تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حرفة الترجمان..؟!

حصاد الورق
الثلاثاء 26-3-2013
يمن سليمان عباس

يتساءل جان وروني أدميرال عن معنى الترجمة ويرى أنها- الترجمة- حالة خاصة من حالات تماس اللغات،

فهي بالمعنى الواسع كل صورة من صور (الوساطة اللغوية) تمكن من نقل الخبر بين متكلمين بلغات مختلفة، فالترجمة إنما هي نقل لرسالة من لغة أصل إلى لغة هدف.‏

وتطلق الترجمة في آن معاً على أمرين: على عملية الترجمة، أي على نشاط المترجم (وهذا معناها الحركي) وعلى حاصل ذلك النشاط أي على النص الهدف، وهذا معناها السكوني، وقد يتسع معناها فتطلق مجازاً على تعبير، أو تمثيل أو تأويل..‏

أما حرفة الترجمان، فهي نشاط إنساني كوني، أملته الضرورة في جميع الأزمنة، وفي كافة بقاع الأرض، لمابين الجماعات الناطقة بلغات مختلفة من الاتصالات، سواء كانت هذه الاتصالات فردية أم جماعية، عرضية أم دائمة، ناتجة عن معاملات تجارية قائمة أم عن رحلات أم مسطرة في مواثيق متفق عليها..‏

ومامن عشيرة- مهما بعد موطنها فانطوت عن غيرها في غنى عن الاستعانة بالترجمة، وفي أسطورة برج بابل، مايشير إلى قدمها، فقبل مكاتب الترجمة في المنظمات الدولية بزمن سحيق كان المترجمون لايحصون عدداً.. ولذلك يحضر معنى الترجمة بإقامة الفرق بين النطق بالنيابة يعني الترجمة الشفهية التي تكون تارة بعيدة وطوراً فورية وبين الترجمة بالمعنى الصحيح أعني المشتغلة على النصوص المكتوبة.‏

والترجمان كالناطق بالنيابة، لابدّ له من معرفة محكمة بلغتي عمله، وأن يكون واسع الاطلاع في جميع المعارف وتكون له اليد الطولى متى اشتغل على ترجمة فنية في المجال الذي ينتسب إليه النص المراد ترجمته، ولذلك عليه أن يكون دائب المطالعة كثير النظر، وقد بدا الاجماع قائماً على أن اللغة الهدف ينبغي أن تكون دائماً هي (اللغة الأم) لأن لكل مترجم لغتين أصليتين فالمتكلم يترجم إلى لغته أيضاً، غير أن بعضهم تعللوا بشدة الحاجة إلى المترجمين، وبضرورة مواكبة ( مرنة) استجابة لتنوع الطلب وتجدده المتواتر، فاشترطوا اليوم في تراجمة الغد(مرونة) من شأنها أن تمكنهم من الترجمة على سواء بعدة لغات هدف، لكن هذا الربح المطلوب تحصيله من تعدد لغات المترجم والمترجمة الصالح لكل شيء ليس مطلباً معقولاً ولايستطيع الاضطلاع به جملة المترجمين.‏

والترجمة ملكة أدبية محمية في القانون الفرنسي بموجب قانون قانون 11 آذار 1957م وللمترجمين في فرنسا نقابة وطنية هي الجمعية الفرنسية للمترجمين، وهي أصل الفيدرالية الدولية للمترجمين.‏

وقد جرت العادة على تمييز الترجمة الأدبية عن الترجمة الفنية التقنية، ومرد ذلك إلى الاختلاف بين أنواع النصوص المراد ترجمتها، وإلى الفصل الواقع بين متعاطيها لأسباب اقتصادية.‏

ذلك أن الأدبيين يترجمون كتباً يؤجرون عليها أجرة زهيدة تبعاً لنظام حقوق التأليف، وأن الفنيين يؤجرون عليها في الأغلب الأعم رواتب تكون أوفر من أجرة أولئك..‏

Yomn.abbas@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية