وهذا ما حققه كل من مخيمي المواهب الأدبية والمهارات القيادية اللذين أقامتهما منظمة الشبيبة في طرطوس، حيث تنافس المشاركون على تقديم انتاجاتهم والتدريب على مهارات الادارة، يقول المشارك إبراهيم رستم: ازدادت ثقتي بنفسي وعشت تجربة جميلة هي تجربة التعايش مع أصدقاء جدد، فيما يقول المشارك محمد الشمالي : ازدادت مهاراتي في السيطرة والتحكم في المواقف التي قد تواجهني .
صقل للمواهب وتنمية للمهارات
وعن المخيم وأهدافه تحدثنا ميرفت عثمان رئيسة مكتب الثقافة والإعداد فتقول: تأتي هذه المخيمات كمفردة أساسية في خطة مكتب الثقافة والإعداد بهدف صقل مواهب الشباب الأدبية وتنمية مهاراتهم القيادية للأخذ بيدهم للوصول إلى مستوى أفضل لرفد الحركة الثقافية والمؤسسات المختلفة في الجانب الإداري والقيادي سواء داخل المنظمة أم خارجها ولا يمكن أن نلغي الدور الاجتماعي الذي يتحقق من خلال تعارف الشباب على بعضهم البعض وعلى مناطقهم المختلفة التي أتوا منها، وما المشاعر الدافئة والحميمة التي نلاحظها في نهاية المخيم عند المغادرة إلا دليل قاطع على الانسجام الكبير الرفاقي والاجتماعي الذي تم من خلال هذا المخيم، و لهذا العام تم العمل على اختيار المحاضرين الأكفاء الذين اعتمدوا أسلوب الحوار ما زاد المخزون الفكري عند المشاركين ونلفت إلى أن البرنامج الخاص بالمهارات والذي أعد من قبل الفريق التدريبي كان برنامجاً هادفاً وأدى الغرض ولاسيما أن نوعية المشاركين تم، اختيارها بشكل جيد كما تم التركيز على مسألة اللغة سواء العربية أم اللغات الحية كالانكليزية من خلال جلسات ومحاضرات تطبيقية متعددة عملاً بتوجيهات السيد الرئيس بشار الأسد.
المعارف والمعلومات
وعن الاهتمام بالمواهب الشابة تحدث غسان ونوس عضو فرع اتحاد الكتاب العرب بطرطوس فقال: لابد من موهبة الشاب أو الفتاة لكنها لا تكفي بل تحتاج إلى إغناء وتحفيز بالخبرات والمعارف والمعلومات والتجارب التي لا تتعلق بصاحب الموهبة وحده بل يمكن أن تخص المحيط والجنس البشري ولا يعني تميز المبدع أن يظهر الكثير من المظاهر غير المألوفة بل إن اهتمامه بجوهر القضايا وعمق الأشياء يجعل منه كائناً مشغولاً يهم الإنسان العام، وبالتالي يكون نتاجه الإبداعي هو الذي يعبر عن ذاته المبدعة.
أما عن أهمية اللغة العربية ونتاجات الشباب فكانت مشاركة حيان نوح مدرس لغة عربية من خلال حواره مع المشاركين حول أهم القضايا التي يتناولونها في نتاجاتهم الأدبية حيث قدم الشباب مشاركات شعرية ونثرية حول قضايا مثل حصار غزة و الشهادة مبدأ الحق، وجرى النقاش حول اللغة العربية الفصحى والعامية والفرق بينهما، وعلق نوح بالقول: إن هذه الأنشطة توجه الجيل نحو قضاياه المصيرية اجتماعيا وسياسياً وتنمي الوعي بالمحيط ولابد أن تكون أكثر ميدانية وأوسع مشاركة . وعن أهمية القراءة للشاب قال صالح سلمان: ما أنصح به المشاركين في هذا المخيم كونهم مواهب شابة وأقلام واعدة القراءة والاطلاع على التجارب الأدبية والعمل على إغناء قاموسهم اللغوي والكتابة باستمرار ولو اتلفوا فيما بعد ما يكتبونه لأن الكتابة تمرنهم وتدربهم على المتابعة والاستمرار في إغناء تجربتهم .
مهارات قيادية
وعلى التوازي كانت التدريبات في مخيم تنمية المهارات القيادية وقد قال المدربان باسل حسن وناديا يوسف: عملنا خلال الدورة على تنفيذ وتقديم برامج مهمة للشباب في مجال تعاملهم مع بعضهم البعض بحكم التقارب في السن والذي يجعل من تقبل الشباب لأفكار بعضهم البعض أكثر استجابة وبنفس الوقت عملنا على تنفيذ مجموعة من المهارات التي من شأنها تنمية القدرات لدى المشاركين من خلال قيامهم بقيادة وإدارة جلسات الحوار ومن خلال جلسات المهارات القيادية بمختلف مواضيعها وأهدافها.
حل الأزمات
وعن التمرينات التي تدرب عليها المشاركون يقول علاء علي: لقد شاركت في مخيمات أخرى مع المنظمة لكنها المشاركة الأولى في مخيم تنمية المهارات القيادية، وميزته أنه موجه بشكل خاص للشباب في مرحلة تنظيم الأحياء، فهو يعمل على تنمية المهارات القيادية لدينا ككوادر من خلال مجموعة من المحاضرات والمهارات العلمية في مجال التعامل والتفاعل مع الشباب والتي تهدف إلى تنمية روح الجماعة وحل الأزمات وإدارة الموارد البشرية، وبرأيي إن هذا المخيم فرصة لتواصل وتحقيق الفائدة بيننا كشباب.
وتضيف رهام حسن: مشاركتنا برغبة شخصية منا فأنا كشابة أبحث دائماً عن أي نشاط يجمعنا كأدباء شباب لتبادل الخبرة والاطلاع على نتاجات بعضنا البعض ومن خلالها تقوى شخصيتنا وتدعم بالمعلومات والثقافة.
ويضيف قيس عبد القادر: من خلال مشاركتي في دورة تنمية المهارات القيادية وبالمقارنة مع المخيمات والدورات السابقة لاحظت تطوراً في أساليب العمل في هذه الدورة، حيث شكلت المهارات القيادية جزءاً مهماً في البرنامج التنفيذي للدورة بالإضافة إلى الجانب الفكري والثقافي والأنشطة الموازية والمرافقة .