تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


براء يا يوم الأول من نيسان..

مجتمع
الإثنين 1-4-2013
غانم محمد

اتُهم الأول من نيسان على أنه يوم للكذب أو عيدٌ للكذب وسُميَ أيضاً بيوم الكذب العالمي، واعتاد الناس في هذا اليوم أن «يمزحوا» لدرجة الكذب غير الضار معظم الأحيان، واعتاد الجميع أن يتقبّل من الآخرين هذا الكذب الذي يلبسونه اللون الأبيض تارة وتارة ألوان أخرى..إلخ.

لا أعرف إن كان يوم الأول من نيسان قد ضاق ذرعاً بنا على مرّ التاريخ فنقل عدواه إلى بقية أيام السنة التي اصطبغت بالكذب والنفاق على درجة كبيرة من الأذى.‏

لم يتعرض شعب للكذب كما يتعرض له الشعب السوري هذه الأيام والتي اجتمعت فيها الدنيا بأسرها على توجيه موجات متتالية ومتلاحقة من الكذب المؤذي بقصد حرف هذا الشعب عن ثوابته وعن قناعاته وعن قيمه الوطنية والأخلاقية لكن القسم الأكبر من شعبنا العظيم تصدّى لهذا الكذب وعرّاه وردّه إلى نحور مورّديه وصانعيه، وسقط البعض منّا في خيوط هذا الكذب فماذا كانت النتيجة؟‏

كذبوا على من وقعوا في براثنهم وزعموا أنهم طلاب إصلاح وحرية وإذ بهم سفّاكو دم وتجّار وطنية وأن كلّ ما يعنيهم من الشعارات التي أطلقوها هو ما يقبضونه مقابل تنفيذ ما هو مطلوب منهم والنتيجة تضليل البعض من أبناء سورية الطيبين والقذف بهم إلى فوهة العنف والإرهاب!‏

كذبوا على من حاصروهم بأفكارهم وبتهديداتهم وزعموا لهم أن قطعة من الجنة فُرشت لهم في كل دولة من دول الجوار وأنهم سيوفرون لهم خارج سورية كل الرفاهية ووسائل الحياة الكريمة وإذ بهم يحولونهم إلى سلع رخيصة في سوق مصالحهم وبضاعة من أجل التسوّل عليها ومدّ اليد لـ «محسني الخليج» والنتيجة أنهم غرقوا في ظروف إنسانية صعبة جداً في مخيمات اللجوء ومن حاول العودة منهم جوبه بالوعيد والتهديد، ولن نتحدث هنا عمّا تعرّضت له النساء على وجه التحديد في هذه المخيمات في الوقت الذي نعرف كيف نقتسم فيه الوجع والألم بيننا كسوريين، وفي الوقت الذي انفتحت فيه القلوب قبل المنازل لجميع من هرب من العنف والبطش إلى المحافظات والمدن الآمنة ولم تقصّر الدولة معهم بل وفّرت لهم كل شيء وبالمجان..‏

لم يعرف كذبهم سقفاً ولم يتوقف عند حدّ بل راحوا يرتكبون الجريمة ويكذبون بمحاولة إلصاقها بالدولة ويسخّرون أبواقهم للترويج لهذا الكذب العلني!‏

يكذبون وهم يعتلون منابر الفتنة، ويكذبون وهم يتباكون علينا كشعب « مقهور» من وجهة نظرهم، ويكذبون وهم يدّعون أن الدولة السورية تقتل شعبها وكأن الدولة تستمر بلا شعب!‏

ثمة حكاية لن تنتهي وليس للكذب مكان فيها وهي حكايتنا السورية... نعلم أن من يكذب يدّعي انتماءه لسورية ويبدي قلقه عليها ولكننا نقول وبالصدق السوري المعروف: سورية أكبر من أي كذب وأقوى من أي محاولة للإلغاء، ومنذ البداية تمنينا وما زلنا على أمنيتنا في أن يلتقي جميع السوريين عند سورية وفي محراب حبها وعلى عتبة خيرها وألا نسمح للآخرين أن يكذبوا على أيّ منّا، وعندما نجلس معاً في مواجهة الحقيقة سنكتشف - وأتمنى ألا نكون قد تأخّرنا – أننا كنا جميعاً ضحية هذا الكذب!‏

نتوجه لأخوتنا في الوطن أن يتصدّوا للكذب الممنهج الذي يمارس علينا وأن نضع أيدينا على قلوبنا بكل الصدق الذي فُطرنا عليه فساعتها سنعود إلى سورية التي نعرفها والتي تحبّنا ونحبها ونحب العيش فيها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية