تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وصمات عار لن تمحى

نافذة على حدث
الإثنين 1-4-2013
ريم صالح

الإصرار الغربي والخليجي على تجنيد الإرهابيين التكفيريين والأصوليين المرتزقة من كافة أنحاء العالم وشحنهم إلى سورية وتزويدهم بأطنان من مختلف الأسلحة النوعية والفتاكة،

والأحاديث المتصاعدة عن خطط لفرض حظر جوي على سورية واحتمال تدخل عسكري فيها تارة،وعن مساع مستميتة لتسليم مقعدها في الأمم المتحدة للمعارضة السورية المتطرفة في الخارج تارة أخرى،فضلاً عن المجازر البشعة التي يرتكبها أولئك المجرمون القتلة على الأرض وقذائف الهاون التي يطلقونها هنا وهناك،ليست إلا دليلاً على أن كل المخطط تجاه سورية يهدف إلى إفناء الدولة السورية وتدميرها شعباً وجيشاً وبنى تحتية وإطالة الأزمة فيها إلى أجل غير مسمى.‏

ولكن.. الأخطر من ذلك كله أن مشاريع الفتن والحرائق الأمريكية والخليجية لن تقتصر على سورية وإنما ستتعداها لتطول الدول العربية بأسرها،لاسيما وأن مخططات الشرق الأوسط الجديد والخرائط الموضوعة لدوله لم تعد خافية على أحد.‏

المضحك في الأمر.. أنهم يتوقعون منا أن نصدق أن أوباما هو بابا نويل هذا العصر وكاميرون وهولاند مساعدوه الملائكة الصغار، والملك السعودي مارتن لوثر كينغ، والأمير القطري غيفارا،وصولاً إلى أردوغان ليكون غاندي هذا الزمان.‏

مع الأسف.. سورية في عين العواصف التي تهبّ عليها من كل حدب وصوب سواء من دول مصدرة للإرهاب أو من دول داعمة له أو من مأجورين خونة، وبالتالي فإن الكلام عن تسوية سلمية تحقن دماء السوريين،سيبقى بلا معنى أو فائدة ترتجى،إن لم ترفع خريطة سورية،عن طاولات التشريح والتشرذم والتقسيم الدولية.‏

وكم هو مؤلم حقاً.. أن هذه الاستعراضات العربية الخلبية المفاجئة بل المصطنعة والقرارات والسيناريوهات الأمريكية والأطلسية العدائية والتوصيات بإيصال السلاح إلى عصابات الدم في سورية،لم نشهد لهما مثيلاً عندما كان الأمر يتعلق بحقوق الشعب الفلسطيني.‏

وإذا فكرنا بالأمر قليلاً وتساءلنا:أين مروءة السيد أوباما تجاه الفلسطينيين؟أين شهامة كاميرون وهولاند المزعومة إزاء التهويد والاستيطان والقتل اليومي والاعتقال؟ لماذا لا يضرب ملوك وأمراء الخليج على صدورهم ويقولون لبيك يا فلسطين؟ فداك المال والروح يا أقصى؟ فإن الإجابة على هذه الأسئلة تؤكد أن الإرهاب وفق شريعة الغاب الغربية يصبح مشرعناً إذا تم بأوامر ومباركة أمريكية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية