تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


إخراج الحرب.. مسرحياً

مسرح
الثلاثاء 26-3-2013
خلافاً للمسرح البريطاني الذي نشط في السنوات العشر الماضية، وعرف بالمسرح السياسي لفضح سياسة حكومة توني بلير بما يتعلق بغزو العراق..

فإن الأعمال المسرحية التي تناولت غزو العراق لم ترق في فرنسا إلى مستوى موقعها الرسمي المندد بالحرب.‏

والسبب.. كما يرى المؤرخ بنجامين ستورا، أن المسرح الفرنسي لا يميل إلى الأعمال التي لها صلة مباشرة بالأحداث السياسية فحرب الجزائر لم يتعرض لها إلا في محل وحيد هو (الحجب السائرة) لجان جنينه عام 1966.‏

تقول ناقدة فرنسية مسرحية: كيف يمكن إخراج الحرب مسرحياً؟...قلة قليلة حاولت تقديم إجابة شافية، منهم العراقي مخلد راسم في مسرحية ذات منحى وثائقي عرضت عام 2007 في مدينة فرنسية، قام بأدائها عراقيان وتونسيان وتقدم في خمس لغات وهي شهادة حية عن مصير الإنسان في الحرب، من خلال تجارب فردية، في نبرة حزينة لا تخلو من الطرافة.‏

والثاني هو المغربي أحمد حافدي ألفها عام 2008 بعنوان (ضيف الله)..والضيف هنا هو سميث الأميركي الذي يكرم (ياسر) ضيافته، لكن الأميركي يتنكر للعهد وينقض الصداقة، لأن علاقاته مبنية على حب المال.‏

والثالثة هي الفرنسية إيرين بونو في مسرحية »ميوزيك هول 56« مترجمة عن الإنكليزية حول العدوان الثلاثي على مصر، هذه المسرحية لم تعرض إطلاقاً في فرنسا.‏

تقول المخرجة التي قدمت العمل عام 2009 »في الوقت الذي تشهد فيه السياسة الأميركية فشلاً ذريعاً في العراق، وجدت دافعاً في أعماقي يدعوني إلى إعداد هذا العمل لخشبة المسرح خلافاً لما درجنا عليه من تجاهل لحرب السويس لأنها تذكرنا بحرب الجزائر وطموحاتنا الكولونيالية«.‏

في هذه المسرحية تحل حرب العرق محل حرب السويس وتبدو صور الحرب وصور السفاح بوش مطبوعة في مقدمة المسرح حيث فضاء مغلق يجمع عائلة من الفنانين وقع ابنها سجين حرب.‏

الرابع هو المخرج الفرنسي رونيه شينو الذي أعد مسرحية عن رواية الكاتبة الجزائرية ياسمين خضراء »صفارات إنذار بغداد« وشارك بها بمهرجان أمتنون. وتروي حكاية شاب في صحراء العراق، بسيط... باندلاع الحرب أقدم جنود الجيش الأميركي على قتل أبيه بعد تعذيبه وإذلاله، فاضطر لحمل السلاح ليأخذ بالثأر، فإذا به يصبح عجينة طيعة بيد الإرهابيين.‏

في هذه المسرحية التي يؤديها ثلاثة ممثلين تبدو الحرب دوامة يتداعىإليها العنف حيث لا إيجابية ولا بطولة بإذلال الإنسان تتجلى الخيبة والانتقال إلى العدمية، وبذلك يغدو مسرح الحرب على قلة العروض التي أحصيت ناقداً نشيطاً للحرب.‏

في مقال بعنوان »إخراج الحرب مسرحياً« كتبت المؤرخة الفرنسية »رافو- الو« المسرح يناهض الحرب، ليس من باب الالتزام، وإنما لأن المسرح في جوهه فن يحبط العنف فهو قائم على الكلمة والحوار ولو بشكل صراع.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية