تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في عرضها الثاني مسرح راقص...إنت عمري بين ثناياها الحزن

ثقافة
الجمعة 11-9-2009م
آنا عزيز الخضر

(إنت عمري) أغنية لأم كلثوم ارتكز عليها العرض المسرحي (إنت عمري) درامياً وموسيقياً وفنياً في العروض السابقة في دار الأوبرا كماهو مجدداً على صالة مسرح الحمراء بدمشق،

فاجتمعت في العرض فنون أدائية كثيرة، فكان الرقص والغناء والموسيقا والتمثيل، تم التلاقي فيما بينها بأسلوبية اخراجية ودرامية منحت العرض المشهدية المسرحية الخاصة في الأدوات والفكرة والأسلوب الجديد، وإن استوحى العرض فكرته من الأغنية إلا أنه طوّعها واستثمرها في معالجة قضايا حياتية معاشة قريبة للجميع، حيث يتناول معاناة أسرة فقيرة لم تنحصر أزماتها ومآزقها في الحالة المادية بل كانت هناك حالات طارئة والتي حطت بوزرها على أفراد العائلة، فضغوط يومية ومادية ونفسية ترخي بثقلها على البيت إلى حد لم يتمكنوا من التوازن في اتخاذ القرار، فها هوالشاب يقف على مفترق طرق عاجزاً عن الفعل، فما كان منه إلا الهروب والتفكير بالهجرة وقد جعلته ظروفه إنساناً دون هدف، في الوقت الذي يفترض فيه أن يضج بالطموحات والآمال ليجسد العرض هموم شريحة واسعة ومهمة في المجتمع وهي فئة الشباب، ورغم أن العرض يدخل في إطار المسرح الراقص الذي يوحي بالحالة الترفيهية إلا أنه أمسك أيضاً بمسؤولية المسرح تجاه الناس فاقترب من معضلات اجتماعية ومشكلات جيل قدمه العرض يبحث عن كيفية صناعة الموقع لنفسه وسط كل هذه التناقضات التي يعيشها مابين الطموحات الإنسانية والظروف التي تكبحها بقوة ثم المسؤوليات الحياتية والواجبات ليبدو ذاك الشاب حول نفسه مفتقداً المقدرة على الفعل الحقيقي، حيث تمكن العرض من التعبير عن قضايا مهمة عبر ألوان فنية راقصة ولوحات أرسلت إشاراتها المتقنة وإيحاءاتها بأسلوب تعبيري جاد يترجم اللغة والفكرة إلى حركة في منتهى المرونة والدلالة وبما يضيف العرض إلى مجموعة عروض المسرح الراقص الذي بات يعرفه الجمهور السوري خلال اعتماد كثير من الفرق الفنية على هذا اللون الراقي وخصوصاً أن الرقص يعتبر من أجمل الوسائل التعبيرية عندما ترتبط مفرداته بالحياة، فكانت هناك توليفة فنية جميلة ربطت الجمهور بالعرض عن طريق لغة أجساد الراقصين ومهاراتهم، حيث المزج لأنواع متعددة من الرقصات بما فيها رقص الباليه والجديد في هذا العرض هو الاعتماد على الموسيقا الشرقية وأغنية تحمل الذكريات للكثيرين تمكن صناع العمل من استثمار مفرداتها اللحنية من جهة واللغوية من جهة أخرى لخلق مقاربات واسقاطات اجتماعية على غاية من الإشكالية، وكان التجسيد لكثير من المفارقات الحياتية مابين الفرح والحزن، والموت والحياة، الصحة والسقم وغيرها من التناقضات التي تحملها الحياة ببساطتها وتعقيداتها.‏

( إنت عمري) تأليف وإخراج: (خالد عبد الرحيم) كريوغراف : مجموعة محور وقد أدتها مجموعة (محور للفنون الأدائية).‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية