والعمل على توفير فرص عمل جديدة للشباب من حملة المهارات والكفاءات في مجال تقانة المعلومات، ما الحاضنة، وما أهدافها، وإلى أين وصلت بعد مرور أكثر من أربع سنوات؟
توفير فرص عمل جديدة للشباب
تعمل الحاضنة على توفير فرص عمل جديدة للشباب، كما تتبنى رسالة دعم إنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة في مجال تقانة المعلومات والاتصالات، تقدم منتجات ذات طابع ابتكاري يحمل قيمة مضافة إلى صناعة تقانة المعلومات والاتصالات في سورية.
وتسعى الحاضنة إلى تحقيق هذا الهدف عن طريق نشر روح ريادة الأعمال بين الشباب من حملة الكفاءات والخبرات في مجال تقانة المعلومات والاتصالات، وتزويد رواد الأعمال من الشباب المعلوماتيين بالمهارات والخبرات اللازمة للدخول إلى سوق العمل والمنافسة ،فيه بالإضافة إلى توفير البيئة العلمية الفنية من خبراء واستشاريين وبنية تحتية لرواد الأعمال المعلوماتيين لإنشاء مشاريعهم الاستثمارية ومنحها فرص نجاح عالية.
الاستعانة بخبراء ومدربين ومستشارين
وتحدثت المهندسة ريما شعبان مديرة الحاضنة قائلة: تبنت الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية مشروع إحداث أول حاضنة لتقانة المعلومات والاتصالات في سورية في ضوء عدد من الدراسات التي جرت في السنوات الأخيرة، من أهمها دراسة أنجزتها اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا في منظمة الأمم المتحدة Escwa وخصصت الجمعية لهذا المشروع الكادر والتمويل اللازمين.
وقالت شعبان: إن إنشاء الحاضنة تم بالتعاون مع جامعة دمشق التي تحتضن مقر الحاضنة، كما تستضيف وتدعم العديد من نشاطاتها، ويقع مقرنا ضمن المدينة الجامعية في موقع متميز يتيح للشركات المحتضنة ممارسة عملها فيه ضمن بيئة مناسبة، وتم تجهيز المقر ببنية تحتية متطورة وتهيئته بأحدث تقنيات الاتصال والتجهيزات الحاسوبية والمكتبية المتطورة ووسائل التدريب اللازمة لعمل الحاضنة في جو مريح يساعد على الابتكار والابداع.
كما تستعين الحاضنة بنخبة من الخبراء والمدربين والمستشارين من العاملين في المجالات التقانية ومجالات الأعمال لتوجيه ومساعدة المحتضنين على تأسيس أعمالهم وإدارتها وبناء مؤسساتهم الناشئة.
«شروط الاحتضان»
وتقول شعبان: تقبل الحاضنة احتضان أي مشروع يقع في مجال تقانة المعلومات والاتصالات ويحمل فكرة مبتكرة أو تطبيقاً مبتكراً لفكرة تقنية ويشترط في هذا المشروع أن يمتلك مقومات النجاح الأولية من حيث الفكرة التقنية، جودتها، جدتها، قدرتها على الاستمرار في السوق والجدوى الاقتصادية المتوقعة من هذا المشروع، وفي الوقت نفسه يجرى تقييم صاحب المشروع وقدرته على تنفيذ هذا المشروع والقيام بإطلاق وإدارة شركته الناشئة.
ويجري تقييم أفكار الشركة من قبل لجنة تضم خبراء في إدارة الأعمال وخبراء في مجال تقانة المعلومات والاتصالات، حيث تناقش فكرة المشروع من حيث عنصر الابتكار فيها وجدواها وإمكانيات صاحب أو (أصحاب) المشروع على إنجاح المشروع قبل قبوله في الحاضنة.
مشروع رسوم متحركة
أما عن المشاريع التي تم احتضانها فحدثنا عامر عبد الغني طالب في كلية الاقتصاد، وصاحب مشروع «كروز اني ميشن» للرسوم المتحركة Crows Animation وهي رسوم متحركة ثلاثية الأبعاد وقال عبد الغني: إن هذا النوع من الرسوم جديد في الوطن العربي وهناك شركات تعمل هذا النوع من الرسوم لكن بجودة متدنية، وعندما تقدمنا للحاضنة أنا واخوتي تقدمنا بفيلم مدته 10 دقائق وتم قبولنا من قبل لجنة القبول.
أما عن الخدمات التي تقدمها لنا الحاضنة فهي عبارة عن مكاتب - التجهيزات - التسهيلات التي تحتاجها أي شركة، فمهمة الحاضنة هي توفير مقر العمل والفرص حيث إن تحضيرات العمل تحتاج لما لايقل عن سنة تقريباً.
وعملنا في هذه الشركة الدعاية والإعلان، مسلسلات تلفزيونية للأطفال والبالغين - فواصل قصيرة للتلفزيونات - فاصل تربوي أو ترفيهي.
ونحن نركز بشكل كبير على الفواصل التربوية والمسلسلات الطويلة، أما عن مشكلات الترويج لشركتنا فإن الترويج يتم من خلال العلاقات الشخصية أو بمساعدة الحاضنة.
خدمات إعلامية وموقع إلكتروني
ختام صقر موظفة في الحاضنة تقول إن موقع أكاديميا أنشئ منذ 18 شهراً، وهو وسيلة إعلامية الكترونية متخصصة في قطاعات التعليم العالي والتدريب والتطوير والشباب في سورية، وهي محتضنة في حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات بالجمعية العلمية السورية للمعلوماتية وتتبع «أكاديميا» لمجموعة «الناشر» للخدمات الإعلانية والإعلامية، والمجموعة بصدد وضع اللمسات الأخيرة حالياً على إصدار نسخة دورية مطبوعة من «أكاديميا»، إضافة إلى عدد من الوسائل الإعلامية الأخرى، كما يجري التحضير لإنشاء مركز إنتاج إذاعي وتلفزيوني، وغير ذلك من الأعمال بما يحقق جملة الخدمات التي تقدمها المجموعة.
وتقول صقر: نختص بكل أخبار التعليم العالي بفروعه المختلفة ونخدم إعلامياً أي مؤسسة أو جهة تحتاج لصحفيين أو وسائل إعلامية وربحنا قائم على مكتب الخدمات الإعلامية عن طريق عمولات.
ويتم الترويج لمشروعنا عن طريق العلاقات الشخصية والايميلات وعن طريق الاتصال مع الوسائل الإعلامية والمواقع الأخرى.
الاحتضان
وتقسم فترة الاحتضان إلى مرحلتين كما قسمتها المهندسة لجين شنان نائبة مديرة الحاضنة:
1- الاحتضان الأولي: وهي المرحلة الأولى للاحتضان وتمتد من أربعة أشهر إلى ستة أشهر ،ويجري القبول في هذه المرحلة اعتماداً على الفكرة الأولية للمشروع وقابليتها للنجاح والاستمرار وعنصر الجدة والابتكار فيها حيث لا يتوقع من صاحب الفكرة في هذه المرحلة، وهو عادة من الخريجين الجدد في مجالات تقانة المعلومات والاتصالات، أن يتمكن من إعداد خطة عمل ودراسة جدوى اقتصادية وخلال هذه المرحلة تقدم الحاضنة للمحتضنين دورات تدريبية في العديد من مجالات الأعمال منها: مبادئ الإدارة الاستراتيجية، مبادئ في إدارة المشاريع، كيفية وضع خطط العمل، مبادئ في دراسة الجدوى الاقتصادية، مبادئ في التسويق ودراسة السوق، وبعض القضايا القانونية التي تخص إنشاء الشركات وغيرها من المواضيع التي تهم رواد الأعمال مثل حماية الملكية الفكرية والشؤون القانونية في مجالات تقانة المعلومات والاتصالات على وجه الخصوص، ويقوم المحتضنون في هذه المرحلة بمساعدة إدارة الحاضنة بتطوير خطة العمل التي تقدم للجنة القبول في المرحلة التالية.
تتقاضى الحاضنة مبالغ رمزية
ويكون التقييم للمشاريع المقدمة لهذه المرحلة من الاحتضان بناء على خطة العمل التي طورها المحتضن خلال مرحلة الاحتضان الأولى، ويتمتع المحتضن في هذه المرحلة بكامل الخدمات التي تقدمها الحاضنة من استشارات، تدريب، مشاركة في المعارض التخصصية والندوات والاستفادة من علاقات التعاون التي تقيمها الحاضنة مع حاضنات أخرى محلياً أو اقليمياً لتبادل الخبرات وتسويق المنتجات بالإضافة إلى إنشاء علاقات تعاون مع شركات محتضنة أخرى في تلك الحاضنات، كما وتستفيد الشركات المحتضنة من شبكة علاقات الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية والنشاطات المختلفة التي تقيمها.
وتقدم الحاضنة للمحتضن مقراً مجهزاً بالتجهيزات التقنية والمكتبية، ويتشارك المحتضنون باستخدام الموارد المشتركة الموجودة في الحاضنة (سكرتارية، تصوير، قاعات ومحاضرات واجتماعات).
ويوفر وجود المحتضنين في الحاضنة جواً مثالياً للعمل، حيث تتعاون الشركات المحتضنة فيما بينها في بيئة علمية راقية تضمن جودة أدائها واستمرار تطورها.
وتتقاضى الحاضنة من المحتضنين مبالغ رمزية على شكل بدل خدمات لضمان جدية عملهم والتزامهم ولوضع المحتضن بطريقة مبسطة، في صورة التكاليف اليومية التي سوف تترتب عليه عند تخرجه من الحاضنة.
كما تعمل الحاضنة على تسهيل وصول المحتضنين إلى بعض مصادر التمويل الصغير التي تمنح قروضاً صغيرة لرواد الأعمال أو غيرها من مؤسسات التمويل التي تعمل الحاضنة على إنشاء شراكات معها.
تؤمن فرص الاتصال بمصادر التمويل
ويتمتع المحتضنون بدعم الحاضنة، ومن ورائها الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، من حيث الحصول على الخبرات العلمية والتسهيلات المختلفة للوصول إلى مراكز الأبحاث العلمية أو مخابر الجامعة المختلفة طلباً للاستشارات العلمية والتقنية، كما توفر الحاضنة للمحتضنين عن طريق الفعاليات التي تقام دورياً في الجمعية والتي تشارك في الحاضنة مشاركة فاعلة، فرص اللقاء بأصحاب الشركات الكبيرة للاستفادة من خبراتهم ودعمهم ورعايتهم، وكذلك فرص الاتصال برؤوس الأموال المغامرة ومصادر التمويل المختلفة التي تهتم بتمويل المشاريع الصغيرة.
وتقول المهندسة شعبان: عند استعداد المحتضن للخروج من الحاضنة بعد انتهاء مدة احتضانه يتم تقييم جاهزية الشركة المحتضنة للخروج من الحاضنة، وتعمل الحاضنة على تزويدها بالإرشادات والتوجيهات اللازمة قبل تخرجها.
وتعمل الحاضنة على استقطاب المحتضنين المتخرجين للبقاء على صلة بها عن طريق مشاركتهم في نشاطاتها واستفادتهم من الاستشارات والتدريب الذي قد يحتاجونه حتى بعد التخرج.
كما تشجع الحاضنة الشركات المتخرجة على الانتساب إلى منتدى صناعة البرمجيات ولجنة الشركات في الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية للاستفادة من النشاطات التي يقومان بها.
مسابقة المشاريع الجامعية المتميزة
وأخيراً تقول المهندسة ريما شعبان إن الترويج للحاضنة يتم ضمن الكليات، عن طريق مسابقة المشاريع الجامعية المتميزة، وهدفنا هو تعريف الشباب على الحاضنة وتشجيعهم للتفكير بمشاريع تخرج لها باستخدام عملي في السوق.
ولنا طريقة تقييم مختلفة عن الجامعات، فالمشروع يجب أن يكون تطبيقياً، له منتج قابل للتحول إلى عمل استثماري لسد الحاجة في المجتمع ويدر الربح لصاحبه في المستقبل.
أما عن جوائز المسابقة فجائزة أحسن مشروع ربع مليون ليرة سورية، وثاني مشروع 200 ألف ليرة سورية، وثالث مشروع 150 ألف ليرة سورية.
أما عن نشاط برنامج «ابدأ» فهو عبارة عن مسابقة لاختيار بعض المشاريع التي تعمل ضمن الحاضنة، وبرنامج «ابدأ» هو أحد البرامج ضمن اتفاقية التعاون بين الجمعية المعلوماتية ومؤسسة «محمد بن راشد آل مكتوم» وهذه الاتفاقية تشمل عدداً من النشاطات لدعم ريادة الأعمال في سورية.
الحاضنة تتعاون مع جهات دولية
وأكدت شعبان أن الحاضنة تتعاون مع جهات دولية في مجال عمل الحاضنات حيث انتسبت إلى الجمعية العالمية للرحاب العلمية ومقرها إسبانيا، وتهدف الحاضنة من وجودها ضمن هذه المنطقة إلى الاستفادة من الخبرات العالمية للحاضنات وتطبيق أحدى التقنيات التي يجري تطويرها في هذه المنظمات، وتعتبر الحاضنة من الأعضاء المؤسسين لشبكة حاضنات الشرق الأوسط وشمال افريقيا التي أنشئت بمبادرة من برنامج info Dev، وهو أحد برامج البنك الدولي لدعم إنشاء حاضنات أعمال في الدول النامية.
وتشارك الحاضنة في نشاطات واجتماعات هذه الشبكة بصورة فعالة كما تشارك في معظم برامجها ونشاطاتها، كما تعمل على تبادل الخبرات مع مديري الحاضنات الأعضاء في الشبكة.
الإطلاع على التجربة الإيرانية
وأقامت الحاضنة اتفاقية تعاون مع الرحبة العلمية والتقنية في أصفهان، واطلعت على التجربة الإيرانية المتطورة في مجال الحاضنات والحدائق العلمية.
وتعاون مع كافة الجهات
أما محلياً فتتعاون الحاضنة مع كافة الجهات العامة والخاصة التي يمكن أن تقدم لها الدعم العلمي أو الخبرات التقنية، كما تتصل بالجمعيات الأهلية التي تحمل أهداف توفير الفرص الجديدة للشباب في مجالات ريادة الأعمال حيث وقعت اتفاقية للتعاون مع جامعة دمشق التي تحتضن الحاضنة وتدعم العديد من نشاطاتها، كما وقعت اتفاقية تعاون مع مركز الأعمال والمؤسسات السورية التي تساهم في دعم الحاضنة بالخبراء والمستشارين في مجال الأعمال.
وأخيراً تتعاون الحاضنة مع مؤسسة بداية التي تقدم تمويلاً صغيراً بشكل قروض ميسرة للمتحضنين من رواد الأعمال.