تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


زهرة النيل..آفة حقلية خطيرة تقلق فلاحي «الغاب»

مراسلون
الخميس 10-9-2009م
نصر الصطيف

انتشرت في مواقع عدة من سهل الغاب مهددة الثروة المائية والنباتية ومخلفة مشكلات بيئية واقتصادية، وتنمو بشكل جذاب ومميز، الخبراء والمختصون أجمعوا أنها آفة خطيرة واستئصالها وإزالتها أمر واجب وملح. فمن تبخير للمياه إلى قتل للحياة المائية إلى تلويث للبيئة.

مشكلات تهدد سهل الغاب وفلاحيه الذين عانوا ومازالوا يعانون من نقص من مياه الري، إنها زهرة النيل «الايكورنيا» التي انتشرت في مواقع عدة من سهل الغاب، فأقلقت الفلاحين وقاسمت الحقول في مياه الري ولم يمض على وجودها في المنطقة أكثر من أربع سنوات‏

في البداية ظنها الفلاحون نبتة زينة، ولكن سرعان ما تكاثرت بشكل مرعب في المصارف الحقلية بالقرب من قرى التويني والشريعة والجماسة وقلعة المضيق والحويرة... الخ والموطن الأصلي لهذه العشبة هو البرازيل ومنها انتشرت إلى عدة دول من دول العالم كنبات زينة في برك الماء وفي الحدائق المنزلية ثم انتقلت بسبب الفيضانات أو الانسان وبطرق مختلفة إلى الأنهار والمسطحات المائية في عدد من دول العالم وكونت حصائر كثيفة من هذه النباتات العائمة والمتشابكة، ما أثر على حركة الجريان وسد القنوات والمصارف ومن أهم مخاطرها أنها تؤثر على نوعية المياه وتقلل محتواها من الأوكسجين ما يؤدي إلى نفوق الأسماك ،كما تزيد من نسبة التبخر المائي من /2إلى 13.5/ضعفاً من معدلات التبخر الطبيعية حيث تصل إلى/الليتر/ لكل نبتة، وتؤثر على منشآت الجسور، والعبارات وتعوق جريان الماء ما يسبب غرق الأراضي شتاء، وتحجب ضوء الشمس عن الأحياء المائية وتسبب خللاً في النظام البيئي والغذائي وتعوق عملية الري، وبذورها يمكن أن تبقى حية من /5/ إلى /7/ سنوات وتعيش في درجة حرارة تتراوح ما بين /4-40/ درجة مئوية ويمكن للنبتة الواحدة أن تعطي 1200 نبتة.‏

وتؤكد بعض المصادر أن تلك العشبة أتت من مصر تحت عنوان براق وهو البحث العلمي في بداية عام 2005 رغم تطبيق قانون الحجر الصحي النباتي الذي يمنع ادخال مثل هذه النباتات كونها تعد عدواً للبيئة وانتشارها يؤدي إلى خسارات وطنية هائلة، حيث ثبت أنها تسربت من أحد المخابر الجامعية ومؤخراً قامت وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي والهيئة العامة للتقانة الحيوية وجامعتادمشق وتشرين بتشكيل لجنة لوضع خطة لمكافحة هذه النبتة أو بالأصح الآفة.‏

وأقرت اللجنة مجموعة من القرارات أهمها: أن هذه الآفة النباتية موجودة في مواقع محددة. وأن أي جهد يبذل وأي نفقات تصرف على حملة استئصال شاملة، أقل بكثير من نفقات مكافحتها فيما إذا تركت لتستوطن وتنتشر وتحتاج بالتالي إلى برنامج مكافحة مستمرة، لذلك تحدد المدة الزمنية لحملة الاستئصال بسنتين/2009-2010// ويتم وضع خطة تفصيلية للمناطق الموبوءة تحدث باستمرار، وتقوم الهيئة بالتجريف السطحي للقنوات والأنهار الموبوءة وتصميم أوعية مناسبة للبواكر التي ستقوم بعملية التجريف. بحيث تكون عريضة من /1-1.5/م مع عوارض شبك معدني لالتقاط أكبر كمية من النبات على سطح الماء وجمع النباتات الفردية المتبقية بعد التجريف الآلي بواسطة أدوات يدوية ذات عصا طويلة تصنع لهذا الغرض وتركيب حواجز شبكية في المصبات والمصارف لمنع وصول النبتة إلى المناطق السليمة والمراقبة الدقيقة والسليمة للمسطحات المائية واستخدام مبيدات الأعشاب في موسم النمو الخضري لاضعاف الآفة.‏

ومن خلال زيارتنا للفلاحين في قرى التويني وقلعة المضيق والحويز والجماسة لمسنا مخاوف كبيرة وواضحة لدى الفلاحين في منطقة الغاب، فهم المتضررون أولاً وأخيراً، فالنبتة غطت مساحات واسعة من المصارف المائية وقنوات الري المتاخمة لحقولهم فقالوا: النبتة موجودة منذ أكثر من عامين وهذا العام زاد انتشارها وبدت أضرارها بوضوح فأثرت سلباً على المحاصيل نتيجة إغلاقها للمصارف والقنوات وتبخيرها للمياه ما أدى إلى صعوبة في ري المحاصيل وبالتالي انعكس سلباً على الوضع المعيشي ودخل الأسرة.‏

والهيئة باشرت بتنفيذ البنود الواردة في خطة وزارة الزراعة لمكافحة واستئصال الآفة حيث باشرت الحملة عملها اعتباراً من آواخر شهر آذار وقامت بمسح شامل للأقنية والمصارف وتبين أن العشبة منتشرة بمساحة حوالي /24560/م في المناطق المذكورة وتم تعزيل مساحة /239000/م من المساحة المصابة ولاتزال عملية المكافحة مستمرة ونحن نتمنى أن تتكافل وتتضامن جميع الجهود من أجل القضاء على هذه الآفة قبل استفحالها وبالسرعة المطلوبة لأن وجودها قد ينتشر ليعم مناطق أوسع وأشمل فتصبح آفة الفلاحين والعصركما أن تفعيل قوانين الحجر النباتي كفيل بمنع تكرار مثل هذه الحالات، اضافة إلى أن توعية الفلاح ومساهمته في المكافحة يخفف من الأضرار و يسرع من عملية إزالتها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية