وما دفعني اليوم لهذا الكلام هو تلك الدراجات الهوائية والنارية والكهربائية على حد سواء التي لا تكاد ترى إشارة المرور الحمراء ولا تميز ألوانها ولا تلقي لها بالاً، ولو سمحنا لهذا الواقع أن يمر.. فهل نسمح لتلك الدراجات أن تسير بعكس اتجاه السير ليعود حديثنا للمثل السابق؟ لم يعد للتشاؤم مكانٌ هنا، لأن حياتنا أهم من لقب متشائم أو غير متشائم.
فكم من شخص تعرّض لحادثة كتلك التي تفاجئك وأنت تعبر طريقاً باتجاه واحد لتجد من «يصفّر» لك أو يعطيك إنذارات بطريقة أو بأخرى، ربما هو يحاول تبرئة نفسه من حادث محكم لتراه يقول لك: (ماتنتبه!!).. هل هي مشكلتي أنك تسير باتجاه معاكس ؟ أم إنكَ تجاوزتَ الإشارة أو تسابقتَ مع سيارة توقفت ليعبر عجوز ما ؟ ولتعلم أنه بعبورك هذا وقلة صبرك قد تنهي حياتك أو حياة ذلك الإنسان.
مواقف كثيرة كتلك تكون قاتلة أو مؤذية لكلا الطرفين، ويبقى التشاؤم مع وجود مثل أولئك الأشخاص رفيق دربنا جميعاً، ونكتفي بدعوات السلامة مع كل عبور شارع أو إشارة ثم نمضي.
هي مجرد إشارة إلى مخالفات قد تبدو للبعض صغيرة، وهناك من لا يسميها مخالفات ويعتبر أن من حق هؤلاء الدرّاجين المرور من أي طريق، هل السبب أن لا قانون سير يمنعهم أو يُطبق عليهم حتى الآن؟.
أولادنا في مدارسهم كل يوم يعبرون الشوارع لا يخشون السيارات، بل أصبح لديهم هاجس الدراجات التي تخرج وتظهر فجأة في أي مكان وفي أي لحظة دون سابق إنذار.
هي وسيلة نقل سهلة وخفيفة التكاليف ويعشقها الكثيرون، ولكن نتمنى عليهم أن يعلموا أن للشوارع وإشارات المرور حرمة لا يجوز المساس بها، لأن سلامة المجتمع من سلامة الفرد ، والأمنيات للجميع بالسلامة.