فكيف تناول أعلامنا العمل التطوعي؟ وهل كان محفزاً ويكرس للفكرة التطوعية كاتجاه راسخ في حياتهم، أم أنه يقدم الكثير لكن ليس ماهو مطلوب..؟
هذه الأسئلة توجهنا بها إلى شباب وناشطين متطوعين وإعلاميين وكانت البداية مع الشاب /عبد الكريم السعدي/ فقال: إلى حد ماوجدت أن الإعلام يقدم مايكرس فكرة التطوع، فأنا أعيش في وسط شبابي وألاحظ تطور تلك القضايا عند أبناء جيلي عن السابق، إن انتسبنا إلى جمعيات أو لم ننتسب حيث نقدم إما خبراتنا أو على شكل قيمة مادية أو أعمال تعود بالفائدة على الشأن العام، فلدينا جميعنا هذه الرغبة وقد شهدنا أن التقبل لفكرة التطوع والمساهمة في أعمال متنوعة قد تحسنت عن السابق وازداد عدد الناس الذي يعملون بها إن كان في المجال الاجتماعي أم البيئي، والصحي وغيره وأعتقد أن للإعلام يد طولى فيه.
مثلاً هناك برنامج (أيادي بيضاء) يعرض حالات إنسانية صعبة ومؤثرة وكل ذلك من شأنه شد الناس إلى فكرة التطوع والإحساس بالغير، أيضاً تلفزيون الدنيا وجدت فيه الاهتمام عبر فواصل اجتماعية عديدة وعرضه لحالات إنسانية أيضاً وغيرها من المحطات العربية أيضاً كلها تقدم ما يخص على ثقافة التطوع لكن بصراحة لاأعلم إن كان هذا هو المطلوب لأني أراها على شكل برامج متفرقة وليست وفق ماهو مدروس.
أما الشاب أسامة عبد الكريم قال: لم تقدم وسائل الإعلام مايشجع العمل التطوعي بالشكل الصحيح والأسلوب الصحيح إلا بعض الومضات التي لاتذكر رغم أن الإعلام أصبح شريكاً حقيقياً بكل تفاصيل حياتنا كما أن المشهد العام لحياتنا، يقول: إن جميع الناس نتيجة ظروفهم باتوا يلهثون وراء المادة وإن غابت تلك المنفعة لايعملون شيئاً.
أما السيدة سهير أومري كاتبة في مجموعة التميز الإعلامي ومتطوعة ناشطة في جميعات كثيرة قالت: الإعلام بأنواعه مقصر في هذا السياق وخصوصاً أنه يمكنه تعزيز الفكرة بكل جدارة لخدمة المجتمع وبصراحة لانرى الاهتمام الإعلامي بهذا الجانب إلا عندما تتواجد مناسبة ما، كأن تحصل التغطية الإعلامية لزيارة دور العجزة بمناسبة عيد الأم أو يهتمون بحملات تشجير تطوعية بمناسبة عيد الشجرة وهكذا تغيب المشاريع الإعلامية ذات الخطط المدروسة كما تغيب الخدمة الإعلامية المطلوب مثلاً من الممكن أن تكون هناك خطة ما لهذا العام تكرس ثقافة النظافة تطوعاً والسنة القادمة التشجير تطوعاً ويكون لكل سنة عنوان تستثمر فيها كافة الأساليب والوسائل الإعلامية لخدمة ذاك الهدف ، ومايحصل أنه إن نال يوم مكافحة التدخين حصته من الإعلان والمحاربة الكافية إعلامياً يكون ذلك على حساب يوم السل مثلاً لأن لجميع المناسبات نسبة محددة لايمكن تجاوزها وهذا كله شئنا أم أبينا يؤشر إلى التقصير المطلق، ومن وجهة نظري يجب التركيز على الحملات الإعلامية التي تتعاون مع فعاليات اقتصادية ترعاها وتعلن عن نفسها فما المانع هنا من هذا التعاون الذي يعزز الحالة التنموية من جهة مع الحالة الاجتماعية والاقتصادية من جهة أخرى.
وبالنسبة إلي أشارك أحياناً في جميعات متعددة حتى لا أنقطع عن العمل التطوعي الذي أصبح متداولاً أكثر من السابق بين الناس، وأريد أن ألفت النظر هنا بأنه في بعض المدارس الأجنبية تشجع الشباب باعطائهم الامتيازات الدراسية عندما يقومون بأعمال تطوعية وهذا تحفيز لهم، ولابد من الإشارة هنا إلى أن أهمية العمل التطوعي لاتتوقف عند الإنجاز له بل يملك العديد من الفوائد التربوية والاجتماعية وأولها أنها ترشد طاقاتهم بشكل تمنح الشباب الكثير من المعطيات الإيجابية لشخصياتهم وسلوكياتهم وتعطيهم أبعاداً إنسانية تتجسد بالإحساس بالغير سلوكاً ومشاعر، لذلك يجب أن يتكرس الفكرالتطوعي عند الشباب عبر كافة وسائل الإعلام ، ولدي اقتراح هنا: فمالمانع أن يتحول مايتطوعه البعض من أموال للبر والإحسان لصناعة فيلم مدته لو /40د/ يعزز ثقافة العمل الطوعي أو فواصل موبايل تحمل التشجيع لها وهذا يعني أننا نكسب أجيالاً إلى الأمام بتوعيته جدياً في هذا الإطار.
أما الأستاذ محمد النجم أمين تحرير جريدة المسيرة قال: نعمل كوسائل إعلامية ضمن خطة إعلامية من شأنها التكريس والتعزيز لقناعات الشباب في هذا الإطار وتتم تغطية الأنشطة التطوعية والأعمال الميدانية إضافة إلى دورات التوعية حولها ولابد من التأكيد أن المنظمة تتعاون مع منظمات الهلال والجمعيات الأخرى لخلق نوع من التعاون الفعال يكون الشباب عماده لربطه بمجتمعه بالشكل الصحيح ومن جهة ثانية فإن مفهوم العمل التطوعي هو من صلب الخطط الأساسية التي تهتم بالشباب، إذ تسير وفق ثلاثة اتجاهات أولها تدريبي وإقامة دورات تختص بالعمل التطوعي حيث يتم التأهيل لآلاف الشباب إضافة إلى الجانب التثقيفي والحملات التطوعية للعمل في الحقول والغابات لربط الشباب بالبيئة مضافاً إلى حملات تطوعية وتوعية حول الأحداث الساخنة وكلها رافقتها المجلة وغطت أنشطتها كي يوازي العمل التثقيفي الميداني حيث تمكن الشباب عن القيام بكثير من الأعمال التطوعية وقد شاركوا في حملة للحد من مشكلة الورق عبر جمع آلاف الأطنان فها ونقلها كما شاركوا في نقل كوارث سد زيزون والأتربة والمخلفات ثم تنظيف الساحل السوري من بقعة النفط بعد حرب تموز، وهكذا كان الدور الإعلامي ملازماً لكل تلك الأنشطة ومشجعاً لها أولاً بالتوعية حولها وأهمية تكريسها وثانياً تغطية الأنشطة التطوعية ويمكنني القول: إنه لايمر عدد من أعداد الجريدة تقريباً إلا ويقدم شيئاً يخص العمل التطوعي لأهميته على أصعدة واسعة فكرياً واجتماعياً وسلوكياً بالنسبة للشباب.