هذا رأي صريح،
وواضح لأحد الشباب المشاركين في جلسات التشاور معهم ولأجلهم وذلك للحصول على صورة شاملة عن احتياجاتهم وتطلعاتهم كي تنعكس على أي خطة مستقبلية.
كما جاء في التقرير السنوي الثالث حول واقع الشباب وأهم احتياجاتهم الصادر عن مركز الدراسات والبحوث الشبابية في منظمة اتحاد شبيبة الثورة أن 62.8٪ من الشباب يشعرون بالقلق من عدم كفاية دخل الأسرة وتزيد نسبة الشباب الذين ينتابهم قلق دائم من هذه المشكلة بمقدار (16.2) نقطة مئوية عن نسبة الذين ينتابهم أحياناً مثل هذا القلق، كما كانت نسبة الذين يشعرون بهذه المشكلة أعلى عند الذكور من مستواها عند الإناث.
وجميع ورشات العمل التي تقدم في الورشات والدراسات والأبحاث تؤكد أن تدني دخل الأسرة من أهم مشكلات الشباب وهي السبب في التسرب، والعمالة والتشرد.
ويبين د. توفيق داوود من جامعة دمشق أن تدني دخل الأسرة يحتل المرتبة الأولى ومن ثم ضيق المسكن والخلافات المستمرة بين الوالدين والتفرقة بين الإخوة وانشغال الآباء والأمهات بمشكلاتهم الشخصية ورأى داوود في ورشة عمل تقدم بها في إحدى ورشات العمل حول واقع الشباب أنه لابد من العمل على تحسين عملية التنشئة الاجتماعية وتمتين الروابط داخل الأسرة ومشاركة الأبناء في صنع القرار وتحمل المسؤولية.
ويعتبر التسرب نتيجة لتدني دخل الأسرة حيث يعجز الأهل عن دفع تكاليف القرطاسية واللباس الموحد والمواصلات (في الريف)، تقول إحدى الفتيات:
اعتدنا أن ننتقل باستمرار من منزلنا بسبب حالتنا المادية المتواضعة وقد أثر ذلك على دراستي وحياتي.
ويضيف زميل لها: لو وفر الأهل والمدرسة الجو المناسب للدراسة وغرفة خاصة لما استدعى الأمر التسرب أصلاً.
وبالإضافة إلى المستلزمات المدرسية يأتي هم آخر وعبء مالي يفرض نفسه بقوة على الآباء وهو مصروف الجيب وهو في أغلب الأحيان لايعجب الشاب مقارنة مع أقرانه في مجتمع أصبح الاستهلاك المرضي من أهم صفاته، حيث ينفق الشباب مصروفهم على سلع كمالية وبأسلوب التباهي وحب الظهور أمام الآخرين ويعد هذا مرضاً اجتماعياً واقتصادياً لمخاطره وآثاره. وتدين د. سلوى مرتضى وسائل الإعلام والرعاية التجارية فهي المتهم الأول في تكريس ثقافة الاستهلاك الخاطئة بدلاً من تعليم أبنائنا مهارات الاستهلاك وتعني حسن التدريب والتعامل مع المال كضرورة لكل إنسان كي يكون ناجحاً، ومهارة التعامل كما تقول الدكتورة سلوى تراكمية وتحتاج لتدريب مبكر لاكتسابها ومن هنا تقع المسؤولية على الأهل لتدريب الأطفال منذ نعومة أظفارهم على تلك المهارة.
وأبداً لايقصد د. توفيق داوود في قوله يجب مشاركة الأبناء في صنع القرار وتحمل المسؤولية، زجهم في سوق العمل وإجبارهم على ترك مدرستهم لإضافة دخل جديد للأسرة على مبدأ «روح تعلملك صنعة».
يقول أحد الشباب: إن تدهور الأحوال المادية اضطرني ليس فقط لترك المدرسة بل لأن أعمل فاضطررت لأن أبيع الدخان في الشوارع ولم أشعر بسوء اختيار مهنتي إلا بعد مرور فترة طويلة.
وقسم كبير من الشباب يرغبون بالعمل من أجل تلبية احتياجات شخصية مثل شراء جهاز خليوي - سجائر - أو الخروج مع الأصدقاء (الشلة) تحت ستار تغطية نفقات وتكاليف الحياة المتزايدة مع أهلهم ومشاركتهم المسؤولية.
توصيات
ويؤكد قلق الأبناء من تدني دخل الأهل التوصيات التي خرجوا بها بعد التشاور والنقاش من أهمها:
- التشجيع على تنظيم الأسرة.
- زيادة الرواتب حيثما أمكن.
- تعيين الموظفين وفقاً لكفاءاتهم لالعلاقاتهم
- تعليم الناس كيف يديرون مواردهم المالية المحدودة بشكل أفضل
- فرض عقوبات على الأهل الذين يتركون أولادهم يتسربون من المدارس.
- تخفيض أسعار الموارد.
- وضع قوانين عمل جديدة لتحسين ظروف العمل، وخصوصاً بالنسبة للمتسربين من التعليم والنساء والمعوقين.
- تقديم المنح الدراسية للطلاب ذوي الامكانيات المالية المتواضعة .
- إقامة جمعيات سكنية للشباب.
- تخفيض مدة خدمة العلم.
بدوري أقول: تدني دخل الأسرة سبب للكثير من المشكلات (التسرب - العمالة - التشرد...) ولكن عندما يتحدى الشاب والتحدي صفة من صفاته يستطيع أن يقهر الفقر، والشخصية المصقولة بالمعاناة والتجارب المؤلمة هي الشخصية الناجحة في الحياة
وجو العطف والحنان والحب داخل الأسرة كفيلة بصنع التفوق والنجاح على الرغم من كل التحديات المادية التي يمكن أن تعوق طريق الأسرة.