تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


فرصـــة للتواصـــل مــــع الأدبــــــــاء ونتاجاتهـــــــم

ثقافـــــــة
الإثنين 1-4-2013
فاتن دعبول

بات الأنترنت وعبر نوافذه العديدة ذاك العالم الساحر الذي يضم أكبر مكتبة في تاريخ البشرية وأكبر تجمع للعقول والعلماء والخبراء بما فيهم الكتاب والصحفيون والأدباء على أنواعهم والتي نستطيع بكبسة زر الاتصال بهم ومحاورتهم والأخذ برأيهم للاستئناس بمشورتهم والاطلاع على آخر الانجازات البشرية في كل المجالات وخصوصاً الأدب..

فما الذي يقدمه الانترنت وشبكة التواصل الاجتماعي إلى عالم الأدب.‏

الباحث والأديب والكاتب المسرحي عبدالفتاح قلعه جي:‏

تسهل الاطلاع وتساعد على الانتشار السريع..‏

يقول في بداية مداخلته» أعتذر لاختصار مشاركتي بسبب الظلام وانقطاع النت، وحلب عادت إلى عصر الشموع والسراج وإلى ما قبل العصر الوسيط».‏

أصبحت علاقة الانترنت بالأدب وثيقة وهي علاقة أخذ وعطاء وعلى هذه الشبكة يستطيع الأديب أن يحقق انتشاراً واسعاً لإبداعاته وبحوثه، ويستقي منها مصادره التي يحتاج إليها، بشرط التوثق من صحتها، فليس كل ما ينشر على الانترنت يكون صالحاً أو صحيحاً، غير أن مواقع تحميل الكتب على الشبكة تقدم خدمة كبيرة للكاتب، كما تساهم شبكة التواصل الاجتماعي والشبكات الأخرى كالتويتر وغيرها في تعريف الأدباء ببعضهم عن بعد وتبادل الأحاديث والأفكار.‏

وقد أدت تقنية الانترنت إلى ظهور ما يسمى «الرواية الرقمية» و«المسرح الرقمي التفاعلي» وقد أتيت على ذكرهما في كتابي «المسرح الحديث» الصادر حديثاً عن الاتحاد، فالرواية الرقمية يتضافر في صياغتها الكلام والصورة والصوت وهي غير قابلة للنشر ورقياً.‏

أما المسرح الرقمي فيمكن أن يتضافر في صياغة النص مشاركون عدة يدخلون على الشبكة حتى ليبدو النص غير قابل للانتهاء، ثم انتقل الأمر إلى العرض المسرحي الرقمي بدخول عدة مشاركين إلى غرف الشات» المحادثة» وقد أفرد أحد مهرجانات القاهرة للمسرح الدولي التجريبي ندوته الفكرية كاملة عن المسرح الرقمي.‏

وأياً كان رأينا في هذين الوليدين فإنهما من ولائد تقنيات التواصل الحديثة.‏

ويضيف: لقد استفدت أيما استفادة من شبكة الانترنت وذلك في التحضير لبحوثي ومؤلفاتي الإبداعية والاطلاع على الأعمال المماثلة، ومن ثم نشر الكثير من مؤلفاتي ومسرحياتي على الشبكة بحيث اطلعت عليها شرائح واسعة من المهتمين وتناولت كثير من الفرق المسرحية نصوصي المسرحية المنشورة على الشبكة وقدمتها على الخشبة وفي المهرجانات العربية وحاز بعضها الجوائز.‏

وقد أتاحت لي الشبكة متابعة مسيرة بعض نصوصي على خشبات المسارح في البلاد العربية ومسيرة نصوص أخرى لآخرين، فعلى سبيل المثال كانت مفاجأة لي أن روايتي «معراج الطير الحبيس» وضعتها للتحميل عشرات المواقع معتبرة إياها من أفضل الروايات العربية والعالمية، هذا عدا عن عشرات المواقع التي تحدثت عنها.‏

أما فيما يتعلق بالفوضى فهي سلبية مطلقة ولا يمكن أن تكون إيجابية فالكون يدار بنظام محكم، حتى مرحلة العماء الأولى لم تكن فوضى وإنما مرحلة ولادة.‏

فلو اختل هذا النظام لاصطدمت الأجرام ببعضها، فالفوضى تؤدي إلى الحروب والدمار والعودة إلى شريعة الغاب، ولا يوجد شيء اسمه فوضى خلاقة، إنها عبارة ونهج طرحا لتفكيك الدول وإحلال الخراب في البلاد والشعوب، ثم يليه أكذوبة إعادة الإعمار وما يحصل اليوم في سورية شاهد، إنها مهزلة إجرامية.‏

وفي حقل الأدب ترافق مع ذلك ما يسمى في النقد بالمنهج التفكيكي، حيث يتم تفكيك النص وبعثرته ثم إعادة بنائه من جديد، حتى الأديان والفلسفات التي جاءت انقلابات حقيقية في الفكر الاجتماعي فإنها لم تبن مقولاتها على الفوضى ورفض كل ما سبقها، فقد أقرت ما يجب إقراره واستبدلت ما يجب استبداله.‏

ومهما يكن فإن الدعوة إلى الفوضى هي دعوة استعمارية بحتة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية