كامل، وتميّز الملتقى وتفرّده جاء من كونه ولد من اقتراح الشباب فنفذ على الفور، والنقطة الأهم أنه الملتقى الأول من نوعه والذي خصص مساحة كبيرة للقاء أعضاء مجلس مدينة اللاذقية مع المشاركين وكسر حاجز»اللاثقة» بين الشباب والمسؤول وبالتالي كان الحوار الشفاف والاطلاع على واقع المحافظة الخدمي من وجهة نظر الشباب أساس هذا الحوار واقتراح الحلول مع البدء بالتنفيذ الفوري لكلّ المشاكل الخدمية التي طرحت، ومن جانب آخر تألق برنامج الملتقى بتنفيذ مجموعة من الدورات كدورة الدفاع المدني ودورة التمريض ودورة الصحة الرياضية، بالإضافة إلى التركيز على الجانب التطوعي حيث نفذ الشباب مجموعة من النشاطات البيئية والاجتماعية والإنسانية.
وهذا جانب صغير مما ضمّه الملتقى خاصة وأن جلسات الحوار كانت حاضرة في جميع أيّام أعماله.
على طاولة الملتقى
من ضمن الحوارات السياسية جاء لقاء الدكتور جرجس زريق رئيس مكتب المنظمات الشعبية بالمشاركين وبحضور لورين الجردي أمين فرع الشبيبة في اللاذقية وخلدون خزيم رئيس مكتب الأنشطة التربوية والرياضية ومدير ثانوية سميع كوسا الأستاذ نزار محمد، حيث تحدّث الدكتور جرجس عن المرحلة الحالية التي وصلت إليها الأزمة في سورية وعن جميع الأدوات والأساليب التي استخدمها الغرب وكل من تآمر على سورية لإسقاط سيادتها وإشعالها من الداخل، كما أشار إلى أخطر هذه الوسائل والتي هي الحرب الفكرية الإعلامية والتي استثمرت على أعلى المستويات بعد صرف المليارات من الدولارات لتدمير سورية وفكر المواطن السوري وعزيمته وأيّمانه بوطنه وبقيادته، مؤكداً فشل هذه الوسيلة بفضل السّلاح الأمضى الذي امتلكه الشعب والشباب السوري خاصة وهو الوعي.
مساحة للحوار
بدورها تحدثت أمين فرع الشبيبة في اللاذقية عن خصوصية الملتقيات الشبابية التي تقيمها المنظمة والتي اختلفت بطبيعتها عن المرحلة السابقة حيث تتميز الآن بغناها بالحوار والنقاش والتفاعل بين الشباب، كما تتميز بتخصيص برامج وورش عمل للأعمال التطوعية والتشارك مع المجتمع والأسر، مع التأكيد على ممارسة الشباب أدواراً في المجتمع والوطن، ثمّ أضافت: أدى شباب منظمة اتحاد شبيبة الثورة في المرحلة الماضية دوراً كبيراً فالمنظمة جزء من التركيب الاجتماعي للمجتمع السوري وللشعب السوري، ونحن منظمة تحمل أهدافاً مختلفة بحيث نؤدي أدواراً في مجالات متعددة، كحملات التبرع بالدم والملتقيات الحوارية التي ضمت شباباً من المناطق المتوترة بحيث استمعنا إلى آرائهم وحاولنا تقريب وجهات النظر، أيّ إن كلّ مفردات العمل الشبابي استمرت رغم الأزمة.
كذلك تحدّث وائل بديع نصرة رئيس مكتب إعداد الشباب عن تميّز الملتقى بدورة الدفاع المدني التي نُفّذت بطلب من الشباب ووعيهم لضرورة امتلاكهم مهارات الدفاع المدني والتمريض وامتلاك الثقافة الصحية وثقافة الإسعافات الأولية وكلّ مهارات الإغاثة عند الحاجة.
تحضيراً لمخيمات الصيف
وعن ملتقى الشباب الأول تحدّث بشار بوبو أمين الرابطة الشرقية قائلاً: في الحالة العادية لدينا لقاءات مستمرة مع الأعضاء الشباب ومن ضمن الاقتراحات التي أحب أن يعمل بها الشباب إقامة ملتقى مصغر لجمع بعض من نشاطات الشبيبة، وهذا الملتقى هو تمهيد لمخيمات سوف تقام في هذا الصيف، وقد اعتمدنا على كوادر شبابية بإعطاء المحاضرات والمقابلات فتجسّد التفاعل الأسري بين الشباب، وبعد كلّ النشاطات التي قام بها الشباب اكتشفنا تعطّش الشباب للمزيد من هذه اللقاءات والعمل.
أمّا خلدون قزق المشرف العام على الملتقى أشار إلى أن فكرة الملتقى جاءت من مبادرة اقترحها الشباب فنفذناها على الفور فجاء هذا التجّمع الذي ضمّ شبيبيين من كافة الوحدات التابعة لمجال عمل الرابطة من /بسنادا وستمرخو وبكسا وسنجوان/ حيث رسمنا هدفاً عاماً وهو اعتماد اللامركزية في العمل وخاصة وأن الشباب هم الأقدر على تفعيل أدوارهم في الحياة والمجتمع وفي ساحات الوطن فشعورهم بالمسؤولية فطري ووليد ثقتهم بما يستطيعون القيام به والتأثير من خلاله على محو السلبيات والعمل على تنمية الروح المعنوية والجماعية بين الناس لينعكس هذا الامتلاء فعلاً وطنياً وإيجابياً.
وعن الجانب الطبي والتمريضي تحدّث ثائر طه المدرّس في مدرسة التمريض بالقرداحة والحاصل على ماجستير عناية حرجة من مصر: دورات التمريض في غاية الأهمية والأهم هو نشر الثقافة الصحية والطبية، ونحن قدّمنا المعلومات والمهارات التمريضية بالإضافة إلى التركيز على بعض الأمراض كما إننا خصصنا مساحة للتحدث عن الأمراض الجنسية مع التركيز على جرعة التوعية التي يجب أن نقدمها للشباب وخاصة وإن مصادر المعلومات حالياً هائلة لذلك حاجتنا إلى التوعية في هذا الوقت أكبر وهي سلاحنا.
المرحلة القادمة هي للشباب
لحضور أعضاء مجلس المدينة بين المشاركين وطيلة أعمال الملتقى التأثير الإيجابي في إعادة الثقة بين الشباب والمسؤولين وخاصة وإن من حضر منهم اختصّ باستلام مهمات ضمن قطاع المناطق التي ينتمي إليها الشباب أيّ إن طرح المشكلة وإزالتها من الواقع كان ضمن اختصاصهم، وعن خصوصية هذه البادرة تحدّث الشاب علاء غانم والذي يُعتبر أصغر عضو مجلس مدينة في اللاذقية وعمره لم يتجاوز الثامنة والعشرين قائلاً: هي عبارة عن حلقة حوار مفتوحة بين الشباب المشاركين وبيننا حيث رأينا ولمسنا واقع الشباب الحاضر في كلّ ساحات الوطن والجاهز لأيّ مشاركة، وهم من طرح علينا مشاكلهم، ولذلك أقول بأن المرحلة المقبلة هي مرحلة الشباب لذلك كنا نستمع من المشاركين إلى المشاكل التي يريدون طرحها لحلها مع العلم بأن كلّ ما طرح كان جريئاً فجاء حوارنا بناء وأضاف» للأسف وصلنا إلى مرحلة عدم ثقة بين الشباب وبين المسؤولين وحتى بين المسؤولين أنفسهم، لذلك أتينا لنكون موجودين بجهودنا وبجهود الشباب والجميع لنعيد الثقة بيننا بالعمل الميداني وحده».
أما السّيد رامز محمد عضو مجلس مدينة اللاذقية ومقرر بلجنة الخدمات قال: اعتمادنا الحالي على جيل الشباب لذلك علينا جميعاً أن نفعّل هذا الدور ونحن كأعضاء مجلس مدينة اللاذقية سنعيد الثقة بنا وسنوصل همومهم لكلّ الجهات المعنية بالأمور التي طرحوها والتي تحدّثنا بها بشفافية، لذلك نريد أن نفعّل تواصلنا أكثر مع الشباب.
أمّا السّيد منصف زركلي رئيس لجنة الخدمات والمرافق في مجلس مدينة اللاذقية فقد تحدث عن اللقاءات بين المسؤولين والشباب وضرورتها: نحن نستمد طاقتنا وأهمية عملنا من الشعب الذي انتخبنا واللقاءات التي أجريناها مع المشاركين بالملتقى كانت مثمرة وأنا من أنصار الشفافية مع أيّ مسؤول ومع أيّ رئيس دائرة لذلك أصر أن أصل إلى المبتغى ولكن بالحق، والشعب يستحق كلّ شيء لذلك سندعو إلى لقاءات متجددة تضم كلّ شرائح المجتمع وخاصة الشباب.
تفعيل أدوارنا حتى نحقق الكثير
* جعفر شعبان/مهند مزيق: هذا الملتقى زاد من خبرتنا ومعلوماتنا الصحية والثقافية والسياسية وهو ما نحتاج إليه في هذه المرحلة.
* زينب ابراهيم: حوارنا مع المسؤولين هو الطريق إلى تطوير البلد، وإعادة الثقة بيننا لا بد منها.
* مرام قاسم: من الضروري إقامة ملتقيات لنا تحفزنا على العمل والتفكير وتجعلنا أكثر تواصلاً وفاعلية مع المجتمع بحيث نحقق وجودنا.
* هلين زفة: الحرية في طرح أفكارنا السياسية كانت حالة حضارية في الملتقى حيث استطعنا أن نقرأ الأحداث في سورية بشكل عميق أكثر وهذا خلاصة الحوارات السياسية التي كانت تقام كلّ يوم.
* حنين غانم: خصصنا مساحة كبيرة للتحدث عن الإعلام السوري والقفزة التي حققها منذ بداية الأحداث وبرأيي للشباب الدور الأكبر في تفعيل دور الإعلام السوري من خلال تفعيل مواقع التواصل الاجتماعي.
تحضيراً لصيف 2012
وقد بدأت منظمة اتحاد شبيبة الثورة تحضيراتها لفعاليات الصيف التي يشارك فيها آلاف الشباب والشابات، ووجهت قيادات فروعها في المحافظات بضرورة اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لإنجاح هذه الفعاليات والأنشطة وتنفيذها على أكمل وجه.
كما أصدرت المنظمة لائحة لفعالياتها المركزية تضمنت برنامجاً زمنياً يرصد زمان ومكان الفعاليات والأنشطة في كافة مجالات العمل الاتحادي وبموجب هذه اللائحة تقيم المنظمة العديد من الدورات والملتقيات والمخيمات البيئية والتربوية والرياضية والإعلامية والثقافية والفنية ودورات الإعداد والتنظيم .
وتأخذ خطة صيف هذا العام بعين الاعتبار طبيعة المرحلة القائمة والقادمة وسماتها، والتحديات التي تواجه الوطن والأمة، ومهمات التطوير والتحديث ودور المنظمة في تنشئة شباب الوطن وتعزيز قدراتهم ومشاركتهم في الحياة الوطنية تعزيزاً لدورهم في بناء الوطن ومواجهة التحديات التي تواجهه من خلال تطوير الموارد البشرية في قطاع الشباب وتعزيز قدراتهم وخبراتهم وتأهيلهم في المجالات المختلفة وبالتالي المساهمة في عملية التنمية الشاملة عبر حشد طاقات الشباب للمساهمة في أوجه الحياة العامة وتنمية المجتمع.
كما وضعت خطة المنظمة وخارطة الانشطة والفعاليات المقترح تنفيذها على قائمة أولوياتها تكريس الفكر الديمقراطي وتوسيع أشكال الممارسة الديمقراطية في المنظمة وتفعيل عملية الحوار وتطوير الخطاب الشبابي على النحو الذي يستقطب ويجتذب الشباب بصورة أكبر لصفوف المنظمة والمشاركة في أدائها لدورها وتبوء مواقع المسؤولية فيها.
فضلاً عما تستهدفه خطة الصيف من تطوير عملية البحث العلمي الاجتماعي والتربوي التي تبنتها المنظمة في تناول قضايا ومشكلات الشباب عبر مركز البحوث والدراسات الشبابية والتوسع في نشر الثقافة المعلوماتية وتوفير أوسع الفرص للشباب لمواكبة التطور التقني وتحقيق أعلى أوجه التكامل الفاعل في العلاقة بين المنظمة والمنظمات الشعبية ذات الصلة بالعمل في مجال الشباب في القطر والتوسع في إحداث وتنشيط مراكز الأنشطة الشبابية ، وأندية العلوم والمعلوماتية، والنوادي الشبيبية المدرسية، والمرافق الشبابية السياحية فضلاً عن التأهيل والتدريب المستمر للكوادر الشبابية والتوسع في العمل الميداني.