وغالباً مايكون المدنيون ضحايا هجمات القوات الدولية التي كان آخرها غارة القوات الالمانية على ولاية قندوز التي أوقعت عشرات القتلى والجرحى معظمهم من المدنيين ما استدعى غضباً افغانياً وانتقادات دولية لاستهداف المدنيين ومطالب بالتحقيق في هذه الجرائم.
وقد اعلن لويس مورينو اوكامبو المحقق في المحكمة الجنائية الدولية امس انه يقوم بجمع معلومات حول احتمال ارتكاب جرائم حرب على يد قوات حلف شمال الاطلسي الناتو ومسلحي طالبان في افغانستان .
ونقلت ا ب عن اوكامبو قوله في موجز حول نظام القضاء الجنائي العالمي انه سيفتح تحقيقات اولية اخرى حول جرائم حرب ارتكبتها القوات الاسرائيلية في قطاع غزة وجرائم حرب محتملة في كل من كولومبيا وساحل العاج وكينيا .
واضاف اوكامبو انه وفيما يتعلق بافغانستان فانه يعتزم فتح اربعة تحقيقات جديدة خلال السنوات الثلاث المقبلة مشيرا الى انه كان من الصعب جدا الحصول على معلومات محددة حول بعض الجرائم غير ان مكتبه تمكن من الاستفادة من بعض التقارير التي قدمتها المنظمات والمجموعات غير الحكومية التي جاءت الى افغانستان قبل عناصر المحكمة ولديها رؤية اوسع حول حقيقة ما يحدث هناك .
واوضح المسؤول الدولي انه طلب الحصول على معلومات من مجموعات لحقوق الانسان ومجموعات تعمل داخل افغانستان ومن الحكومة الافغانية كما ان لجنته ستكون منفتحة على اي معلومات او مساعدة تقدمها حكومات اجنبية اخرى مشيرا إلى ان هذه التقارير تشير إلى تورط قوات حلف شمال الاطلسي ومسلحي حركة طالبان ايضا في جرائم الحرب .
وردا على سؤال فيما اذا كان جنود حلف الناتو سيشكلون هدفا محتملا للمحكمة الجنائية في حال ارتكبوا جرائم حرب في اطار حكم القضاء قال اوكامبو ان المستشار القضائي في الحلف زار الاسبوع الماضي مقر المحكمة في لاهاي لمناقشة هذه المسألة .
واضاف انه شرح للضباط رفيعي المستوى في الحلف انهم قد يقفون في المستقبل امام المحكمة في حال ارتكبوا فظائع وجرائم ضد الانسانية مشيرا إلى ان الامر الاهم في المسألة هو ان هذه الجرائم الوحشية يجري التخطيط لها وعندما يعلم المخططون بعواقب ذلك سيفكرون مليا قبل ان يعمدوا إلى ارتكابها .
وتعد افغانستان واحدة من بين 110 دول صدقت على اتفاقية انشاء المحكمة الجنائية الدولية عام 2002 في روما ولذلك فهي ملزمة بالتعامل معها والتجاوب مع مطالبها .
وكانت ادارة الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون قد صدقت على اتفاقية انشاء المحكمة غير ان ادارة خلفه جورج بوش تراجعت عن دعم المحكمة باعتبار انها قد تستخدم لاهداف سياسية لمقاضاة الجنود الاميركيين خارج الولايات المتحدة .
وتم نشر تقارير كثيرة حول ارتكاب قوات الحلف الاطلسي وخصوصا القوات الاميركية جرائم ضد مدنيين واستخدامها القوة المفرطة واساليب التعذيب ضد المعتقلين في افغانستان .
الى ذلك القى نادي الصحافة في افغانستان امس باللوم على قوات التحالف الدولية في مقتل زميلهم الافغاني سلطان منادي خلال عملية تحرير الصحفي ستيفن فاريل امس الاول.
وذكرت ا ب ان النادي الذي يضم مجموعة من الصحفيين الافغان ادان في بيان قيام قوات الكوماندوس الخاصة في الحلف بترك جثة منادي خلفها وتركيزها على تحرير واستعادة مراسل صحيفة نيويورك تايمز البريطاني خلال العملية العسكرية .
واشار الصحفيون الافغان إلى ان القوات الدولية عمدت إلى شن العملية العسكرية دون انتظار استنفاد القنوات الاخرى لاطلاق الصحفيين .
وكانت العملية العسكرية قد اسفرت عن تحرير فاريل غير انها تسببت بمقتل جندي بريطاني والصحفي الافغاني ومدنيين افغانيين اثنين .