في نفس الوقت الذي دعمت فيه الجوانب الأخرى ،التي تتعلق بتأهيل الطالب للحياة بشكل عام، فالفعاليات واسعة والدورات كثيرة والأنشطة متعددة ومنها المحاولات المستمرة لتثقيف الطلبة وصقل خبراته ومعارفه في شتى المجالات ، من هنا تشهد الجامعات السورية على مساحة القطر بين فترة و أخرى معارض للكتب تحت أهداف متنوعة علمية منها وتثقيفية وأكاديمية وما إلى ذلك، فلم تكن مشاركة الجامعات السورية في معرض مكتبة الأسد الدولي هي الوحيدة ،بل كثرت تلك المعارض و توزعت وتنوعت بين الجامعات السورية، وقد سجلت وقتها في ذلك المعرض الهام حضورا مميزا و لافتا،رغم المنافسات القوية لدور النشر العالمية، والنتاجات الثقافية المتميزة و الكثيرة، إذ رسخت بتواجدها حالة أكاديمية لها خصوصيتها وأفاقها الواسعة، خصوصا أن المعرض له الميزات و الحضور الدولي ،مما اكسب مشاركتها سمات، أكدت مكانتها العلمية ومقدرة كوادرها، كما سويتها المتميزة على المستوى الثقافي أيضا ،وكانت مساهمتها تلك مبادرة هامة ، أكدت مواكبتها المستمرة لآخر التطورات الثقافية و الاجتماعية و العلمية ،هذا عدا عن التعريف بالمنتج الجامعي السوري وإنجازاته، كما هو التعريف ببحوثها العلمية المتنوعة ، وقد قيل وقتها عن مشاركة الجامعات السورية في معرض الكتاب، إنها كانت الظاهرة المميزة لذلك المعرض .
كما وتشارك الجامعات السورية في معارض الكتب الخارجية بين فترة و أخرى، كجامعة دمشق و البعث وغيرها، ليتم التعريف ،وإطلاع الآخرين من جهة ثانية على الجهد العلمي و البحثي للجامعات السورية، خصوصا أن المشاركات السورية مرغوب بها، و قد أكد الكثيرون أن كتب الجامعات السورية هي الوحيدة في العالم العربي باللغة العربية،
كما لابد من التذكير بمعرض (لغتي ثقافتي) الذي أقامته الهيئة العامة السورية للكتاب ،واستقبلته جامعة دمشق، ذلك المعرض الذي بدأ احتفالا باليوم العالمي للغة العربية ،و استمر ليصبح معرضا دائما للكتاب، أقيم في كلية الآداب، ليكون إلى جانب الطلبة مشجعا إياهم بسبب أسعاره الرمزية،حيث يباع الكتاب بنصف قيمته، و قد ضم حوالي 750 عنوانا في كافة المجالات، بدءا من الفلسفة ،إلى السياسة ،و الفكر، والتاريخ، و القصص ،و الروايات، و المسرح، و الاقتصاد ،و الموسيقا ،وكان لهذا المعرض حضوره القوي بين صفوف الطلبة ،وتحديدا عند الاستمرار، مثلما أكد الكثير من الطلبة ،الذين وجدوا في المعرض فرصة سانحة، تساعدهم على الحصول على الكتاب ، خصوصا بوجود عنا وين كثيرة تلفت أنظارهم ،وكان منهم الطالبة (نورهان سعود )تربية سنة ثانية تحدثت عن المعرض وأهمية معارض الكتاب بالنسبة للطالب فقالت: هذه المعارض وغيرها من معارض الكتب ،التي تحرص الجامعة على إقامتها، تشكل رافدا مهما للثقافة بشكل عام ،عدا عن اقتراب بعضها لكثير من الاختصاصات والأقسام ،مما يتيح للطالب اغناء معلوماته وخبراته إضافة إلى كون وجود الكتاب بين متناول الكثيرين،فإن ذلك لاشك يشجعهم لاقتنائه من جهة،كما يرسخ فعل القراءة من جهة أخرى ،ويشجع الثقافة بشكل عام التي تلعب الدور الأهم في حياة الناس ،ومعارض الكتب الكثيرة تجعل الثقافة سهلة المنال ،و في متناول يد الطلبة الذين يمثلون جيل المستقبل ،لان الثقافة تبقى صمام أمان،وتبني الممانعة القوية لكل ما هو فكر دخيل ،والقراءة وترسيخها كفيل بكل هذه المهام ،من هنا فإن لمعارض الكتب أهمية للفت نظر الطالب إلى هذا الجانب ،و رأينا كيف يقبل الطلاب على المعرض ،وقد ترك أثره عليهم بوجوده أولا ،ثم استمراره ثانيا .
لم تنقطع معارض الكتب في جامعة دمشق ،حيث تقام بين فترة و أخرى، ليبقى الطلبة على تواصل مع الثقافة بمجالاتها العامة كما الاختصاصية ، و أحيانا تكون عناوينه حول محور واحد هام، ليتم انتقاء و جمع الكثير من الكتب ، تحت هذا العنوان لاغنائه ، و إثرائه بالكثير من الكتب التي تتمحور حوله ،منها كان معرض (الكتاب الجامعي بين الماضي و الحاضر) في كلية الآداب بدمشق و قد ضم آخره أكثر من 3000 عنوان، كلها تدور في نفس السياق، كما تدور على مختلف المجالات العلمية و الأدبية، ثم العلوم الطبيعية و الفيزيائية كما التربوية و غيرها الكثير، و كلها هدفت إلى موازاة وتغطية التطور الحاصل في مجالات التعليم العالي و البحث العلمي.
ومن جهة أخرى دأبت جامعات القطر إلى اقامة فعاليات مماثله ، بهدف تشجيع الطلبة على الثقافة وإغناء معارفهم ، مثل (جامعة تشرين) في اللاذقية ،التي تقيم معارض الكتب بشكل دوري تحت عنوان معرض (الكتاب السنوي)و غيرها في مناسبات مختلفة ، كما حرصت (جامعة حلب) على إقامتها دوما ، كان منها معرض (الكتاب الشامل) و قد ضم 5000 عنوان في مختلف جوانب الفكر و الأدب و التراث ،كما القواميس و المراجع الطبية و الهندسية و المعلوماتية و القانونية و غيرها ،إذ حرصت جامعات القطر على إقامة معارض الكتب الثقافية بشكل عام كما هي الاختصاصية والأكاديمية بشكل خاص ،مثلما هو معرض كلية الآثار و المتاحف في الفترة الأخيرة ،وذلك لمساعدة الطلبة و إتاحة الفرصة أمامهم للحصول على كتب متخصصة ،يزيد من خبراتهم الأكاديمية ،و قد ضم المعرض أكثر من 66 عنوانا ، و تضمن مجموعة منتقاة بعناية من الكتب الهامة في مجال التاريخ، منها (مهد الحضارة) و كتاب عن (الاختام الأثرية) و رسم اللقى وغيرها الكثير من العنا وين الاخرى الاختصاصية .