تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المعلم يترأس اجتماع وزراء الخارجية العرب: فرص السلام لا تكون بخطوات تطبيعية مقابل وقف الاستيطان

القاهرة
سانا
الصفحة الأولى
الخميس 10-9-2009م
بدأت في مقر الجامعة العربية في القاهرة مساء أمس اعمال الدورة العادية 132 لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري برئاسة السيد وليد المعلم وزير الخارجية وبحضور وزراء الخارجية العرب والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ووزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو.

وألقى الوزير المعلم كلمة في الجلسة الافتتاحية قال فيها ان هذه الدورة تنعقد والاوضاع العربية ليست كما نريد وليست كما تريدها الأمة العربية في كافة ارجائها فالتحديات كثيرة وكذلك المخاطر، لهذا لابد من ان نعمل على مواجهتها برص الصفوف وتفعيل العمل العربي المشترك وتجاوز الخلافات والانقسامات والتركيز على القواسم والاهداف المشتركة.‏‏

واضاف المعلم في كلمته في الجلسة الافتتاحية لمجلس الجامعة ان استمرار الاحتلال الاسرائيلي وانتهاك الحقوق الوطنية المشروعة للشعب العربي الفلسطيني هو في مقدمة ما نواجه من تحديات موضحا ان الموقف العربي الداعي لتحقيق السلام العادل والشامل المستند الى تطبيق قرارات مجلس الامن ومرجعية مدريد ومبادرة السلام العربية، يواجهه موقف اسرائيلي يفتقر الى ارادة صنع السلام ويتناقض مع الجهود الرامية لتحقيقه بل يؤكد على الابقاء على الاحتلال لكافة الاراضي العربية المحتلة منذ عام 1967 ورفض الانصياع لقرارات الشرعية الدولية والمبادرات التي قدمت حتى الان0‏‏

وقال المعلم اننا نواجه في هذه المرحلة نهجا اسرائيليا يقوم على تصفية القضية الفلسطينية واستمرار الاستيطان بمختلف أشكاله وتهويد القدس فضلا عن القتل والمصادرة والحصار والتجويع، وغزة اليوم هي الشاهد الاكبر على ذلك وان تصريحات المسؤولين الاسرائيليين وممارساتهم ومناوراتهم تكشف وبما لايقبل الشك حقيقة عدم وجود شريك اسرائيلي يمتلك ارادة صنع السلام.‏‏

واضاف المعلم ان توجه الادارة الاميركية الحالية للانخراط جديا في عملية السلام أمر ايجابي ويشكل نافذة لفرصة يمكن البناء عليها والاستفادة منها إلا اننا في الوقت نفسه نؤكد ان متطلبات السلام معروفة ومتفق عليها عربيا ودوليا وكذلك فان متطلبات استئناف المفاوضات قد تم الاتفاق عليها في قرارات سابقة وهي موضع اجماعنا والتي من بينها وقف كافة اشكال الاستيطان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وخاصة في غزة ومادون ذلك يشكل تراجعاً خطيراً وضاراً بقضيتنا وموقفنا ويدفع اسرائيل الى المزيد من التعنت والرفض.‏‏

واوضح المعلم ان الاستفادة من نافذة الفرصة المتاحة في ظل الادارة الاميركية الحالية لاتكون باتخاذ أي خطوات تطبيعية مقابل وقف او تجميد للاستيطان لأن النشاط الاستيطاني غير شرعي ووقفه ملزم لاسرائيل قانوناً، مشيراً الى ان مبادرة السلام العربية واضحة في كونها تهدف لصنع سلام قائم على انسحاب اسرائيل التام من جميع الاراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان السوري واستعادة الحقوق الفلسطينية وان هذه المبادرة بحد ذاتها خطوة كبيرة لبناء الثقة عند الطرف الاخر وفي الوقت الذي لم يكتف فيه هذا الطرف بعدم الاستجابة للمبادرة العربية فانه لم يقدم أي شيء باتجاه ايجاد الثقة لدينا بوجود ارادة حقيقية لديه لصنع السلام، ووقف الاستيطان ليس إلا مقدمة وشرطا لإمكان التحرك باتجاه التفاوض من أجل تحقيق السلام.‏‏

وقال المعلم اننا نرى ان الاستفادة من نافذة الفرصة المتاحة في ظل التحرك الحالي تصطدم بسياسة اسرائيلية رافضة للسلام جملة وتفصيلا مما يتطلب منا اتخاذ موقف عربي موحد ازاء مايطرح يتمسك بما اصبح مسلمات عربية ودولية ويعززه تضامن فاعل وتحرك عربي مشترك نشط لدى الجهات الرسمية ذات التأثير ولدى الرأي العام العالمي.‏‏

واضاف وزير الخارجية ان الانقسام الذي تشهده الساحة الفلسطينية عامل بالغ الاضرار بالقضية الفلسطينية ككل وبالموقف العربي ولابد من وضع حد لهذا الانقسام فالوحدة الوطنية الفلسطينية مطلوبة بقوة الان وفي كل وقت وينبغي ان تكون اليوم أولوية فلسطينية وعربية بامتياز، لقد ساهمت سورية من جانبها في دفع الاطراف الفلسطينية لاتمام المصالحة ونحن اول الرابحين من هذه المصالحة لان السلام العادل والشامل الذي نريده لايكون دون تحقيق تسوية عادلة للقضية الفلسطينية تستند الى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين.‏‏

وحول الوضع العراقي قال المعلم: ان سورية أكدت مراراً وتؤكد دعمها الكامل وحرصها على وحدة العراق وسيادته وأمنه واستقراره ودعم العملية السياسية فيه وتعتبر ان أمن العراق واستقراره جزء من أمن سورية والامة العربية جميعا.‏‏

وأضاف وزير الخارجية: لقد عملت سورية على تقوية العلاقات الثنائية السورية العراقية في مختلف وجوهها وقد آلمتنا التفجيرات الارهابية التي حدثت في بغداد «يوم الأربعاء الدامي» وأدناها بقوة لكن فوجئنا بعد أيام باتهامنا بايواء من هم مسؤولون عن هذه التفجيرات ان هذه التطورات امر مؤسف جداً ولا تخدم مصلحة العراق ولامصلحة سورية وتضر بالوضع العربي عامة.‏‏

وقال المعلم: نحن منفتحون على حل الازمة الراهنة على اساس تقديم أدلة ووثائق مقنعة، إننا في سورية حريصون على ارواح ومصالح الشعب العراقي وعلى روابط الاخوة بينه وبين الشعب السوري.‏‏

وحول التطورات في اليمن قال وزير الخارجية: تابعنا بقلق التطورات الأخيرة في اليمن الشقيق ونحن نرجو ان يعم الامن في اليمن وندعم وحدته واستقرار أوضاعه وازدهار حياة شعبه.‏‏

وعن الاوضاع في السودان أعرب المعلم عن انشغال سورية بمايتعرض له السودان من محاولات للنيل من وحدته وامنه وسيادته وقال اننا نؤكد دعمنا المطلق للسودان وقيادته في مواجهة ذلك ونؤكد على اهمية تأمين المناخات الملائمة للتوصل الى تسوية كافة القضايا السودانية العالقة وفي هذا الصدد نعبر عن تقديرنا للجهود التي بذلتها قطر الشقيقة تنفيذاً لمقررات الجامعة العربية. وكذلك يشغلنا مايجري في الصومال المنهك بالحروب والاقتتال الداخلي وندعو الاشقاء فيه الى المصالحة الوطنية واعتماد لغة الحوار فيما بينهم وتغليب المصلحة الوطنية العليا في وحدة الصومال وإرساء دعائم أمنه واستقراره.‏‏

وفيما يتعلق بالنزاع الحدودي بين جيبوتي وارتيريا قال الوزير المعلم: اننا ندعو الى التوصل الى حل سلمي للنزاع بينهما وندعم كل مايصون حرمة أراضي جمهورية جيبوتي.‏‏

ولفت الوزير المعلم الى انه من المواضيع التي تحظى باهتمامنا الكبير أيضاً مشكلة اسلحة الدمار الشامل في منطقتنا ولقد أكدنا ضرورة اعلان منطقة الشرق الاوسط منطقة خالية من جميع اسلحة الدمار الشامل واسرائيل باعتبارها تمتلك سلاحاً نووياً هي السبب في منع انشاء هذه المنطقة ونحن في الوقت نفسه نؤيد حق جميع الدول في الاستخدام السلمي للطاقة النووية.‏‏

وقال الوزير المعلم: اختم كلمتي بدعوة صادقة لتأكيد التضامن العربي والالتزام بالعمل المشترك وتنفيذ مانتوصل اليه من قرارات وتوصيات وتعهدات ولكي نتمكن من ذلك لابد من وضع حد للخلافات والانقسامات والتركيز على المصالح والأهداف المشتركة.‏‏

مكاننا كعرب في عالم اليوم رهن بتعزيز تضامننا وتوحيد كلمتنا ومن هنا تكتسي دعوة السيد الرئيس بشار الأسد أمام القمة العربية في الدوحة الى وضع آلية لادارة الخلافات العربية العربية وحلها اهمية خاصة وستتقدم سورية بورقة عمل في هذا الصدد في اجتماعنا القادم.‏‏

وكان الوزير المعلم قد استهل كلمته بالترحيب بوزير الخارجية التركي.‏‏

ويبحث وزراء الخارجية العرب في الدورة الحالية لمجلس الجامعة بنودا تتناول قضايا العمل العربي المشترك وسبل تفعيله في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والقانونية الى جانب البنود الدائمة الخاصة بالقضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي والاجراءات الاسرائيلية في القدس والاستيطان وسرقة اسرائيل للمياه العربية في الاراضي العربية المحتلة والجولان السوري المحتل والتضامن مع لبنان واوضاع المهجرين العراقيين ورفض العقوبات الامريكية أحادية الجانب على سورية والحصار الجائر المفروض على السودان من قبل الولايات المتحدة.‏‏

من جانب اخر قال عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية ان المنطقة تمر بمنعطف دقيق وتحد وجودي للدول العربية في مفهوم الهوية التي تجمعها وتعطيها زخما وقوة سياسية.‏‏

وقال موسى في الجلسة الافتتاحية لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري في دورته العادية أمس: ان جدول اعمال هذه الدورة حافل بالعديد من القضايا التي تنتظر اتخاذ قرارات بما يعزز وحدة الموقف العربي مشددا على استعادة التضامن العربي باعتباره الضمانة الحقيقية لحماية المصالح العربية.‏‏

واضاف موسى ان كل المؤشرات على الجانب الاسرائيلي بشأن السلام تنذر بإفشال الدور والمسعى الامريكي بشأن السلام.‏‏

واكد موسى الموقف العربي من عملية السلام القاضي بضرورة انسحاب اسرائيل الكامل من الاراضي العربية المحتلة حتى خط الرابع من حزيران بما فيها الجولان السوري وما تبقى من الاراضي اللبنانية وقيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وتطبيق القرار 194 للجمعية العامة بالنسبة للاجئين ووقف بناء المستوطنات.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية