم القدسي.‏

ووفق ما كشفه استطلاع للرأي أجراه معهد مينا تسيمح يرفض 71 % من الإسرائيليين التنازل عن مدينة القدس الشرقية. وفي المقابل , يرفض الفلسطينيون منح أي وضع للإسرائيليين في الحرم القدسي . كما وأنه ليس واضحاً أي أراض بالتحديد هي المقصودة لدى الحديث عن أراضي 67 وتبادل الأراضي. أما بالنسبة إلى خيار الكتل الاستيطانية وتبادل الأراضي , فهو يسحب الحجج من أولئك الذين يعارضون بناء الوحدات الاستيطانية داخل تلك الكتل , أو إشكالية الاقتراح المتضمن إخلاء 100,000 مستوطن ممن هم خارج تلك الكتل . وهناك مشاكل الأمن والمياه وسواهما لدى دولة فلسطينية ستنشأ قريبة جداً من تجمعاتنا السكانية والاقتصادية , وهي الدولة اتي من شأنها الانتقال إلى حماس . المعضلة الحقيقية هي أنه لا يوجد حل للقضية وليس كما يشاع ليس هناك شريك سلام لإسرائيل. والشريك المفروض وهي السلطة الفلسطينية لا زالت متمسكة بقرارها الاستراتيجي بعدم الدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل يفرض عليها الحلول الوسطية والاعتراف بحق اليهود بإقامة دولة خاصة فيهم فوق أي بقعة من إسرائيل . إلا أن الآليات تتغير , صارت هناك ضغوط دولية على إسرائيل وطرح شروط مسبقة للمفاوضات أو التوجه إلى الأمم المتحدة لتجاوز الحاجة لإجراء مفاوضات , بالإضافة إلى إرهاصات استخدام الإرهاب والعنف من أجل عرقلة أي مسيرة سياسية .‏

وبعد فشل جميع الطروحات وجميع التسويات ورفض العرب الاعتراف بوجود إسرائيل , نعود للتمسك بمقولة موشيه دايان : لا توجد في هذه المرحلة فرص التوصل إلى اتفاق سلام رسمي بين الفلسطينيين والإسرائيليين , وبناء على ذلك ينبغي التركيز على المسارات العملية , بما فيها المسارات احادية الجانب وغير الرسمية .ويجدر القول أن إسرائيل لن تستطيع الاستمرار في السيطرة على شعب آخر , إلا أن نتنياهو قلق من الآثار الأمنية المترتبة عن إقامة دولة فلسطينية غير مراقبة وغير مجردة من السلاح . ولكن الأفكار التي سوف تطرحها إسرائيل , حتى ولو كانت ستلقى الرفض , ستعمل على تعديل الصورة المرسومة عن إسرائيل بأنها هي من تضع العصي في عجلات عربة السلام . وتلك الأفكار يمكن طرحها دون التخلي عن المواقف التاريخية الإسرائيلية وعن المطالب الأمنية . مثلاً يمكن لتلك المطالب طرح خريطة طريق تبدأ من العام 2002 مع إجراء بعض التعديلات عليها . أو الأخذ بمبادرة السلام العربية التي طرحتها السعودية , كبرنامج مفاوضات. كما ويمكن طرح اقتراحات لتسويات جزئية في مجالات مختلفة . وليس بالضرورة هنا التقدم خطوات نحو السلام . ولكن نحشر الفلسطينيين , لأنه حينها سيكونوا أمام ( البينة على من ادعى) .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية