إنها منظومة الإسعاف الوطنية التابعة لوزارة الصحة ومديرياتها من عامة وخاصة وأهلية مدنية وغيرها، هي مشافٍ ميدانية متنقلة يخاطر أصحابها من سائقين ومسعفين وممرضين وفنيين ومتطوعين بأرواحهم وحياتهم، وهم يقطعون المسافات ويخوضون في صراعات الجغرافية بين هذا المكان وذاك.
فمنذ بداية افتعال الأزمة في سورية كانت منظومة الإسعاف السريع إحدى أهم الأهداف التي استهدفتها العصابات الإرهابية المسلحة ، يسعفون الشهداء والجرحى من كل الاتجاهات حيث قدم هؤلاء خدمات لاتحصى في إطار عمل الطواقم الصحية.
ماقامت وتقوم به وزارة الصحة على مستوى القطر وكذلك النقابات الصحية في اتحادات العمال من تكريم لأبناء هذه المنظومة هو جزء من العرفان والتقدير والشكر لهذه الشريحة التي قدّمت نفسها رخيصة دون وجل أو خوف من الجهود، حيث أحرقت سيارات الإسعاف بالعشرات واستشهد العديد من الطواقم ....ومع ذلك لم يتوان أحد عن أداء المهمة مهما كانت الظروف صعبة، وبالتالي مافعله هؤلاء قد فعله أيضاً كثيرون من العاملين في حقل الكهرباء والاتصالات وحقول النفط وعمال الخدمات من نقل وسكك حديد وغيرها، وماقام عمال الوطن وبذلوه من جهود مضاعفة كل حسب موقعه خلال ستة عشر شهراً من إصلاح وترميم للعديد من البنى التحتية التي خربتها يد الإجرام لايمكن تقديرها إلا في ميزان المصلحة الوطنية والأخلاقية التي جعلت من العامل السوري والمواطن الصالح نجماً في انتمائه إلى جذور آبائه وأجداده الذين تواكبوا على هذه الأرض منذ آلاف السنين.
وبالتالي ماقدمه عمال الوطن في ظروف قياسية وقاسية هي استثناء الاستثناء، حيث أعادوا دورة الحياة شبه الطبيعة إلى الكثير من المناطق التي عاث بها الفاسدون والمخربون من عصابات الإرهاب كفراً وضرراً وملؤوها رعباً وخوفاً بعد أمن وسلام كان سائداً لسنوات طوال...
فإلى كل السواعد التي مدّت يد العون لإعمار بنيان الوطن وإلى كل الجباه التي تصببت عرقاً والشرايين التي نزفت دماً في سبيل عزة وكرامة هذه الأمة وأمان هذا الوطن لهم منّا من أبنائهم وبناتهم وأخوتهم على امتداد كل شبر من ملكية الجمهورية العربية السورية المحبة والتقدير والإخلاص مع تقبيل الجباه الصامدة والسواعد القوية التي تعيد كل يوم دورة الحياة من جديد.