مشاهد يقظ و واع
عين المجتمع الأربعاء 6-8-2014 رويده سليمان العالم ..شاشة صغيرة ،سواء شاشة كمبيوتر أو موبايل أو تلفاز وأبناؤنا في عزلة عن واقعهم الأسري والمجتمعي ،غارقين في واقع افتراضي من منتجات التطور التكنولوجي أو ما يسمى تكنولوجيا الحضارة .
يشكو عدد من الآباء و الأمهات سلوكيات خاطئة لأبنائهم مع هذه الشاشة التي ارتبطوا بها ارتباط الدم بنسبة من النيكوتين اعتاد عليها ،ويعترف البعض بفشله في إعداد أبنائه لمستجدات المجتمع و تحدياته ،و يقرون بخسارتهم الرهان أمام هذه الشاشة التي صادرت عقول أبناءهم و تلاعبت بعواطفهم ،وفي كثير من الأحيان يلقي الآباء اللوم على هذه الشاشة و يجعلونها الشماعة التي يعلقون عليها تقصيرهم التربوي في وضع قوانين والدية و قواعد تربوية، ويختصرون دورهم التربوي و الإرشادي بالتحذير و التهديد والحرص على برامج الأمان في الجوال و الكمبيوتر و الآيباد .. هي مهارة المشاهدة الواعية و اليقظة والناقدة ،العلاج الناجع لقلق الآباء وما يشكله عصر الفضائيات المفتوحة من تحدي كبير أمام تنشئة الأبناء و يبقي للأسرة دورها الأساسي و مرتبتها الأولى في تربية الأبناء و توجيههم و يكون ذلك عبر استثمار ما يصدر عن تلك الشاشة للحوار و المشاركة و التواصل و التفكير إضافة إلى قوانين صارمة بمفهومها الجديد الذي يقوم على إقناع و اقتناع المشاهد على اختيار ما يناسبه و الحكم السليم ،قوانين منطقية و ثابتة و واضحة و ضوابط واقعية يلتزم بها الآباء قبل الأبناء،لا معقدة و لا صارمة تقود الأبناء إلى الصراع و التمرد.
الأسرة ..رعاية و إشراف و متابعة ..الأسرة رهان المجتمع السوري للقادم من الأيام في سورية الجديدة و المتجددة في سورية العمار و الازدهار.
|