باحتجاز رهائن مدنيين في أحد المطاعم وانتهت العملية بمقتل الإرهابي ومقتل وجرح عدد من المدنيين الأمر الذي يدق ناقوس الخطر في العالم اجمع من هذا الفكر الظلامي والدعم اللا محدود الذي تتلقاه التنظيمات الإرهابية التي باتت في الآونة الأخيرة تنفلت من ضوابط اجهزة المخابرات التي وضعت لها بعد أن زودتها بكل أدوات القتل والتدمير لتكون ذراعا إرهابية تنفذ أجندات عدوانية استعمارية تخدم مصالح القوى الغربية الصهيو-أميركية المتآمرة على شعوب المنطقة.
حالة الانفلات من الضوابط المرسومة للتنظيمات الإرهابية سرعت في حالة انتقال الإرهاب المنظم إلى بعض دول المنطقة ومنها إلى الدول الأوروبية وما شهدته مدينة سيدني من عمل إرهابي وما حصل في إحدى المدن البلجيكية من إرهاب طال مدنيين أيضا يشير إلى سرعة انتقال الإرهابيين أو استيقاظ الخلايا النائمة التابعة للتنظيمات الإرهابية التكفيرية وتنفيذ عمليات قتل لترويع المواطنين الآمنين، وهذا يشير إلى الأخطار الجسيمة التي يتعرض لها الأمن والاستقرار ليس في منطقتنا فحسب وإنما في دول العالم وأن الذي يتحمل مسؤولية ذلك الحكومات الغربية والولايات المتحدة الأميركية التي تستخدم التنظيمات الإرهابية لتدمير الدول التي لا تدور في فلك سياستها وتأبى الامتثال للإملاءات والشروط متناسية أن للإرهاب ارتداداً سيطال مشغله وكما ضرب الإرهاب سيدني وبلجيكا سيضرب الكثير من الدول التي تغض الطرف عن مواطنيها الذين يغرر بهم ويتم إرسالهم للقتال في سورية والعراق.
ما يؤكد مسؤولية أجهزة الاستخبارات الغربية عن الإرهاب الذي يضرب المنطقة عموما وسورية والعراق على وجه الخصوص والذي بدأ يرتد على الدول الداعمة والراعية له ما كشفه نائب مدير الانتربول الدول لشؤون مكافحة الإرهاب خوان فرانسيسكو حيث قدر عدد المواطنين الفرنسيين الذين يقاتلون في سورية بنحو 1000 إرهابي ونحو 500 إرهابي بريطاني و250 إرهابياً استرالي و250 ألمانياً وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن أجهزة المخابرات تتغاضى عن عمد عن ذهاب هؤلاء الإرهابيين إلى تركيا ومن ثم إلى الأراضي السورية ليرتكبوا الجرائم والمجازر التي يندى لها جبين البشرية بحق المدنيين الآمنين وبالتالي عندما يعودون إلى بلدانهم إذا لم يقتلوا في أرض المعركة على أيدي الجيش العربي السوري البطل فإنهم سيعودون وهم يحملون فكرا إقصائيا تكفيريا إجراميا وهم يملكون الخبرات في صناعة المتفجرات والأحزمة الناسفة ويشكلون خطرا حقيقيا على مجتمعاتهم وهذا ما حذرت منه سورية مرارا دون أن تأخذ الدول المتآمرة هذا التحذير على محمل الجد ولذلك هي الآن بدأت بدفع فاتورة دعمها للإرهاب من أمن واستقرار شعوبها لتذيق شعبها مرارة الإرهاب الذي تذيقه شعوب المنطقة ولاسيما الشعبين السوري والعراقي.
حالة انفلات التنظيمات الإرهابية وانتشار الإرهاب الذي يبدأ صغيرا عادة ومن ثم يكبر ككرة الثلج في الدول الداعمة للإرهاب وخطر ذلك على المصالح الغربية في المنطقة ربما دفعت الولايات المتحدة الأميركية لتشكيل ما يسمى التحالف الدولي لمكافحة إرهاب تنظيم ما يسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» بعد أن طال إرهاب مواطنين أميركيين ولكن المهمات التي ينفذها هذا التحالف لا تشير إلى النيات الحقيقية في مكافحة الإرهاب في المنطقة فالغارات الجوية غير فعالة ولم تقتل من هؤلاء الإرهابيين سوى عدد قليل جدا مقارنة بآلاف الطلعات الجوية ومليارات الدولارات التي تنفق على هذه الطلعات الأمر الذي يؤكد أن الدول الاستعمارية الغربية والولايات المتحدة الأميركية غير جادة في مكافحة الإرهاب وأن ما تقوم به ليس إلا للتخفيف من ضغط الرأي العام ما يعني أن وتيرة الإرهاب وتصاعده سيزداد في المنطقة والعالم وسوف يؤثر سلبا على الامن والسلم الدوليين.
القلق الأوروبي من انتشار الإرهاب وارتداده إلى دول العالم قاطبة ليس له ما يبرره إذا لم يتم اتخاذ آليات فعالة من شأنها تجفيف منابع الإرهاب عبر الضغط على الدول التي تمد التكفيريين بالمال والسلاح ويأتي في مقدمتهم السعودية وتركيا وقطر وتراقب أيضا مواطنيها ولاسيما من له سوابق في التطرف والإجرام ويحمل فكرا إجراميا لمنعهم من ارتكاب جرائمهم واستطرادا تشكيل تحالف دولي حقيقي يضم الدول التي تحارب الإرهاب منذ أكثر من أربع سنوات على أراضيها لمواجهة التطرف والإرهاب العابر للقارات وفي ذلك خطوة هامة وضرورية على طريق اجتثاث الإرهاب وبغير ذلك فإن القلق لن يوقف انتشار الإرهاب الذي يهدد الأمن والسلم الدوليين.
mohrzali@gmail.com