تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


موفق دعبول عضو لجنة تمكين اللغة العربية محاضراً:لغتنـــــا مرنـــــــة وعصريــــــة

ثقافة
الخميس 10-9-2009م
هناء الدويري

ليس جديداً القول إن اللغة هي الوعاء الحاضن لكل أعمالنا، وكلما أتقنا التعامل معها ومن خلالها لابد أن تضمن إتقان العمل الذي ننتجه، وهي قاعدة تصلح للتعاطي معها على مختلف مستويات العمل. وإذا كان لزاماً علينا فهم تفاصيل جزئية في تقنية العمل الموكل إلينا فإنه من باب أولى أن نستوعب حتى تلك التفاصيل التي تترك عادة للاختصاصيين في اللغة.

ومع انطلاق حملة تمكين اللغة العربية والاهتمام الرسمي بها والذي توج بتشكيل لجنة تمكين اللغة العربية، نجد أن الباب مفتوح على مصراعيه لتوظيف طاقات مهمة وقادرة على النهوض بواقع اللغة العربية.‏

ولاننكر أن زمناً ليس بالقصير مر، وتطورات ومتغيرات دفعت باللغة العربية إلى درجات إهمال باتت تشكل اليوم عبئاً حقيقياً وواقعياً لابد من التعاطي معه والنهوض به كي يتوافق مع مكانة هذه اللغة أسوة بشعوب العالم التي تخصص للغة ركناً مهماً وجوهرياً في اهتماماتها وأعمالها.‏

من هذا المنظور نجد أن المسألة لم تعد فقط آلية عمل واهتمام بقدر ما هي خطوات تنفيذية على أرض الواقع، تتضافر من خلالها الجهود للارتقاء بهذه اللغة ومفردات استخدامها في الإطار العلمي بدءاً من الكتب والمراسلات وليس انتهاء بكل مايمكن للعين أن تبصره سواء في العمل أم في الشارع أو في الوسائل الإعلامية.‏

وحين نصل إلى آليات محددة وواضحة عبرتضافر تلك الجهود، يمكن لنا أن نتخيل حجم الإنجاز الذي حققناه على المستويات المختلفة بما يخلق ثقافة اهتمام تكون عوناً لنا في الأيام القادمة.‏

وهنا أبدت محافظة دمشق الاستعداد الفعلي لوضع كافة الجهود الممكنة ليجد هذا التوجه ترجمته العملية على أرض الواقع، وبدأت العمل وفق التوجهات والآليات التي يمكن أن تحقق مانطمح إليه جميعاً.‏

وقد توجت لجنة تمكين اللغة العربية أعمالها بمحاضرة في محافظة دمشق في قاعة الشهيد باسل الأسد عرض خلالها الدكتور(موفق دعبول) عضو لجنة تمكين اللغة العربية لجملة من التساؤلات والتحديات التي تواجه اللغة العربية، وأجاب عن بعضها وترك الإجابات الأخرى للدكتور سهيل الملاذي عضو لجنة تمكين اللغة العربية أيضا،ً وبدأ الدكتور دعبول بالحديث عن روعة وجمال اللغة العربية ومدى صلاحيتها لتكون لغة العصر وقدرتها على التعبير عن مشاعر الإنسان أكثر من أي لغة أخرى.‏

كما قدم عرضاً موجزاً عن مفهوم اللغة ومدى مطابقة الفكرة للكلمة الملفوظة، وضرورة الاهتمام باللغة العربية أكثر من أي وقت آخر حيث درج في الوقت الحالي تقليد البعض للغرب في ثقافتهم وقيمهم والتحدث بلغتهم مايعني التخلي عن ثقافتنا ولغتنا وقيمنا وذلك نتيجة تفوق الغرب حضارياً وتراجعنا عن الركب الحضاري وذلك لاعتقاد البعض إنهم يجارون الحضارة بذلك، علماً أن اللغة العربية كانت اللغة الأم المنتصرة، لغة الحضارة حيث كان الغرب وخاصة الإيطاليين ينطقون باللغة العربية،كما أشار الدكتور عن تخلي البعض عن اللغة العربية في مراسلاتهم التي تكون بالأجنبية والفواتير مابين الشركات وكشوفات الحساب وتسمية المحال التجارية والمطاعم بأسماء أجنبية، كما أشاد بموقف السيد الرئيس بشار الأسد حيث لاحظ هذه الناحية بقوة وعمق وأعد مشروعاً في مؤتمر القمة «دمشق» لتمكين اللغة العربية لولوج عالم المعرفة وقدمه وحظي هذا المشروع بموافقة الرؤساء،ثم بعد ذلك في مؤتمر وزراء الثقافة، وبعدها أقيم المشروع في الكويت وأصبح من مشاريع الجامعة العربية وتشكلت لجان تابعة لهذا المشروع في كل بلد عربي.‏

ذلك لإدراك السيد الرئيس أن وجودنا وكياننا وشخصيتنا ترتبط ارتباطاً وثيقاً بقدرتنا وإتقاننا للغة العربية وشكل لجنة رئاسية أوكل إليها هذا الموضوع وعمرها ثلاث سنوات تتابع بجد ونشاط القضايا التي تتعلق بتمكين اللغة العربية.‏

كما أن سورية هي الدولة العربية الوحيدة التي أصرت على أن يكون التعليم العالي فيها باللغة العربية، فعمر جامعة دمشق يزيد عن 90 عاماً وهي تصر على أن تكون العربية هي لغة التعليم فيها.‏

كما توجد دراسات تشير إلى أن التعليم باللغة الأم هوالأفضل والأجدى اقتصادياً، حيث جاء في اليونسكو توصية لكل العالم ليكون التعليم في كل بلد باللغة الأم، وهي توصية واضحة وقائمة على معطيات مهمة جداً وسورية أدركت هذا الموضوع وتصر على ذلك، وهناك قرارات كثيرة أخذت في بلدان عربية تصرعلى استعمال اللغة العربية بجميع مراحلها.‏

حيث بدأ حماة اللغة العربية حقيقة بيقظة حديثة طبيعية ومهمتنا هي أن نسرع الموضوع، لنأخذ دورنا في الركب الحضاري وهذه هي مصلحة الإنسان العربي في كل مكان.‏

فإن المشكلة ليست مشكلة لغة أو لوحات تجارية بل مشكلة الإنسان بحد ذاته، مشكلة هروبه وعدم قدرته وفهمه أنه سيترك هذا البلد بحالة رديئة جداً لأبنائه ولأجيال بعده، وهي مسؤولية حضارية ومهمة لابد وأن نشعر بهاجميعاً.‏

فالحضارات تتغير بشكل بطيء ويجب أن نسير معاً على التوازي في سبل أخرى حسب قول الدكتور سهيل الملاذي، حيث بيّن أن هذه مهمة لجنة تمكين اللغة العربية التي قامت وتواصلت مع جميع وزارات الدولة وأهمها وزارة التربية، ذلك لأن إعداد الطفل منذ الصغر إعداداً صحيحاً سليماً يجعله قادراً على تطوير أمته والارتقاء بها وبعد ذلك في مراحل مختلفة لهذايجب أن تكون لغته منذ البداية لغة صحيحة، وفعلاً أصبح الاهتمام كبيراً حتى في فترة الحضانة.‏

إضافة للاهتمام بمجالات أخرى كالإعلام والبيئة والإدارة المحلية والاقتصاد والثقافة وهذه الوزارات تتواصل معها لجنة تمكين اللغة العربية لتؤدي غرضها بشكل مستمر.‏

إن اللغة تمكنت في الماضي والحاضر من استيعاب جميع العلوم والمكتشفات ومصطلحات الفلسفة وكانت أصلاً لغة جميلة بحق، وكانت الحضارة العربية بما فيها من مكتشفات تتواصل مع الحضارات الأخرى وبدأت بالتعريب وترجمة الكتب العلمية الأخرى بأنواعها ولم يكن هناك أي صعوبة في ذلك، فقد تمكنت اللغة العربية من التعبير عنها كاملاً واستوعبتها بما تملكه من خصائص جعلتها قابلة للتطور والنمو واستيعاب كل جديد.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية