الانقياد خلف الآخر هو الأكثر خطورة وهو سلوك لا يمكن السيطرة عليه عادة, تسمى هذه الجماعة بأصدقاء السوء حيث تساهم جماعة الأصدقاء من خلال العلاقات الاجتماعية إلى تخفيض القيود الداخلية بما يسمح للأفراد بإشباع حاجاتهم الخاصة بالدرجة التي لا يمكن أن تتحقق بطرق أخرى.
وتتأثر الجماعة إلى حد كبير بسلوك أفرادها وتطورهم..
بين الإيجاب والسلب
حول هذا الموضوع التقينا الاختصاصية اليسار فندي التي قالت: إن الجماعة تؤثر في الأفراد وليس من الضروري أن يكون هذا التأثير ايجابياً بل يجوز أن يكون سلبياً.. ويأتي خطر رفاق السوء من أن تأثيرهم يتزايد في مرحلة يكون الشاب فيها قابلاً للتأثر، وخاصة في مرحلة المراهقة وفي حالات ضعف الترابط الأسري، كذلك يزداد تأثير رفقاء السوء عندما تكون شخصية المراهق هشة وعناصر المقاومة لديه ضعيفة وينقاد خلف الآخرين ولا يستطيع أن يقول لا.. ويجاهر برأيه ولا يمتنع عن الانزلاق وراء محاولات الإغراء والفساد.
ومما لا شك فيه أن للأصدقاء والأصحاب دوراً كبيراً وبارزاً في التأثير على اتجاه الفرد وسلوكه العام.
-يقال (الوقاية خير من العلاج) وما المؤشرات على الأبناء التي تدل على خطورة هذا السلوك؟
--أول ما تظهر السلوكيات الخطيرة التي تعتبر من المؤشرات الخطرة لهذا السلوك والشللية كثيراً ما تؤثر على سلوك الأفراد سواء بالإيجاب أو السلب.
- ما أهمية التجديد في السلوك بما يضيف قيمة إضافية للحياة.؟
-- قد تكون هناك أمور إيجابية يكتشفها الفرد وتجدد بالسلوك عبر المعرفة والبناء المعرفي، فكلما ارتفعنا في سلم المعايير نحصل على نتائج أعلى، ولأهمية هذا التجديد لابد من الابتعاد عن الملل والركود وحالة الكساد في الأفكار مع الحفاظ على الثوابت الأساسية والمهمة ومن المهم إضافة المعايير الجديدة المطورة للحياة وفي كل يوم يتم اكتشاف شيء جديد وبالنتيجة فإن رفع مستوى انجاز السلوك والعناية الفائقة بالذات تبعد عن السلوك الخاطئ والمدمر أحياناً عبر المراحل العمرية المختلفة.
- كيف يمكن أن نساعد أبناءنا على زرع بعض الأساسيات في شخصياتهم ؟ حتى لا تكون هشة أمام أي تيار جارف في مسيرة حياتهم..
-- هناك خطوات تساعد أطفالنا اليوم رجال المستقبل في الغد أن يقولوا لا.. لكل خطر يهدد حياتهم ولابد من أن نتعلم أن نستمع إلى أطفالنا ونمنحهم الفرصة للحديث معنا، وأن يشعروا أنهم في حالة طيبة وأنهم مهمون للأسرة، وللتغلب على ضغط الأصدقاء ساعد الأبناء بالعلاقات الجيدة معهم والأهم من ذلك تدريبهم على قانون التحكم بأن يتحكم الإنسان في حياته ويكون لديه أكثر من بديل في حل المشاكل التي تواجهه.
-ما الرسالة التي توجهينها للأهل للحيلولة دون وقوع أبنائهم في فخ رفاق السوء؟
--تقوية بناء الشخصية التي يمكنها المقاومة دون الوقوع تحت تأثير الآخرين وهذا يكون عن طريق بث الثقة في النفس وأن الحميمية بين الأصدقاء لا تتوفر بمجاراتهم بل في التفوق الرياضي والموسيقا والهوايات المفيدة الأخرى.. وبالاعتراف أن مقاومة النفس ليست بالأمر السهل ويتطلب شخصاً ذا شخصية قوية لكي يرفض ما هو ضار به وتنمية الناحية الإيجابية في شخصية الفرد مسألة مهمة...
وفي النهاية لا بد من الوعي المدعوم بالمسؤولية الكاملة والمحبة وزرع فكرة دائمة مفادها.. بذاتي ترتقي حياتي .